ينمو أطفالنا و يتطورون بشكلٍ سريع، فجأة نجدهم كبروا و يتصرفون تصرفات لم تخطر على بالنا، و نجد كلماتهم الكبيرة تتدحرج من بين شفاههم، و تقفز الأسئلة من هذا و ذاك ” أنت يا بوبو يا صغير متى كبرت وصرت تعمل وتحكي هيك؟”في هذه المقالة نعطيكم سر الوصفة وماذا يفعل أطفالنا في مرحلة تطورهم مع ما يرونه في المحيط.
ما هي مهارة التقليد و كيف يستخدمها الأطفال؟
أطفالنا في حياتهم يعيشون مع أهلهم و محيطهم، و المؤثرون الأوائل في حياة الطفل هم الأم و الأب، خاصةً الأم أو من يقضي وقتاً أكثر مع الطفل ،كوْن أهلهم الأشخاص الأوائل الذين يقلدونهم، يولد أطفالنا و نعتقد أنهم لا يفهمون ما نقوم به من تصرفات، رغم أنها كلها تخزن عندهم و تؤثر فيهم بشكلٍ أو بآخر، في مرحلة السنة يستغل الأطفال مهارة التقليد خاصةً لتعلم الأشياء. في دماغنا الأعصاب تتمتع بخاصية المرآة أي أن الطفل يتعلم من خلال ما يراه أمامه فيقلده حتى لو مرَّ وقتاً على الموقف، وهذه الخاصية تساعد الأطفال في التعلم و اكتساب عدد من المهارات أهمها المهارات اللغوية. علينا أن ندرك أيضاً أن دماغ طفلنا يستوعبنا في هذه المراحل العمرية و قابل للتشكيل و التعلم، خاصة أول خمس سنوات من حياة الطفل حيث تعتبر أهم خمس سنوات في حياته، مثلاً إذا رأى الطفل أمه أو أباه يرمي كيساً من شباك السيارة ، قد نجده بعد مدة أو حتى في نفس الوقت الطفل يرمي كيساً من شباك السيارة. إذاً علينا التوقف عن فكرة أنه طفلٌ صغير لا يفهم ماذا يجري حوله.
تأثير مهارة التقليد على حياة الطفل
أفعال الأهل و طريقة تعاملهم مع طفلهم و مع بعضهم البعض كونهم يشكلون البيئة المحيطة بالطفل، والتي تعد أحد العوامل الأساسية المكملة في عملية التعلم أو في أي عملية أخرى، فإن التصرفات و المواقف الناتجة من البيئة نفسها تؤثر على الطفل، مثلاً نكون طول الوقت نصرخ و صوتنا مرتفع، و إذا رفع الطفل صوته أو صرخ، نمنعه من ذلك و نقف في وجهه، لكن التغيير الأول يبدأ من الأهل ثم بإرشاد الطفل؛ لأنه يتصرف و يقلد كما يرى الآخرون يتصرفون أمامه. الانتباه أيضاً لكلامنا مع بعضنا البعض و استخدامنا الألفاظ و الكلمات المناسبة أمام طفلنا أياً كان عمره، بعض الأهل يصنعون مشكلة أمام طفلهم و يعتقدون أنه لا يدرك ماذا يجري أو لحظة غضب لم تجعلهم ينتبهون لوجود طفلهم، لكن للأسف الشديد الطفل مثل الاسفنج يمتص ما رآه أمامه من طاقة سلبية، و من نقاش و تصرفات خاطئة. حتى عند تعليم الطفل للغة ، الكثير من الأهل يقعون في مطب ” قول بطاطا ،قول تفاح..” و يضغطون الطفل بكلمة “قول”، مع أن الطريقة الصحيحة أننا نعرض على على الطفل بطاطا و نسميها أمامه و نصفها، ثم بعد فترة من الزمن سنسمعها خرجت من بشكلٍ تلقائي، كذلك باقي الأفعال. الطفل يحب أن يشعر بالأمان دوماً كوْن الأهم هم محط الأمان للطفل؛ لذلك من المهم الانتباه لكل تصرفاتنا أمام أطفالنا في مختلف المراحل العمرية .
كيف أستغل مهارة التقليد في تعليم طفلي ؟
مهارة التقليد كنزٌ جميل للأهل بإمكانهم إستغلاله لتعليم طفلهم الأشياء الإيجابية بدلاً من الأشياء السلبية، بإمكاننا تعليم طفلنا قواعد مختلفة بالحياة و العمل بها أمامه، مثلاً رمي القمامة في سلة المهملات، مساعدة الزوج لزوجته ليزرع هذه الخصلة في أبناءه أيضاً، احترامنا لأنفسنا و تقدير ذواتنا أمام أطفالنا، الصدقة و مساعدة الفقراء، مساعدة مسن و غيرها. فأطفالنا يزرعون غرس أفعالنا في دماغهم بشكلٍ غير واعي، و يتشكل عندهم ليعيشوه في حياتهم. هكذا تتشكل شخصية أطفالنا. جيناتٌ وراثية، بيئة مساعدة ، تجارب مختلفة. لذلك من المهم الانتباه لتصرفاتنا أمام ز مع أطفالنا كما نوهنا سابقاً .
علينا مسح مقولات أنه “طفل صغير شو بده يفهمه” بل هذا الطفل الصغير دماغه و أعصابه النشطة تجعله يفهم ما يدور حوله بل و تقليده و العمل به أيضاً. انتبهوا على أفعالكم و تصرفاتكم أمام أطفالكم و كونوا محط الأمن و الأمان لهم، اغرسوا غرساً إيجابياً في طريقهم .
Sign up for more