يصل طفلك من المدرسة بعد يوم دراسي متعب، و يخفي في حقيبته مجموعة أوراق امتحانات تحمل علاماته، يختفي و يخشى مواجهتك يا ماما، ثم تفتحين حقيبته وتتفقدي واجباته و أوراقه، وتجدي أوراق مليئة بالعلامات المتدنية و التحصيل السيء، تحزنين و لا تعرفين ماذا تفعلين قد توبخيه أو للأسف تضربيه و غيرها من الطرق العقابية، لكن هذا ليس الحل، دعينا في هذه المقال نطلعك على الذي يحصل مع طفلك.
التأخر الدراسي
التأخر الدراسي من مسماه فهو يشمل تأخر في المواد الدراسية و تحصيلها و فهمها لأسباب مختلفة، وُضِعَ تعريفان للتأخر الدراسي أحدهما يعزى للتحصيل الأكاديمي و الآخر من منظور نسبة الذكاء، كما أشارت الجمعية الأمريكية للضعف العقلي أن نسبة ذكاء الأفراد المتأخرين دراسياً تتراوح من ٧٠-٩٠، أي أنها بسيطة ليست درجة كبيرة .
أما تعريف التأخر الدراسي من منظور التحصيل الأكاديمي : “فهو عدم قدرة الشخص على فهم المقرر الدراسي و شعوره بصعوبة استيعابه، إلا بعد تكييف المنهج التعليمي بطريقة تناسبه؛ لذلك يكون تحصيله الأكاديمي سيئاً في هذا المقرر الدراسي أو أكثر من مقرر .
أما التعريف الآخر و الذي يعزى إلى أن التأخر الدراسي و التحصيل السيء يحصل نتيجة مشاكل عقلية، اجتماعية، و انفعالية ما يؤدي للتحصيل الأكاديمي أقل من العادي بكثير.
بالتالي هو انخفاض للتحصيل الأكاديمي سواء في الاختبارات أو الامتحانات الشهرية أو النهائية أو الواجبات أو غيرها أقل من ٥٠٪ عن الدرجة الكاملة.
وبذلك تم تعريف التأخر الدراسي بناءً على مفاهيم معينة.
أنواع التأخر الدراسي
هناك نوعان للتأخر الدراسي بناءً على الظروف و الأسباب التي جعلت الطفل متأخراً دراسياً، هذان النواعان هما :
النوع الأول : التأخر الدراسي المرضي : في هذا النوع يتطلب علاجاً طبياً إذ يكون التأخر الدراسي بسبب مشكلة مرضية لا يحلها إلى الطبيب فإذا وجد المسبب وتمت مراجعة الطبيب و حل المشكلة فإن مشكلة التأخر الدراسي تتحسن.
النوع الثاني : التأخر الدراسي غير الطبيعي : في هذا النوع يكون التأخر الدراسي في مادة أو أكثر من مادة أو في المواد جميعها مما ينتج عنها تحصيل أكاديمي سيء ، و يتم التعاون بين المدرسة و البيت في علاج المشكلة بأسس تربوية صحيحة.
أسباب التأخر الدراسي
هناك عدد من الأسباب التي تؤدي للتأخر الدراسي بمفهوميه ، و عوامل مجتمعة ينتج عنها التأخر الدراسي، منها ما هو دائم ومنها ما هو عرضي غير دائم إذا تعاملنا معه بالطريقة الصحيحة .
من هذه الأسباب و العوامل:
١-عوامل عقلية مثل : انخفاض مستوى الذكاء،بطء القراءة،عدم القدرة على التركيز و التشتت ، صعوبة القدرة على الربط بين الأشياء .
٢-عوامل جسمية منها : ضعف البنية الجسمية، الإصابة بأحد الأمراض، ضعف البصر، Hearing impairment، صعوبات النطق و التأخر اللغوي .
٣-عوامل بيئية اجتماعية مثلاً: التشتت الأسري، الإهمال الأسري للطفل و دراسته، عدم الإهتمام بالطفل، ضعف المستوى الإقتصادي للأسرة، انشغال الطفل بالعمل، الرفاق السيئون ، سلبية المعاملة مع الطفل .
٤-عوامل نفسية مثل: تعرض الطفل للتنمر الدائم ما يؤدي لكرهه للدراسة و المدرسة، الخوف، الحزن، السلوك العدواني، الانفعالات، اضطرابات السلوك، ضعف الثقة بالنفس، كره الدراسة ،القلق، الوسواس و التخيلات .
٥- عوامل شخصية منها: عدم اهتمام الطفل بالدراسة، قضاء الطفل وقت طويل باللعب و عدم متابعة الدروس، صعوبات في تنظيم الوقت، و الغيابات المتكررة.
٦- عوامل مدرسية منها: عدم اهتمام المعلم بالطالب، صعوبة و كثرة الواجبات، عدم تكييف الظروف الملائمة للطالب، التعامل السلبي مع الطالب و عدم كفاءة بعض المعلمين .
هذه العوامل مجتمعة أو أحد هذه الأسباب كلها تلقي بالطفل في دوامة التأخر الدراسي فيجب تجنبها وعلاجها .
أعراض التأخر الدراسي
حسب العوامل التي أدت للتأخر الدراسي قد يظهر مجموعة أعراض منها:
١-نقص الذكاء و القدرات العقلية .
٢-تشتت الانتباه، عدم القدرة على التركيز، ضعف الذاكرة، صعوبات في فهم و تحليل الأشياء و الاستنتاج، و العمليات التنفيذية في الدماغ.
٣- التحصيل الأكاديمي المتدني و الرسوب .
٤-أعراض عضوية، مثل الإجهاد الكسل التوتر و غيرها.
٥-أعراض انفعالية من قلق، حزن ،خوف، غيرة،حقد ،شعور بالإحباط و اليأس و أحلام اليقظة و غيرها .
٦-قلة الاهتمام بالدراسة و الغيابات المتكررة و كره الذهاب للمدرسة .
هذه الأعراض ممكن أن تظهر على الشخص أو ممكن يظهر عرض واحد أو أكثر .
علاج التأخر الدراسي
علاج التأخر الدراسي يبدأ من ركنين أساسيين هما البيت و المدرسة، في البيت على الأهل أن يوفروا ظروف مناسبة لدراسة طفلهم و تعززيزه و توفير بيئة إيجابية له، مع الإهتمام الزائد في دراسة طفلهم و مساعدته بطرق يفهمها بناءً على قدراته، عدم التقليل من إمكانياته و مساعدته خطوة بخطوة، كما على الأهل مساعدة طفلهم في تنظيم وقتها و متابعته بكل خطوة و التربية السليمة الصحيحة .
أما في المدرسة على المدرسة اكتشاف الطفل المتأخر و توفير خطط تربوية و منهجية تساعد الطفل على فهم المواد بطريقة تعليمية فيها لعب و حب للمادة، و توفير غرف المصادر لمساعدة الأطفال المتأخرين أكاديمياً، تخفيف الواجبات عن الطفل و الإهتمام المستمر به و تشجيعه. حيث أن بعض المعلمين يفقدون الأمل من الطالب ويضعونه في زاوية بلا أمل ولا يركزون عليه بدلاً من تشجيعه و مساعدته على حِدى.
يجب متابعة و علاج الطفل المتأخر دراسياً كون العلم سبيلٌ للحياة، والشهادة سلاح يحملها طفلك بالمستقبل .
اكتشاف التأخر الدراسي مبكراً ومتابعته و علاجه أمر غاية في الأهمية، و عدم فقد الأمل من الطفل؛ لأن ذلك يفتح على الأهل و الطفل أمور هم بغنى عنها و إذا لم يحلوا المشكلة تتفاقم عليهم و على الطفل، لطفاً لا تهملوا أطفالكم و تابعوهم دوماً في مجالهم الدراسي.
ليساعدوكم أكثر الأخصائيين سجلوا معنا .