يشتكي الكثير من الأهل من عدم وضوح كلام طفلهم، أو أنهم لا يفهمونه بصورة صحيحة، ويضغطون على طفلهم و يواجهون صعوبات في مساعدته على نطق الأصوات بطريقة صحيحة، من خلال هذه المقالة وفرنا لكم أهم الطرق لمساعدتهم ومساعدتكم.
النطق الغير صحيح للأصوات الكلامية
يتم اكتساب الأصوات الكلامية في أعمار مختلفة، وبعد اكتسابها يتم نطقها بالطريقة صحيحة؛ لذلك علينا أن لا نضغط على الطفل حتى يجعل كلامه يشبه كلام الكبار تماماً، هذا من شأنه أن يخلق عند الطفل مشكلة تأتأة و يفاقم الأمور، بالمقابل علينا أن لا نعزز الإنتاج الغير صحيح للأصوات الكلامية، و بخطوات معينة نساعد الطفل على اكتساب الصوت بالصورة الصحيحة، كما ذكرنا أيضاً في إحدى مقالاتنا عن العمليات الفونولوجية و الإنتاج الغير صحيح لبعض الأصوات و المراحل الطبيعية لكلاهما، مع العلم أنه في بعض المرات يكون هناك مشكلة واضحة في مفهومية الكلام، في هذه الحالة يجب متابعة الطفل و عرضه على أخصائي نطق و لغة وسمع.
أسباب الإنتاج الغير صحيح للأصوات الكلامية
نساعد أطفالنا أحياناً بأيدينا على الإنتاج الغير صحيح، أيضاً هناك أسباب أخرى تؤدي للإنتاج غير الصحيح للأصوات الكلامية عند الطفل منها:
١-Hearing impairment ؛ في هذه الحالة يجب علاج المشكلة المسببة، من خلال إجراء فحوصات سمعية و استخدام المعينات السمعية المناسبة، ثم إعادة التأهيل السمعي النطقي لمساعدة الطفل، كوْنه بسبب ضعف السمع لم يستطع سماع الأصوات بطريقة صحيحة بالتالي إنتاجها بصورة مغلوطة.
٢- التقليد الغير صحيح؛ ماذا يعني هذا الكلام و بماذا يهم ؟ فعلياً أطفالنا يتعلمون الأشياء من خلال استخدام مهارة التقليد أو المماثلة للأفعال المحيطة، و ذلك بسبب وجود خاصية بالدماغ تدعى الأعصاب المرآة و التي تخزن ما تراه بخطواته لتقوم بمماثلته أو تقليده، مثلاً أطفال التوحد يفتقدون هذه الخاصية لذلك يواجهون مشكلة واضحة في التفاعل و التواصل الاجتماعي. أحياناً الأهل من غير قصدٍ منهم يدمرون عادات طفلهم في التقليد بشكلٍ واضح، مثلاً إذا طلب الطفل من الأم أن تعطيه “ثيارة” بدلاً من “سيارة” ثم تَهُمُّ الأم بإعطاء الطفل السيارة لتقول له : ” خد يا ماما هيها الثيارة” بهذه الطريقة تقوم الأم بتعزيز إنتاج الطفل الخاطئ للكلمة، كما أن الأهل أحياناً يضغطون على الطفل بكلمة “قول،احكي …” بدلاً من مماثلة الشيء أو الكلمة بالطريقة الصحيحة أمام الطفل ليتعلمها بطريقته، سنجده بعد فترة ينتجه وحده.
٣- وجود مشاكل عضوية مثل شق سقف الحلق أو الشفاه، مشاكل في الأسنان، اللسان، عضلات الوجه و الفك و غيرها .
٤-لفت انتباه الأهل بالأخطاء .
هذه الأسباب علينا تجنبها أو علاجها لنقلل من الإنتاج الغير صحيح و نعزز الكلام المفهوم .
طرق تساعد الطفل على الإنتاج الصحيح للأصوات الكلامية
تكون المشكلة الأساسية أحياناً في طريقة الأهل عند تصحيح أطفالهم، لكن قبل أن نشرع بذكر أهم هذه الطرق علينا تجنب وعلاج الأسباب المذكورة سابقاً، اتبع هذه الطرق مع طفلك لتساعده على الإنتاج الصحيح:
١- اجعل إنتاجك صحيحاً معه، مثلاً كما ذكرنا سابقاً بدلاً من تكرار نفس خطأ الطفل بقولنا إذا أنتج مثلاً كلمة “ثيارة ” بدلاً من سيارة. نكرر نفس الكلمة أمام الطفل بالطريقة الصحيحة مع التشديد و الوضوح، دون أن نجبره على أن ينتجها بطريقة صحيحة بقولنا كلمة “لا،قول سيارة يالله قول سيارة بعطيك..”
٢- إنتاج الصوت الكلامي أمام الطفل بتمثيله أمامه بالإنتاج الصحيح مثلاً صوت ال “س” نجعل مخرجه واضحاً أمام الطفل، بوضع اللسان الأسنان و شكل الشفاه يكون مبتسم مع جروج القليل من الهواء.
٣- الشد و توضيح الصوت الذي تم إنتاجه بالطريقة الخاطئة، حتى يسمعه و يميزه الطفل من بين الأصوات الأخرى .
٤-يمكن مساعدة الطفل من خلال جعله يلمس مخرج الصوت، أو من خلال اللعب .
بهذه الطرق نساعد الطفل لإنتاج الأصوات بطريقة صحيحة بدلاً من تعزيز الإنتاج الغير صحيح أو استخدام طرق خاطئة.
مراجعة أخصائي النطق و اللغة والسمع
علينا مراجعة أخصائي النطق و اللغة والسمع عند الحاجة لذلك أو إذا لم يكتسب الطفل الصوت بالوقت المناسب لاكتسابه، و عمل فحوصات السمع حتى نطمأن على سمع الطفل، أيضاً إذا كانت مفهومية الكلام عند الطفل متأثرة فلا يفهم عليه الغرباء و أحياناً الأهل من الضروري مراجعة الأخصائي لمساعدة الأهل أكثر.
ساعدوا أطفالكم على الإنتاج الصحيح بدلاً من الوقوع في أخطاء التعزيز الغير مباشر و الغير مقصود لأخطائهم، في هذه الطريقة تطول مدة الإنتاج الخاطئ للصوت و يصعب على الطفل اكتسابه، يجب أن يسمع الطفل الأصوات بطريقة صحيحة حتى يدركها و يتعرف عليها ثم ينتجها .
للمزيد و لمساعدتكم أكثر سجلوا معنا .