نعيش في زمن الصغير و الكبير فيه أصبح رهن الشاشات يتعلقون بها بشكلٍ كبير و لا يدركون أحياناً تأثير الشاشات عليهم و على أطفالهم خاصة، ويعتقد بعض الأهل أن الشاشات تساعدهم في تهدئة طفلهم لكنها تعزله عنهم و عن المحيط و تمنعهم من التفاعل الصحيح معه و مع المجتمع؛ لذلك من المهم جداً إذا وقع الأطفال في فخ الشاشات و التعرض لها علينا البدء من هذه اللحظة في السيطرة عليهم و منع الشاشات عنهم، هذه المقالة تساعدكم أكثر في الإقبال على هذه الخطوة.
إدمان الطفل على الشاشات
أطفالنا يستخدمون الشاشات سواء مشاهدة التلفاز مدة طويلة أو استخدام الهواتف حتى يشاهدوا مقاطع الفيديو عبر التطبيقات المختلفة، عدا عن المحتوى الذي يشاهدونه فإن تعرضهم و إدمانهم للموجات التي تخرج من هذه الأجهزة و تؤثر على تطور دماغهم بالشكل الصحيح في هذه المرحلة الحساسة من حياتهم و المهمة في تطورهم العصبي، الحسي، الحركي، و اللغوي. فإن إدمان الطفل للشاشات يحول بين الطفل و تطوره اللغوي و الحسي ويكسبه أحياناً سمات توحد لكنه لا يجعله طفلاً توحدي بكل تأكيد. عند وصول الطفل مرحلة الإدمان على الشاشات علينا مساعدته في التخلص منها مثلما سمحنا له أن يقع في مصيدة الشاشات و الإدمان عليها.
أسباب تؤدي إلى إدمان الطفل على الشاشات
أطفالنا هم نتاج ما نقوم به معهم و ردات أفعالنا على أفعالهم الذكية السيطرة عليهم و التحكم في أفعالهم بطريقة لا تؤذيهم و لا تؤذينا، عدم السماح لهم بالسيطرة علينا وفق ما يردون هم، أحياناً يكون سبب إدمان الأطفال للشاشات هم الأهل و من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى إدمان الطفل على الشاشات:
1-القدوة الخاطئة من الآباء و الأمهات؛ كما ذكرنا في البداية فإن الشاشات سيطرت على الكبار قبل الصغار و أطفالنا يقلدونا في معظم أفعالنا، عند رؤيتهم الأب أو الأم و هم مدمني شاشات فإن ذلك يجعلهم يتعلقون بالشاشات أيضاً كونها شيء ممتع لهم ظانين أنها مفيدة و صحيحة.
2-افتقاد الطفل والديه و بعدهم عنه و عدم الإهتمام به، اللعب و قضاء وقتاً مع الطفل.
3-إفتقار الطفل الألعاب و القدرة على اللعب بها و استخدامها، أو القيام بأي نشاط ترفيهي ممتع للطفل يجعله يقضي وقته بشيء ييحبه.
4-سماح الأهل الطفل بقضاء معظم وقته على الشاشات ظانين أنهم يتخلصون من بكاء الطفل أو مشاغبته وإعطائه الهاتف أو جعله يشاهد التلفاز وقتاً طويلاً و أحياناً يقدم الأهم هذه الوسائل للطفل على طبق من ذهب.
5-أحياناً لا يسمح الأهل للطفل باكتشاف المحيط خوفاً عليه أو على الأِشياء في المحيط ويجعلونه خاملاً بالشاشات.
هذه بعض الأسباب التي من شأنها أن تجعل الطفل يتعلق أكثر في الأجهزة و مصدرها في الغالب الأهل و المحيط فأطفالنا لا يتعرضون للشاشات إن لم نجعلهم يتعرضون لها بأيدينا.
كيف نبعد أطفالنا عن الشاشات؟
وقع طفلك في فخ الشاشات و ترغب في إخراجه منه، نشجعك بكل تأكيد حتى تخرج طفلك من هذه الشبكة قبل فوات الأوان و قبل أن تلقي طفلك في مهب الريح تفقده القدرات و المهارات المهمة لتطوره تطوراً صحيحاً و تكسبه سلوكيات مختلفة. نقدم لكم بعض الطرق التي تساعدكم في إبعاد الطفل عن الشاشات:
1-البدء بأنفسنا؛ علينا أن نبتعد عن الشاشات قدر الإمكان أمام الطفل و بدلاً من متابعتها علينا أن نتابع طفلنا و نقضي وقتاً معه في اللعب الممتع.
2-اللعب مع الطفل بألعاب مختلفة يحبها و من شأن اللعب الوظيفي أن يساعد الأهل و الطفل أيضاً، و ليس شرطاً أن نشتري الألعاب بل بإمكاننا صنعها بأبسط الطرق بالمنزل و مع أطفالنا.
3-جعل الطفل يشارك في نشاطات مختلفة من مخيمات و مسابقات و اكتشاف للمواهب و المهارات و قضاء الوقت بالشيء النافع المفيد.
4-عدم الخوف على الطفل من الاكتشاف و أن نعطيه الفرصة لاكتشاف الحياة من خلال اللعب بالطبيعة و خارج المنزل.
5-معرفة أقران الطفل إن كانوا يقضون معظم وقتهم على الشاشات علينا أن نبعد طفلنا عنهم.
6- خلق روح المتعة للقراءة عند الطفل منذ نعومة أظافره.
7-جعل الطفل يشارك في أمور المنزل و المطبخ و يقضي وقتاً بالقرب من الأهل و في التمارين الممتعة له.
8-تنظيم وقت الطفل و نحاول دوماً أن لا نلفت انتباهه لوجود الشاشات و جعل المكافآت أشياء أخرى يحبها الطفل غير الشاشات.
هذه الطرق و بما يدور حولها من شأنها أن تساعدك في إبعاد طفلك عن الشاشات و التي تعد مشكلة كبيرة علينا أن نسيطر عليها منذ ظهورها.
حاول من البدايات أن لا تجعل طفلك متعلقاً بالشاشات حتى تستطيع السيطرة عليه و تنظيم وقته و حياته، أما إذا وقع الفأس بالرأس فعلينا أن ننقذ طفلنا من خطر الشاشات و تأثيرها السلبي عليهم و على دماغهم و على تطورهم الجسدي، الصحي، اللغوي، و الحسي.
Sign up for more