كيف أساعد طفلي عندما لا يكون لديه أصدقاء في المدرسة؟

 

يلاحظ الأهل  أن طفلهم ليس لديه أصدقاء في الروضة أو المدرسة، أو قد تخبر المعلمة الأهل أن طفلهم ليس لديه أصدقاء. يفضل دوماً أن يساهم الطفل في تكوين علاقات اجتماعية و صداقات  في الروضة و المدرسة؛ لذلك من الضروري أن يكتشف الأهل السبب الكامن وراء عدم تشكيل صداقات من قبل طفلهم، في هذه المقالة نتحدث أكثر حول الأسباب و كيف نساعد طفلنا في تشكيل صداقات إيجابية في الروضة أو المدرسة.

 

التفاعل الإجتماعي لدى الطفل

يبدأ التفاعل و التواصل الاجتماعي لدى الطفل منذ الطفولة المبكرة وفي المرحلة العمرية الواقعة ما بين ستة شهور فما فوق على وجه الخصوص، يسعى الطفل إلى لفت الانتباه و المناغاة و الابتسامة و الضحك، كذلك يحب أن ينظر لنفسه في المرآة ويعتبر نوع من أنواع التفاعل الاجتماعي، يبدأ الطفل في التواصل البصري فينظر إلى عينيك عند الحديث معه وهذه كلها دلائل مهمة على قابلية الطفل على التفاعل الاجتماعي. اكتساب الطفل السليم مهارات ما قبل التواصل و تعزيزها بشكلٍ صحيح يساهم في إنجاح عملية التواصل الفعال و خلق نظام تفاعل اجتماعي فعال لدى الطفل في حال كانت عنده القدرة على التواصل مع الآخرين ما يجعله يبدأ في تشكيل و بناء العلاقات.

أسباب عدم وجود أصدقاء حول طفلي

الأسباب التي تؤدي إلى بعد طفلك عن الآخرين أو قلة وجود أصدقاء لطفلك في المدرسة ورياض الأطفال متنوعة و متعددة، منها ما يكون على مستوى سلوكي أو اضطراب ما أو بسبب نقص في مهارات التواصل و التفاعل التي لم تعزز لدى الطفل، ندمجها سوياً ونقدمها لك بالتالية:

1-وجود مشكلة أو اضطراب سلوكي لدى طفل، قد يكون طفلك يؤذي الأطفال الآخرين سواء بالألفاظ أو الضرب أو الأفعال كأن يقوم بسلوك السرقة.

2-أن يتصف طفلك ببعض الصفات بشكل زائد عن الحد الطبيعي كأن يكون طفلك طفلاً خجولاً، أو يبكي على كل شيء إن لم تقدمه له، أو غير متعاون.

3-اضطرابات لغوية ونطقية مثل التأخر اللغوي أو وجود اضطراب في النطق كالأخطاء النطقية أو في الكلام مثل التأتأة، أو اضطرابات عصبية مثل التوحد.

4-عدم قدرة الطفل على التواصل الفعال السليم نتيجة وجود اضطراب لغوي لا يساعده على التعبير بالطريقة الصحيحة وبناء علاقة أو البدء في محادثة نتيجة الاضطراب اللغوي.

5-ضعف مهارات التواصل و الذكاء الاجتماعي، فيكون لدى طفلك مشكلة على مستوى التفاعل الاجتماعي السليم مع المحيطين.

6-ضعف شخصية الطفل وعدم قدرته على التعامل مع الأطفال الآخرين مثلاً قد يجدهم يتنمرون عليه أو يقللون من قيمته.

7-من المحتمل أن يكون طفلك يعاني من مشكلة ضعف سمع.

8-الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب و القلق و الخوف بشكل مفرط.

9-ضعف التحصيل الأكاديمي و الخوف من نظرة الأقران له بسبب معاناته من بطء التعلم أو صعوبة تعلم ما يسبب ضعف التحصيل الأكاديمي.

10-الأهل أنفسهم؛ قد يكون الأهل أنفسهم سبباً أساسياً في جعل الطفل غير مقبل على تكوين صداقات مع الأطفال الآخرين بسبب خوفهم الشديد في بعض الأحيان.

هذه بعض الأسباب التي تجعل الأطفال الآخرين يبتعدوا عن طفلك وتجعل طفلك غير مبادراً لتشكيل الصداقات.

 

التعامل مع الطفل الذي لا يشكل صداقات

التعامل مع الطفل الذي ليس لديه أصدقاء في المدرسة أو الروضة أمر حساس و يتطلب اكتشاف سليم للسبب وراء هذه المشكلة دون أن يشعر الطفل بذلك، تكون طريقة التعامل السليمة و الصحيحة حسب المسبب الذي جعل طفلك لا يشكل صداقات، و يتم من خلال التعاون بينك و بين معلم الصف و المرشدة النفسية في المدرسة أو رياض الأطفال. في حال كان هناك شك في وجود اضطراب ما سواء لغوي، عصبي أو نفسي يتوجب في هذه الحالة مراجعة الأخصائيين في هذه المجالات للتعامل مع الاضطراب و علاجه بأسرع وقت قبل أن يتفاقم و تتفاقم آثاره. علاج المسبب يحل المشكلة في مثل هذه الحالة، كذلك فيما يخص تعامل الأهل أنفسهم فعليهم تعزيز مهارات التواصل و مهارات ما قبل التواصل لدى الطفل منذ نعومة أظفاره و مساعدة الطفل على التفاعل الاجتماعي السليم من الطفولة المبكرة. وعدم حصر الطفل في بيئة محددة ضمن أشخاص محددين إنما جعله يرى الناس ويتعرف عليهم ويتفاعل معهم.

 

 

بناء الذكاء الاجتماعي منذ الصغر لدى الطفل أمر هام وضروري؛ لأنه بالنهاية لا يعيش وحده إنما يجد آخرون في هذه الحياة يشكل معهم صداقات وعلاقات عليه أن يعرف كيف يتعامل تعاملاً سليماً معهم، أما فيما يخص وجود أي اضطراب لدى الطفل علينا أن نتعامل معه ونعالجه حتى لا يستمر تأثيره على الطفل و يجعله منفصلاً عن الآخرين.

 

للمزيد تابعونا وسجلوا في جلساتنا.

 

Share this article

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

Categories

Related Articles

guest

0 COMMENTS
Inline Feedbacks
View all comments