مظلة مشكلات الأطفال تطول و تمتد، فيما يخص طريقة نطقهم و تشكيلهم الأصوات ما يجعل الأهل يحتارون و يقلقون حول أخطاء طفلهم النطقية المتكررة. هل هي طبيعية لعمره أم لاء؟ يخيفهم كوْن طفلهم لا ينطق بطريقة صحيحة و مفهومة، و هناك جانب آخر من الأهل يكون طفلهم ضمن إطار الخطأ وهم غير مدركين لذلك تستمر و تطول المشكلة، من خلال هذه المقالة نتعرف متى تكون الأخطاء طبيعية ومتى تكون غير طبيعية، وماذا نفعل في كلا الحالتين ؟

المخارج الغير صحيحة للأصوات

نلاحظ على أطفالنا عند بداية إخراجهم للكلمات بعض الأخطاء، و لا نفهم عليهم أحياناً و نستمر وقت في تحليل كلامهم، أو ربما نكرر الكلمة عليهم حتى نفهم قصدهم، يستبدلون صوت مكان صوت، أو يحذفون الصوت، أو يشوهون الصوت، و هذا الأمر طبيعي في البدايات الأولى من الكلام لكن لكل صوت عمر إكتساب ويخرج الطفل الصوت بالإنتاج الصحيح في هذا العمر فعلينا الانتباه، دعونا نعطي مثال على استبدال الأصوات ( يستبدل الطفل مثلاً صوت ال (س) بصوت ال (ث) أو يحذف مثلاً بعض الأصوات من الكلام (تاح بدلاً من مفتاح) يشوه الصوت فمثلاً (ينتج صوت ال(س) بين ال (س و ال ش). يلجأ الطفل للأخطاء لكن بحدٍ معقول فإذا كانت كثيرة و تؤثر على مفهومية الطفل في الكلام، حتى لو كانت بعمر مبكر فإنه بحاجة علاج. في كل مرحلة عمرية يكتسب الطفل مجموعة من الأصوات الكلامية، عند إنهاء هذه المرحلة العمرية يكون الطفل أتم اكتساب الصوت و أنتجه بطريقة صحيحة، من عمر سنتين لعمر الثلاث سنوات يتم الطفل اكتساب الأصوات التالية (م،و،ن،ب،ت،ه،ء،ي،د،ل)، بينما في عمر الثلاث إلى أربع سنوات يتم إنتاج هذه الأصوات (ف،ح،ك)، أما في عمر الأربع لخمس سنوات فيكتسب الطفل الأصوات التالية (خ،س،ش،ر،ع،ض،ص،ق)، في عمر الخمس لست سنوات (ع،ز،ظ،ط،ج)، أما الأصوات المتأخرة في عمر الست لسبع سنوات (ث،ذ)، يجب متابعة الطفل في هذه المراحل إذا اكتسب هذه الأصوات أو لا ، ومحاولة تصحيحها للطفل إذا أنتجها بطريقة خاطئة، اجتماع عدد من الأخطاء في الإنتاج إذا كانت مؤثرة على مفهومية الكلام للطفل فيجب متابعته حتى لو أن الطفل معه وقت لاكتساب الأصوات، مفهومية الكلام أمر مهم و هي عبارة عن نسبة فهم الكلام للغرباء و المحيطين، تابعْ إنتاج طفلك للأصوات بهذه المراحل العمرية .

العمليات الفونولوجية 

هناك نمط من الانتاج المغلوط للأصوات عند الطفل، والتي يقوم بها لتسهيل عملية النطق، كوْن الطفل تمر عليه مرحلة الانفجار اللغوي التي ينتج عنها عدد كبير من الكلمات؛ لذلك يستخدم الطفل نمط للأخطاء محاولاً التخفيف عن نفسه و التي تشمل العمليات التالية :

١-المشابهة (مشابهة أصوات الكلمة بعدد من الخصائص أو تكون مثلها تماماً )

٢-إنتاج الأصوات إرجاعها للخلف، فيستبدل معظم الأصوات بصوت خلفي.

٣-إنتاج الأصوات بصورة أمامية، فيستبدل معظم الأصوات لأصوات أمامية.

٤-إبدال مقطع كامل أو حذفه.

٥-حذف نهاية الكلمة.

٦-زيادة صوت على الكلمة.

 وغيرها من العمليات الفنولوجية التي تخص نمط واحد فمثلاً إبدال كافة الأصوات بين أسنانية بأصوات لثوية، فكما الأخطاء الصوتية لهذه العمليات عمر معين تنتهي به، في عمر الأربع سنوات يكون الطفل تخلص من معظم العمليات الفونولوجية، ففي عمر الأربع سنوات تكون مفهومية الكلام بنسبة ٩٠٪؜، في عمر الثلاث سنوات تكون المفهومية عند الطفل بحدود نسبة ٧٥٪؜، أما في عمر السنتين تكون مفهومية الكلام ٥٠٪؜،في عمر السنة و نصف تكون المفهومية بحدود ٢٥٪؜. إذاً متى تكون مفهومية الطفل ١٠٠٪؜؟ تكون مفهومية كلام الطفل ١٠٠٪؜ في عمر الخمس سنوات؛ لذلك علينا متابعة كلمات طفلنا وسير تطوره.

كيف أحسن مفهومية الكلام عند الطفل؟

نلاحظ على الأهل أو المحيط عندما يُخطئ الطفل في إنتاج كلمة ما، بدلاً من أن يقول اسمه رامي مثلاً يقول لامي ، يشرع المحيط بالضحكات و هذه الضحكات على كلامه و إبداله للأصوات تعزز الأخطاء لديه، كوْنه حصل على تعزيز بضحكات المحيط عندما أخطأ فيعيد الخطأ و يبقى عليه دوماً؛ لذلك يا ماما الجميلة أنتِ و المحيط كامل عندما يخطئ الطفل في كلمة أو صوت على الأم أن تنتجه بطريقة صحيحة أمامه ليعيدها بطريقة صحيحة، و توضح الأم أعضاء النطق المساهمة في إنتاج هذا الصوت بشكل واضح على الفم و تطلب منه أن ينظر إليها، مساعدة الطفل في إنتاج كلامه بشكل صحيح أمر في غاية الأهمية، مثلاً أنتج الطفل تاح بدلاً من مفتاح، نوضح الخطأ في الكلمة و نحاول تصحيحه موضحين الأعضاء المساهمة، يجب أن لا نعزز الإنتاج الخاطئ للأصوات مع أطفالنا، علينا أن لا نعيد الإنتاج بطريقتهم المغلوطة مثلاً إذا قال الطفل “ماما بدي بيب” بدلاً من “ماما بدي حليب”، نقول له توضيحاً: “حليب، بدك حليب” و نصححها و لا نردد خلفه ” بدك بيب حبيبي ماما”، كي لا تتثبت الفكرة المغلوطة في دماغه و يظن أن هذا هو الإنتاج الصحيح ويثبت عليه.

طفلك في مرحلة إطلاق الكلمات يمر بفي ضغط، يخفف عن نفسه من خلال هذه الأخطاء، ساعد طفلك و كن معه و صححه عند الخطأ، و راقب إنتاجه للأخطاء؛ لمعرفة هل سير أخطاءه طبيعي أو غير طبيعي ونسبة مفهومية كلامة للآخرين. طير مع طفلك في هذا العالم المليء بالكلمات و كن معه في زراعتها زراعة صحيحة في دماغه. 

 سجل الآن لعلاج مشاكل النطق عند طفلك و متابعته.