الطفل الأول في العائلة عادةً ما يحصل على اهتمام كبير و تركيز كبير عليه من كل أفراد العائلة، يعتاد الطفل على الاهتمام و لا يحب أن يشاركه به أحد، خاصة عند وجود مولود جديد في العائلة ويشعر الطفل الأكبر بغيرة اتجاهه و يحاول أن يفعل الكثير من الحيل و المواقف تجاهه، و يزداد الوضع سوءاً في حال لم يتعامل الأشخاص المحيطين بالطفل مع الموقف بطريقة صحيحة بالسيطرة عليه و جعل التعاون، المشاركة و الحب أساس بين الطفلين. من خلال هذه المقالة نتحدث أكثر حول غيرة الطفل من المولود الجديد وطرق السيطرة عليها.
تقول إحداهن
أخبرتنا أم أنها تعاني من وجود مشكلة جديدة مع قدوم مولود جديد فتقول :” منذ شهور رزقت في مولود جديد بدأت تصرفات و ردود أفعال على طفلي الأكبر لم تكن موجودة عنده من قبل، من عناد و بكاء مستمر و تعلق أشد، حتى نظراته لأخيه الأصغر كانت نظرات توحي بالكره، حتى كأني لمحته يحاول ضرب أخاه. ” بعد أن أخبرتنا الأم في مشكلتها مع طفلها نقول لها يا ماما الجميلة هذا أمر طبيعي عند الطفل الأكبر خاصة بسبب اعتياده فترة من الزمن أن يكون هو محور الاهتمام من قبل الجميع، مما يؤدي إلى ظهور ردود أفعال عند الطفل الكبير حتى يسيطر على البيئة أكثر؛ لكن تعاملك مع غيرة الطفل يحدد استمرارية هذه الأفعال أو توقفها، ومعرفة الأسباب و طرق التعامل معها.
أسباب غيرة الطفل
الأسباب التي تؤدي إلى غيرة الطفل كثيرة لكن أخطاء الأهل في التعامل مع الطفل الأكبر بدورها تزيد من أسباب الغيرة عند الطفل منها:
1- قلة اهتمام الأهل في الطفل الأكبر عند ولادة طفل جديدة على العائلة، و التعامل مع الطفل على أنه شخص ناضج يفهم دخول طفل جديد على العائلة و يستطيع التعامل مع هذا التغيير، خاصة التغير الذي طرأ على الأم من تعب نفسي و جسدي، و اعتقاد الأهل أن الطفل الأكبر لا يحتاج رعاية و اهتمام.
2- عزل الطفل الكبير عن المولود الجديد و إبعاده عنه، اعتقاداً أنه لا يستطيع التعامل معه.
3- التركيز على المولود الجديد وعدم الاهتمام في الطفل الأكبر و إعطائه حقه من الحب و الاحتضان أيضاً، و إهماله بعدم تخصيص وقتاً له.
4- دخول مولود جديد على عائلة بشكل مفاجئ دون تحضير و تهيئة الطفل الأكبر لدخول طفل جديد.
5- تعويد الطفل على الاهتمام الزائد من البداية من شأنه أن يؤثر على شخصية الطفل و يخلق داخله أنانية و غيرة تجاه الآخرين.
هذه الأسباب من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى خلق الغيرة عند الطفل تجاه المولود الجديد؛ لذلك فإن السيطرة على الطفل قبل ولادة المولود الجديد أمر غاية في الأهمية.
طرق تساهم في السيطرة على غيرة الطفل
لحظات الحمل من أهم اللحظات في حياة الأم و العائلة و أكثر الفترات حساسية، السيطرة على غيرة الطفل تبدأ منذ بداية رحلة الحمل الجديدة في المولود الجديد، و مشاركة طفلنا الأكبر هذه الرحلة أمر غاية في الأهمية ينعكس بعد انتهاء هذه الرحلة و الوصول إلى المحطة الأخيرة، البدء في تقسيم الوقت بين الطفلين و الانسحاب التدريجي من خلال توزيع الاهتمام بينهما قبل الولادة، من الأمور التي من شأنها مساعدتك:
1- إذا كان الطفل الكبير يستطيع دخول الحضانة بإمكانك فصله عنك بعض الوقت في الحضانة انفصال تدريجي.
2- قضاء وقت فعال مع الطفل الأكبر و تعويده الحصول على هذا الوقت ضمن نظام محدد حتى بعد الولادة والاستمرار عليه، مثلاً تخصيص ساعة للعب مع الطفل أو قراءة قصة معه.
3- جعل الطفل الأكبر مشاركة في شراء مستلزمات واحتياجات الرضيع.
4- وجود الطفل الأكبر في جانبك بعد الولادة أمر مهم و عند العودة إلى البيت لاستقبال أخاه الأصغر.
5- شراء هدية من الطفل الأكبر للطفل الأصغر و جعله يهتم به مع مراقبة مستمرة حتى يتعلق به أكثر و يشغل وقته و تفكيره في الاهتمام بأخيه بدلاً من التفكير بالغيرة.
6- زرع بذرة الشراكة في دماغ الطفل بأن الطفل الجديد هو طفل شريك لك وليس منافس لك في الاهتمام و الرعاية فهو شريك في الحب و الاهتمام و الرعاية و التعاون المشترك بين الطفلين أمر مهم.
7- أخبري طفلك من خلال قصة بسيطة و سهلة الفهم كيف كانت طفولته خاصة بعد لحظة ولادته و يفضل مشاركته بوجود صور له و هو صغير.
8- عندما يبدي طفلك الأكبر الكثير من الحب تجاه الطفل الأصغر عززيه و أثني عليه دوماً.
9- بإمكانك شراء هدية للطفل الأكبر كونه أصبح أخ أكبر و أخبريه أن هذه الهدية من أخيه الصغير.
10- جعل الطفل مسؤولاً عن شيء يخص أخاه فمثلاً هو المسؤول عن وضع ملابس أخاه المتسخة في الغسالة.
هذه الطرق و غيرها من شأنها أن تساعدك في السيطرة على غيرة الطفل، و يتختلف الطريقة و الأسلوب باختلاف عمر الطفل و طريقة فهمه للمحيط من حوله أيضاً.
شعور الغيرة شعور فطري طبيعي عند الإنسان خاصة الأطفال، عندما يأتي مولود جديد على العائلة و يشعرون أنه يشاركهم جزءاً من الاهتمام المقدم لهم من قبل العائلة، مما يؤدي إلى ظهور ردود أفعال عند الطفل بسبب غيرته من الطفل الجديد قد تؤذي الطرفين إذا لم يتم السيطرة عليها، فيفضل البدء في تعويد الطفل قبل ولادة الطفل الجديد من خلال الطرق المقترحة مسبقاً و عدم تجاهل هذا الأمر لما له من تأثيرات كبيرة على الطفلين و الأهل.
Sign up for more