الموهبة و التفوق طفل ذكي أم طفل من ذوي الحتياجات الخاصة؟

تنظرين إلى طفلك و تفتخرين به كثيراً، نظراً كونه يعرف أكثر من أطفال جيله في تجاوز كل المواد الدراسية مثلاً دون الحاجة حتى إلى مساعدة، و تخبرين الجميع كم هو  ذكي و متميز، فهو موهوب و متميز و لا يستطيع أحد منافسته، لكن يا ماما هل فكرتي يوماً أن هذا الأمر غير طبيعي؟ أو أن طفلك بحاجة تعديلات عديدة؟ أعلم جيداً أن نظرتك إلى جوانب القوة و التفوق تجعلك تنكرين و ترفضين رفضاً قطعياً أن طفلك بحاجة لعناية خاصة، دعينا نخبرك إذاً لماذا هو بحاجة لهذه العناية الخاصة؟ 

الموهبة و التفوق

يود الجميع أن يرى طفله مميزاً و متفوقاً حيثما وُجد،لكن بشكلٍ طبيعي. كما يقولون “الزائد أخ الناقص”، من هم الأطفال الموهوبون والمتفوقون؟” هم تلك الفئة التي تتمتع بأداء و إنجاز متميز مقارنة بالفئة العمرية التي تنتمي إليها  في واحدة أو أكثر من القدرات التالية :

١-قدرات عقلية عامة.

٢-أداء أكاديمي متخصص.

٣-قدرات إبداعية.

٤- قدرات قيادية.

٥-قدرات بدنية و حركية.

وهناك تعريفٌ آخر قدمه التشريع التربوي الأمريكي الذي ينص على أن ” الأشخاص الموهوبون و المتفوقون هم الأشخاص الذين يظهرون قدرات أدائية عالية و متميزة في المجالات المعرفية و الإبداعية و الفنية و القيادية أو في مجالات أكاديمية محددة و يحتاجون إلى خدمات أو نشاطات لا تتوفر عادة في المدارس و ذلك من أجل توفير الفرص اللازمة لتطوير تلك القدرات إلى أقصى  حد”.

و الأطفال الموهوبون و المتفوقون مستوى الذكاء لديهم (IQ) أعلى من الحد الطبيعي، و القدرة على التميز في القدرات الخمس المذكورة سابقاً أو بتفاعل وتداخل ثلاث قدرات منها على الأقل. الأطفال المتفوقون و الموهوبون نظراً لقدرتهم على شق طريقهم بأنفسهم دون مساعدة من أحد، قد يواجهون تجاهلاً و ربما تساء معاملتهم أحياناً

؛ بعدم وجود برامج تربوية خاصة لهذه الفئة. عدم استغلال هذه الطاقات فيه خسارة للمجتمع .

هل هناك فرق بين الموهبة و التفوق ؟

أحياناً يستخدم المصطلحان مترادفان ،إلا أن هناك فرق بين الموهبة و التفوق ، فالتفوق: “يشير إلى قدرات عقلية مميزة ، وقدرة مميزة في حل المشكلات”. و الذي يتطلب  ثلاث استراتيجيات عقلية : 

أولاً: الترميز الانتقائي: ويعني التمييز ما بين المعلومات المهمة والغير مهمة.

ثانياً: الدمج الانتقائي: معالجة المعلومات من خلال الترميز ثم دمجها و تجميعها بطريقة جديدة.

ثالثاً: المقارنة الانتقائية: و يعني استخدام التناظر لربط معلومات جديدة بمعلومات قديمة.

بالمقابل فإن الموهبة تشير إلى :”مهارات مميزة في مجالات محددة وخاصة المجالات الفنية، و الإبداع، و القيادة و المهارات الاجتماعية، والقدرات الرياضية المميزة. ” أحياناً قد لا يرافق الموهبة في مجال الأداء الإنساني تفوق إلا أنا هناك علاقة قوية و رابط قوي بين التفرق و الموهبة لدى نسبة كبيرة من الأفراد.

 

عوامل سببية مرتبطة في التفوق و الموهبة

العوامل المرتبطة في الموهبة و التفوق و التي قد تعد سبباً لها تندرج تحت قسمين :

قسم العوامل الوراثية : بعض العلماء يعتقدون أن الوراثة تلعب دوراً هاماً في تطور القدرات العقلية المميزة، فنسمع الأم و الأب يتناقشان ” لا ابني طالع علي أنا، أكيد زيي ذكي”، فقد توّرث القدرات العقلية من الآباء إلى الأبناء .

القسم الثاني وهو قسم العوامل البيئية: دائما لا يمكن نفي البيئة، لتفعيل الإنسان مثلاً. و العوامل الجينية و الوراثية أو حتى العقلية فإن البيئة تقوم بتنشيط كل هذه الأمور من خلال التجارب، فهي التي تغذي الموهبة و التفوق. والأسرة هي من أهم العوامل البيئية، باكتشاف الأسرة للموهبة مبكراً و الطفل ما زال صغيراً، فإن ذلك يشجع و يطور الموهبة، بالإضافة للمعلمين المؤثرين الذين يتوقع منهم رعاية التلاميذ الموهوبين و قدراتهم العقلية. 

 

الخصائص النفسية والسلوكية للأطفال الموهوبين و المتفوقين:

عند قولنا طفل موهوب و متفوق ما هي أهم الأمور التي قد تخطر على بالنا:

١-أن لديهم قدرة على تعلم المفاهيم والرموز التجريدية و العلاقات المعقدة بين المفاهيم.

٢-قدرتهم على التعميم بسرعة و بشكل صحيح بوجود خبرات قليلة.

٣-لديهم ميول علمي كبير.

٤-يستمتعون بالتعلم.

٥-قدراتهم اللغوية جيدة.

٦-يهتمون بالدراسات خاصة السيرة الذاتية.

٧-القراءة قبل دخول المدرسة وتعلمها.

٨-التعليل التجريدي الجيد.

٩-و القدرة العالية على التخيل. بالإضافة إلى أن خصائصهم الجسمية مثلاً أعلى من المتوسط من حيث القوام و الصحة، ميولهم يكون نحو المواضيع التجريدية ( الأدب،التاريخ،الرياضيات)،معدل التحاقهم بالدراسات الجامعية أعلى بثمانية أضعاف من الطلاب العاديين، وعادةً يتم ترفيعهم صف واحد في المدرسة، بالنسبة لصحتهم النفسية فنسبة تعرضهم لسوء التكيف و الجنوح منخفضة .

 

الاعتبارات التربوية:

كما ذكرنا سابقاً فإن  أشخاص الموهبة و التفوق يحتاجون تربية خاصة، إذ أن الصف العادي غير مقبول و غير مناسب للتلاميذ المتفوقين، لأنه يحد من إمكاناتهم، و النجاح الدراسي التقليدي من الممكن أن يفرض قيوداً على تفوق الطفل، فمن الضروري تطوير القدرات الفعلية والمحتملة للأطفال الموهوبين و المتفوقين إلى أقصى حد ممكن، فلا بد من تطوير برامج فردية تراعي حاجاتهم و خصائصهم؛ لأنهم مختلفون. و ينبغي أن يتمتع منهاجهم في :

١- تشجيعهم على التعمق في مجالات اهتمامهم.

٢-توفير نشاطات معقدة لهم تتطلب مستوى عالٍ من التفكير.

٣- توفير مرونة كبيرة في استخدام المواد و الوقت و المصادر.

٤- توفير فرص لممارسة القدرات القيادية 

٥-تشجيع تفكيرهم البناء و الإبداعي.

فالاهتمام بهم خاصة بالجانب التربوي أمر مهم لفتح أبوابهم للقمة أكثر.

يجب أن ندرك أن الطفل الموهوب و المتفوق، لديه قدراته و عالمه الخاص، علينا الاهتمام به و تفعيله أكثر بدلاً من تثبيطه؛ لأنه قد يرتفع بنا نحو القمة و يسدي على المجتمع طاقات جديدة نحن بحاجة لها حتماً، صحيح أنه طفل غير عادي و غير طبيعي لكن من ناحية سيره في خط سريع عن أطفال جيله، فتعزيز هذا الشيء و العيش معه في معلوماته و قدراته العقلية أمر جميل يجب تغذيته.

إليك أكثر الأخصائين خبرة لمساعدتك سجل الآن

Share this article

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

Categories

Related Articles

guest

0 COMMENTS
Inline Feedbacks
View all comments