الخوف عند الأطفال كيف نتعامل معه و ما هي أسبابه ؟

يعتبر الأطفال الأهل هم محط الأمان و الثقة في هذا العالم، الأطفال لديهم مشاعرهم التي يعبرون عنها بطريقتهم الخاصة أيضاً، عندما يحزنون، يكونون سعداء، يخافون أو يكرهون أمراً ما؛ لذلك علينا دوماً مساعدتهم في التعبير عن هذه المشاعر و كيف يتعاملون معها، من خلال هذه المقال نعرض أهم هذه المشاعر و هي الخوف الذي يتعرض له أطفالنا و نلاحظه عليهم

الخوف عند الأطفال

يخاف الأطفال من أمور مختلفة ومنذ ولادتهم، و تختلف مخاوفهم باختلاف المرحلة العمرية التي يعيشون فيها، قد يخافون من الأصوات العالية، أو الأماكن المعتمة أو الغرف المغلقة، قد يخافون من تخيلات يرونها في قصص من أشباح و أجسام كبيرة و غيرها، يعد هذا الشعور طبيعياً عند الأطفال. كما ذكرنا سابقاً فإن مخاوف الأطفال تختلف باختلاف المرحلة العمرية و يعتمد ذلك على فهمه و إدراكه الأمور مثلاً في عمر أقل من عمر السنتين الطفل يخاف من : ( الأصوات العالية، الانفصال عن الوالدين أو غياب أحدهما، الأجسام الكبيرة و من الغرباء ) ما بين ثلاث إلى ست سنوات يخاف الطفل من رؤية الأشياء الخيالية كالأشباح و الوحوش، ويخاف من العتمة، النوم وحيداً و الأصوات المزعجة و العالية خاصةً أثناء الليل. أما في المرحلة العمرية الأكبر في عمر المدرسة أي سبعة سنوات و أكثر، إن مخاوف الطفل تصبح واقعية أكثر ويخاف من التحصيل الدراسي السيء، من المعلم الغاضب، من الطبيب، من التعرض للجروح و الإصابات من الزلازل، الموت و غيرها من الأمور الواقعية. و ما نواجهه أيضاً كأحد المخاوف في هذه المرحلة العمرية هو الذهاب إلى المدرسة بعض الأطفال يخافون أن يذهبوا للمدرسة لسببٍ ما على الأهل اكتشافه. هذا فيما يخص هذه المخاوف فكرنا ما هي أسبابها إذاً.

أسباب خوف الطفل

أسباب خوف الطفل متنوعة و غالباً تعتمد على الشيء الذي يخافه الطفل، لكن الخوف بالنهاية كشعور صدر عن فعل معين أو حدث معين علينا معرفته، من أسباب خوف الأطفال:

١- دماغ طفلنا الصغير أحياناً يتعرض لمواقف و أحداث لا يستطيع تفسيرها فيخاف منها لأنه لا يعرف سببها ، مثلاً قد نجد أن أخ الطفل لا يخاف من هذا الشيء بينما الطفل يخافه.

٢-هناك حوادث و أمور تبقى عالقة في ذهن الطفل، ربما لم تحدث معه بشكلٍ مباشر لكن كردة فعل للشخص الذي حصلت معه المشكلة أو الحدث، جعلت هذا الطفل يخاف، مثلاً إذا دُهِس طفلٌ أمامه و صرخ هذا الطفل لكن لم يحدث فيه شيءزض١ ، ربما يخاف الطفل الذي شاهد الحادثة من السيارات .

٣- يخرج شعور الخوف أحياناً من الأسرة نفسها، إن كانت تقلل من احترام الطفل و بالمقابل احترامه ذاته، مثل تعرضه الشتم و الضرب” على الصغيرة و على الكبيرة” أو الاستهزاء به و في شعوره أياً كان. أو مجرد ارتكابه خطأ صغير ” ايدك و الكف” هذه الأساليب تخلق شخصية هشة و ضعيفة يخيفها أي شيء ولا تستطيع مواجهة مخاوفها و الحياة بسهولة.

٤- وجود حوادث مؤلمة في حياة الطفل منذ الطفولة المبكرة سببت له القلق مثل انفصال الوالدين، أو موت أحدهما أو غيرها، و خياله الواسع يكون عدوه أحيانا في خلق خيالات مخيفة عنده. هذا فيما يخص أسباب الخوف، و تتنوع حسب المسبب نفسه الذي خلق هذا الشعور عند الطفل و جعله مرافقاً له.

كيف يمكن علاج مشكلة الخوف عند الأطفال؟

أطفالنا بحاجتنا دوماً خاصةً عند شعورهم في القلق و الخوف، كما قلنا نحن محط الأمان و الثقة لهم في هذا العالم المخيف حتماً لذلك علينا :

١- احترام مشاعر أطفالنا و خوفهم و معرفة السبب الكامن وراء هذا الخوف.

٢- عدم السخرية و الاستهزاء من خوف أطفالنا و أخذ خوفهم على محمل الجد.

٣- إقصاء مصدر الخوف عنهم ليس حلاً مثالياً للمشكلة، على العكس تماماً على الأهل مساعدة أطفالهم في القضاء على هذا الخوف خلال مواجهة مخاوفهم، و تجميل الأمر أمامهم، و وضعهم في واقع الأمر؛ مثلاً إذا كان الطفل يخاف من الحيوانات بإمكانك إحضار قطة جميلة و اللعب معها أمامه و مداعبتها و مساعدته على اللعب معها..الخ.

٤-يجب على الأهل طمأنة الطفل و تهدئته و إخباره دوماً أنهم معه و موجودون لسماع مخاوفه ومساعدته.

٥- زيادة إدراك و فهم الطفل المحيط و الخيالات و الأشياء التي يخافها .

٦- أحياناً يكون الخوف جانب إيجابي، مثلاً إذا حذر الأهل الطفل من الغرباء و كان الطفل يخاف منهم و لا يتعامل مع الغرباء أو رفقاء السوء، على الأهل تعزيز هذه الفكرة بالبعد عن هذه الفئات. بهذه الطرق يمكن مساعدة الطفل على مواجهة مخاوفه بدلاً من الهرب منها.

 

لا تنسوا أنكم ينبوع الأمل و الأمان لأطفالكم ، تطمئهم نسمات وجودكم و تخيفهم هبات غيابكم عنهم معنوياً لا مادياً؛ لذلك كوني قريبين من أطفالكم دوماً لسماعهم و سماع مشاكلهم و مخاوفهم تفهمهم و تفهم مشاعرهم، ثم مساعدتهم على حلها و مواجهة مخاوفهم، إذا لم تستطيعوا أو لم تلمسوا تغييراً استعينوا في أخصائي و لا تترددوا. صحة أطفالكم النفسية أهم ما في هذا الكون.

سجلوا معنا لمساعدتكم.

Share this article

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

Categories

Related Articles

guest

0 COMMENTS
Inline Feedbacks
View all comments