في الآونة الأخيرة، أصبح هناك تسابق كبير بين الأطفال على استخدام الأجهزة الإلكترونية والتفاعل معها. ومع ذلك، تتزامن مع هذا الاستخدام ظهور اضطرابات معينة مثل التأخر اللغوي، وبطء النمو، والتشتت وضعف التركيز. في هذه المقالة، سنتناول بعض النقاط الهامة حول التطور اللغوي في ظل انتشار الأجهزة الإلكترونية.
التطور اللغوي للطفل
يبدأ التطور اللغوي لدى الطفل منذ وجوده جنينًا في رحم أمه، حيث يبدأ في سماع الأصوات المحيطة به من الأسبوع العشرين حتى الخامس والعشرين. لذلك، يُفضل تعريضه لمفردات لغوية كثيرة لتغذية جهازه السمعي ومساعدته في تمايز خلاياه العصبية. بعد الولادة، يتوق الطفل إلى المفردات اللغوية الجديدة التي يسمعها من محيطه، ومع مرور الوقت، يبدأ في إنتاج كلماته الخاصة بعد اكتسابها وتخزينها في دماغه.
لكننا نلاحظ أن بعض الأطفال يعانون من التأخر اللغوي، وعند البحث عن الأسباب، نجد أن بعض الأهل يعرضون أطفالهم للشاشات لفترات طويلة، مما يؤثر سلبًا على تطورهم العصبي والعقلي واللغوي. ورغم أن الأجهزة الإلكترونية ليست السبب الوحيد وراء التأخر اللغوي، فإن تأثيرها يستحق الدراسة.
الأجهزة الإلكترونية والتأخر اللغوي
قضاء الطفل وقتًا طويلاً أمام الشاشات يضعف عملية التواصل، حيث يفقد الطفل التفاعل الضروري لتطوير مهاراته اللغوية. إذا تعرض الطفل للشاشات دون تفاعل، فإنه يتلقى محتوى غير مفهوم ولا يتعلم كيفية استخدام اللغة في السياقات المناسبة. كما أن الأجهزة الإلكترونية تصدر إشعاعات قد تؤثر على تطور الخلايا العصبية خلال مرحلة التعلم السريعة.
علاوة على ذلك، يجب الانتباه إلى نوع المحتوى الذي يشاهده الأطفال. غالبًا ما يتركز المحتوى على فيديوهات تيك توك والأغاني والحركات التي لا تضيف قيمة حقيقية، بل قد تؤدي إلى اكتساب سلوكيات غير أخلاقية. لذا، من المهم أن نتأكد من أن الوقت الذي يقضيه الطفل على الأجهزة الإلكترونية يكون تحت إشرافنا، مستغلين ذلك لتعليمهم أمور جديدة بشكل إيجابي.
كيف أساهم في تطور طفلي اللغوي؟
تُعد الأسرة، وخاصة الأم، مصدر التعلم الأساسي للطفل. يشير بعض الأهل إلى أنهم اشتروا العديد من الألعاب لتعزيز مفردات طفلهم، لكنهم لم يلاحظوا تحسنًا ملحوظًا. الأهم هو قضاء وقت مع الطفل لتعليمهم هذه المفردات بطريقة صحيحة. حصول الطفل على الكثير من الألعاب ليس ضمانًا لتطور لغوي سريع، بل يجب توظيف هذه الألعاب بشكل صحيح أثناء تعليمهم.
كما يمكن استغلال الأحداث اليومية لتعليم الطفل المفردات اللغوية بطريقة طبيعية. يجب ألا يُجبر الطفل على تسمية الأشياء، بل يكفي أن يستمع ويتعرف على محيطه.
إن المحتوى غير المفيد الذي تعرضه الأجهزة الإلكترونية له تأثيرات سلبية على تطور الطفل اللغوي والمعرفي. لذا، من الضروري ترشيد استخدام هذه الأجهزة، والتأكد من أن الطفل يحصل على المعرفة بشكل مباشر من الأهل. يمكن استخدام الشاشات بشكل إيجابي بعد عمر السنتين، لفترات قصيرة وتحت إشراف الأهل، لتعليم الطفل بطريقة فعالة.
للمزيد من المعلومات، لا تترددوا في التسجيل معنا.