النمو النفسي منذ الطفولة المبكرة حتى مرحلة الشيخوخة.

 

النمو النفسي للطفل من الأمور التي علينا أن نوليها أهمية كبيرة، و يتأثر النمو النفسي للطفل بالمحيط، خاصةً إشباع الاحتياجات الفطرية عند الطفل، ووجود أي خلل فيها يؤثر على الطفل بشكل سلبي.

النمو النفسي عند الطفل


نعتقد أن نمو الطفل النفسي يبدأ كلما كبر ، بينما النمو النفسي يبدأ عند الطفل منذ الشهور الأولى في حياته، من نمو الحس الإدراكي عند الطفل، و الحس التفاعلي عنده. الطفل في المرحلة العمرية المبكرة يشكل ردود الفعل و السلوكيات التي تجعله يتعامل مع المحيط من حوله. وجود مشكلة في هذه المرحلة العمرية قد يتسبب في الاعتلالات النفسية التي تؤثر عليه في المستقبل، الطفل يبدأ حياته في الاعتماد على أهله ، ثم يحاول الاستقلال و الانفصال عن والديه في المراحل العمرية المتقدمة.

مراحل النمو النفسي


يتضمن النمو النفسي عدد من المراحل النفسية، من تشكيل الهوية الدينية و الجنسية و الاجتماعية بشكلٍ عام، ثم تنمية الأحاسيس لبناء ثقة الطفل بنفسه، و القدرة على التعبير بشكل متوازن. قام أريكسون بتقسيم مراحل النمو النفسي إلى ٨ مراحل منها :
١-تطوير الشعور بالثقة ؛ في هذه المرحلة و التي تتركز في مرحلة الرضاعة يعتمد الطفل فيها في تلبية احتياجاته على الوالدين، من ملبس و غذاء و اهتمام و رعاية. وجود مشكلة في هذه المرحلة العمرية يؤدي لزعزعة ثقة الطفل بنفسه .
٢-مرحلة تطوير الشعور بالاستقلالية؛ تشمل هذه المرحلة من عمر سنة لسنة و نصف إلى أربع سنوات، في هذه المرحلة العمرية يبدأ الطفل بالتحكم بعضلاته و أعضاء جسده، هذه المرحلة تجعلهم يشعرون أكثر في الاستقلالية خاصة عند استخدامهم عضلاتهم بشكل مستقل. و تخلص الطفل من الشك و الخجل.
٣- تطوير الشعور بالمبادرة؛ في هذه المرحلة العمرية تتراوح ما بين الرابعة و السادسة، يبدأ الطفل باكتشاف المحيط الخارجي دون الاعتماد على الآخرين، و يبدأ هنا الطفل بتطوير ذاته و مهاراته الحركية بطريقة مستقلة .
٤- تطوير الشعور بالمثابرة؛  تستمر هذه المرحلة من مراحل النمو النفسي في عمر ست سنوات حتى اثنتا عشر سنة، يبدأ الطفل بالشعور بالأنا أكثر في هذه المرحلة، يتعلم الطفل في هذه المرحلة الكثير من المهارات الواجب امتلاكها في هذه المرحلة العمرية. و تظهر لديه مشاعر المواظبة بالعمل و المثابرة بوجود الطفل في المدرسة بهذا العمر . قد تظهر بعض السلوكيات عند الطفل في هذه المرحلة العمرية مثل العدوانية بسبب ضعف قدرته على حل المشكلات .
٥- تطوير الشعور بالهوية؛ هذه المرحلة تشمل مرحلة المراهقة حتى بلوغ سن الرشد، يمر الإنسان في هذه المرحلة العمرية بالكثير التغيرات الجسمية، و يتكون عنده أساس التفكير في الفترات القادمة. في هذه الفترة يحاول المراهقون إثبات أنفسهم و قدرتهم على تحمل المسؤولية، و يصبح الشخص المراهق ذو هوية ثابتة تتمركز في صفات عدة .

مراحل النمو النفسي الأخرى


نكمل بقية مراحل النمو النفسي للفرد، و التي سنكمل فيها من عمر الثامنة عشر لنصل لما بعد الخمسينات. منها :
٦- تطوير شعور المودة و الانتماء؛ تكون هذه المرحلة في حياة الشخص من عمر الثامنة عشر حتى عمر الخامسة و العشرين، مرحلة بناء الشخصية المتمردة، و تتمثل بوجود شخص آخر فيسعى الشخص للزواج و الاستقلال الذي يحقق شعور الشخص بالأنا. و القدرة على المشاركة و الشعور بالألفة و الانتماء.
٧-الشعور بالانتاجية؛ في هذه المرحلة و التي تتراوح ما بين عمر ٢٥-٥٠ و تتمثل بقدرة كبيرة على الإنتاج، تعني الانجاب و المحبة و المشاركة في إنتاج و تنشئة أجيال جديدة. و المساهمة في الأعمال الاجتماعية و تعلم عدد من الأشياء و ترك آثاراها على الآخرين.
٨- الشعور بالأنا؛ مرحلة ختام مراحل النمو النفسي في هذه المرحلة يتخذ الإنسان دور المتأمل في حياته السابقة وما حققه من إنجازات و أهداف سابقة، و هنا قد يدخل الشخص في حالة من صراع ما بين مشاعر اليأس و قلة الفائدة. و تنحسر العلاقات الاجتماعية أكثر و يخاف الشخص من المرض. يميل إلى التفكير في نقاط الإنجاز و الفشل التي حققها.
هذه مراحل النمو النفسي المرتبطة في حياة الشخص و المؤثرة عليه من كل النواحي الجسدية، العقلية، و نموه بشكلٍ عام.

 

يفضل دوماً أن نسير مع خط تطور الطفل و نتابعه، ونلبي رغباته و احتياجاته و شعوره بذاته و نفسه، و الحذر من كل أفعالنا و ردودها مع الطفل في كل الأمور لما في ذلك أهمية في بناء و تشكيل شخصية الطفل و مساعدته على النمو نمواً نفسياً سليماً. ما ينعكس على باقي مجالات و مناحي التطور.

لمساعدتكم في الجانب النفسي سجلوا معنا .

Share this article

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

Categories

Related Articles

guest

0 COMMENTS
Inline Feedbacks
View all comments