يبدأ بعض الأطفال التأتأة على عمر السنتين تقريباً، يخاف الأهل و يتوترون بسبب تأتأة طفلهم ثم سرعان ما يضغط بعضهم على الطفل حتى ينطق بطريقة صحيحة و بشكلٍ سلس ظانين أن المشكلة ستتوقف، لكن بهذه الطريقة يضرون طفلهم بكل تأكيد، في هذه المقالة نوضح أكثر متى تكون التأتأة طبيعية ولا تحتاج كل هذا القلق و الخوف.
ظهور التأتأة
تظهر التأتأة عند الطفل في عمر سنتين أو أكثر، نتيجة الإنفجار اللغوي الذي يحدث عند الطفل؛ لأن الطفل يبدأ في إنتاج العديد من الكلمات و الجمل بالتالي قد يواجه بعض الصعوبات النطقية و هذا أمر طبيعي، على الأهل أن لا يحملوا الطفل فوق طاقته حتى لا يتعقد الأمر عند الطفل. في بدايات ظهور التأتأة تكون على شكل تكرار جملة، كلمة أو صوت، ولا يظهر معها أي شكل من أشكال الإدراك لوجود مشكلة تأتأة، كذلك فإنه لا يصاحبها أي نوع من أنواع الحركات الثانوية التي تصاحب التأتاة و لا تظهر وقفات كلامية أو إطالة كلام، مجرد تأتأة بسيطة .
متى تعتبر التأتأة اضطراب يحتاج لعلاج؟
هناك علامات مميزة تجعل مشكلة التأتأة مشكلة ظاهرة، وهذه العلامات هي العلامات الرئيسية أو الأساسية و القسم الثاني العلامات الثانوية. العلامات الأساسية هي :
أولاً : التكرار : هو أحد العلامات المميزة جداً للتأتأة، وفي الغالب الأهل يصفون الطفل الذي يتأتئ بأنه يكرر، فالتكرار قد يكون على مستوى الصوت مثلاً ( س س س سامي) ، المقطع مثل ( سا سا سا سامي) ، أو كلمة واحدة مثل ( سامي ، سامي، سامي بيلعب)
ثانياً: الإطالة: وهي زيادة المدة الزمنية في نطق الصوت الكلامي ، مثلاً يقف الطفل عند صوت ال(س) فيقف في قوله : ( س—امي) .
ثالثاً: الوقفات بين الأصوات في منطقة الحنجرة: وقفة الصوت في الحنجرة يصفها المتأتئ ( كأنه الصوت مدكر /معلق في مكان ما)، خروح الصوت تخرج كمية من الهواء من بين الوترين الصوتين و تعمل على اهتزازهما بعد الأوامر العصبية و حركات العضلات ثم يذهب مجرى الهواء إلى حجرات الرنين، و أعضاء النطق المسؤولة عن تشكيل الصوت، الذي يحصل في هذه الحالة أن الوقفة تتم للهواء الخارج في مكان ليس صحيح، مثلاً عند الحنجرة ، فيقول الطفل ( س. امي) وكأنه بلع الصوت وبصعوبة أخرجه.
أما العلامات الثانوية للشخص المتأتئ المدركٌ مشكلة التأتأة لديه؛ لذلك عند لحظة التأتأة يقوم بعمل ردات فعل ظناً منه أنها تجعله هارباً أو متجنباً التأتأة، ويزعجه كونه يتأتئ. من هذه العلامات التي تظهر أو ردات الفعل:
١- سلوكيات الهروب : فتحدث عندما يحاول المتأتئ أن يفعل أي شي لإنهاء الكلمة ظناً منه أن هذا الشيء يخفف التأتأة. وأشهر الأمثلة على سلوكيات الهرب: الرمش بالعين، هز الرأس، استخدام أصوات أو مقاطع بين الكلمات مثلاً ( آه).
٢- سلوكيات التجنب : و تحدث من كونها تجنب أي أن المتأتئ يعرف الكلمة أو الموضع الذي تحدث عليه التأتأة فيحاول تجنبها، من الممكن أن يستخدم كلمة بديلة عن الكلمة التي يتأتئ عليها، مثلاً هو يتأتئ على كلمة كرة ، فيقول بدلاً منها ” طابة”، أو ممكن أنه يتأتئ على كلمة ملعقة فيقول ” اللي بنوكل فيها”وهكذا.
3-الشعور و الموقف: الشخص المتأتئ يرى هذه المشكلة شبحاً يلاحقه في حياته، و يجعل حياته مغلقة باتجاهات متعددة. من ناحية اجتماعية، أسرية و من ناحية تعليم و وظيفة مثلاً، فقد يتجنب الكلام خوفاً من التأتأة فيبقى صامتاً مثل “مستر بين”، يكون محرجاً بين الناس عند التكلم ، فهو يدرك داخلياً أن لا أحد مجبراً على الصبر عليه و تحمله حتى إنهاء كلامه، فتصيبه الخيبات ،الإحباط و الخجل من المحيط. الشخص المتأتئ بسبب التأتأة قد تظهر لديه صفات ليست من شخصيته، أو أنه ليس هو.
مهم أن يتجنب الأهل أسلوب الضغط على طفلهم في حال ظهور التأتأة لديه على عمر مبكر؛ لأن الضغط على الطفل يجعل التأتأة اضطراب لديه، من ضروري أن ننتبه أيضاً أن تكون علامات التأتأة اضطراب أم أمر عرضي لفترة زمنية قصيرة ثم يعود الأمر لطبيعته.
للمزيد سجلوا معنا.