كيف يعبر الطفل عن مشاعره للمحيطين من حوله؟

 

يولد أطفالنا و مشاعرهم متشكلة و متكونة منذ وجودهم أجنة في رحم أمهاتهم، فمشاعر الأم و نفسيتها أثناء فترة الحمل تؤثر بشكل مباشر على الجنين، و تساهم في تشكيل سلوكياته بعد الولادة. يعتقد الأهل أحياناً أن الطفل لا يملك مشاعر و لا يتأثر بالمحيطين به، فنجد بعض الأهل يتناقشون أمام الرضيع ظناً منه أنه لا يفهم نقاشاتهم أو حتى أثناء وجوده جنيناً في رحم الأم رغم أن الجنين يحزن و يشعر بشهور الأم دوماً. من خلال هذه المقالة ستحدث أكثر عن مشاعر الطفل و كيف يعبر عنها.

 

تعبير الطفل عن مشاعره

يبدأ أطفالنا منذ لحظات بكائهم الأولى في التعبير عن مشاعرهم، فالصرخات الأولى تعتبر طريقة للتواصل مع المحيط و التعبير عن مشاعر الخوف و التغير الذي طرأ عليهم منذ تلك اللحظة،  كما نعلم أن أطفالنا لا يتكلمون في المرحلة العمرية الأولى فيعبرون بالبكاء، الضحك، الابتسامة و الصراخ. حتى أن كل صوت بكاء يخرجونه يعبر عن حالة معينة فيعطينا لمحة عن مشاعر و حاجة الطفل في تلك اللحظة؛ هل يشعر الطفل بالجوع، الألم، الملل و غيرها من المشاعر الأخرى؟ ثم بعدما يستطيع الطفل تشكيل جمل و كلمات يبدأ بالتعبير عن مشاعره باستخدامها بعد عمر السنتين بمساعدة الأهل له و تفهمهم مشاعره و عدم الاستهانة بها. مشاعر الطفل هي نتاج ما يتعرض له من مواقف حياتية من المحيطين و تتشكل هذه المشاعر منذ اللحظات الأولى كما سلف و ذكرنا؛ لذلك علينا أن نكون حذرين في التعامل مع مشاعر أطفالنا و نحترمها.

 

أهمية التعبير عن المشاعر

تعبير الطفل عن مشاعره في مختلف المراحل العمرية و بمختلف الطرق المناسبة للمرحلة العمرية التي يعيش بها الطفل أمر غاية في الأهمية، فتعبيره عن مشاعره يجعله يفهم ذاته أكثر و احتياجاتها و متطلباتها، كما و يساعد الطفل على التواصل مع الآخرين و بنهاية المطاف قد يجعله سعيداً أو حزيناً. تبدأ أهمية التعبير عن المشاعر من الأهل أنفسهم فهناك أسر تسودها المحبة و يعبرون في كل لحظة عن مشاعرهم لأطفالهم و يحتضنوهم بكل حب و اهتمام، و يتبادلون المشاعر فيما بينهم بطريقة لطيفة و جياشة و هناك نوع آخر من الأسر لا يعبر أفرادها عن مشاعرهم و يواجهون مشكلة في التعبير عنها فيما بينهم و فيما بين أطفالهم، فيكون الطفل كاتماً لمشاعره و لا يستطيع التعبير عنها بالشكل الصحيح ما يؤثر في بناء شخصيته مستقبلاً و يؤثر في انفعالاته و تفاعله العاطفي مع المحيط؛ لذلك فإن التعبير عن المشاعر أمر سامي في من ناحية اجتماعية و تواصلية فيما بين أفراد العائلة و أفراد المجتمع.

 

كيف أساعد طفلي في التعبير عن مشاعره؟

يشكل الأهل دوراً حساماً و هاماً في مساعدة طفلهم على التطور و التعبير العاطفي، كما أن الأهل يساعدون أطفالهم في التطور في الجوانب الحياتية الأخرى فإنهم يساعدونهم أيضاً في التطور في الجانب العاطفي و جانب التعبير عن المشاعر بوجه الخصوص و ذلك من خلال عدة تترق تتمحور بالآتية:

1-الاهتمام و الإنصات لأطفالنا و طريقتهم في التعبر.

2-تعريف الطفل بالمشاعر المختلفة حتى يفهمها من الآخرين من خلال التدرج معه في مرحلة التطور اللغوي بتعليمه كيف يفهم تعابير وجه الآخرين و مشاعرهم من خلالها. و يعبر أيضاً باستخدام الإيماءات المناسبة و هذا ما يفقده بعض أطفال التوحد.

3-سرد القصص على أطفالنا التي تحوي مشاعر مختلفة و التركيز فيها على مفاهيم المشاعر و متى تظهر هذه المشاعر.

4-اعرف احتياجات طفلك و كيف يعبر عنها.

5-أخبر طفلك بمشاعرك اتجاه الأشياء المختلفة و اتجاهه,

6- قم بتسمية مشاعر الطفل؛ فعندما يبكي لأنه حزين مثلاً أخبره بذلك ” أعلم يا ماما أنك تبكي لأنك حزين، أو تبكي لأنك جوعان سأقوم بإعداد الطعام لك أو إرضاعك …الخ)

7-استخدم ألعاب مختلفة و كم بالتمثيل من خلالها أو استخدم ألعاب الانفعالات، بإمكانك دمج الانفعالات و المشاعر باللعب الوظيفي اليومي أيضاً.

من المهم جداً تقوية التطور العاطفي عند الطفل و طرق التعبير عن المشاعر منذ الطفولة المبكة كونها تلعب دوراً هاماً في تشكيل شخصية الطفل المستقبلية و التأثير على حياته بطرق مختلفة.

 

أعطِ طفلك المساحة الكافية للتعبير عن مشاعره و دواخله و لا تيأس أو تظهر لطفلك أنك منزعج من طرق تعبيره عن مشاعره أو من بكاءه بل تفهمه و ياعده في التعبير عنها بالطريقة الصحيحة.

 

Sign up for more

 

 

 

 

 

Share this article

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

Categories

Related Articles

guest

0 COMMENTS
Inline Feedbacks
View all comments