تنهال عليكِ كلمات كثيرة من المدرسة، المجتمع المحيط، الأقارب و الأطفال الآخرين، و كلهم في سباق ليشكوا عن طفلك
فيقولون: ” ابنك كثير بيضرب، ابنك كثير بيخرب ، ابنك كثير مشكلجي، ابنك بيسب” و الكثير من الكلمات التي تلقي بطفلك في هاوية الطريق بالنسبة للجميع، ثم تجلسين و تحاط علامات الإستغراب و الاستفهام بروابي دماغك، لماذا طفلي في هذه الصورة ؟ لماذا الجميع يشكوا عنه؟ هل طفلي لديه اضطرابات سلوك؟ وهنا بدأنا نفكر بطريقة سليمة للبحث عن المشكلة وإيجاد الطرق الفعالة لحلها. عند وجود هذه المشكلة علينا بإتمام المعرفة حولها بالبحث و القراءة عن إضرابات السلوك وغيرها من المشاكل.
تعريف اضطراب السلوك
ثمةَ غياب واضح في وجود تعريف موحد يتفق عليه الجميع بالنسبة لاضطرابات السلوك، ولكن هناك تسميات مختلفة تشير إلى اضطرابات السلوك مثلاً: الإعاقة الانفعالية، سوء التوافق الاجتماعي، السلوك غير التكيفي، الانحراف، اضطراب الشخصية، والاضطراب النفسي. إن التركيز على تعريف باور (Bower,1996) في جانب الاضطرابات السلوكية يحظى بإهتمام كبير، و الذي ينص على ” أن الأطفال المضطربين سلوكياً هم الأطفال الذين يظهرون واحدة أو أكثر من الخصائص التالية بدرجة ملحوظة و لفترة زمنية طويلة تتجاوز الستة شهور :
١-عدم القدرة على التعلم دون وجود خصائص عقلية أو حسية أو صحية.
٢-عدم القدرة على بناء علاقات مُرضية مع المحيط.
٣-ظهور أنماط سلوكية و عواطف غير مناسبة في ظل ظروف غير عادية.
٤-شعور عام بالاكتئاب وعدم السعادة.
٥-وجود آلام ومخاوف فيما يتعلق بالمشكلات الشخصية والمدرسية.
أبعاد الاضطرابات السلوكية
هناك أربعة أبعاد تصنف اضطرابات السلوك بناءً عليها حسب نظام “كوي” وهي
أولاً: اضطرابات التصرف
ثانياً: عدم النضج
ثالثا:اضطرابات الشخصية
رابعاً: الجنوح الاجتماعي.
الأطفال الذين يعانون من وجود اضطراب في التصرف، صفاتهم في هذه الشجرة تترتب في أوراق عدة منها: عدم الطاعة والفوضى، الشجار مع الآخرين، و وجود نوبات غضب شديدة. أما الأطفال الذين يعانون من عدم النضج، فتصتف أوراقهم في صفاتٍ أهمها وجود اتجاهات سلبية عندهم، اللعب مع الأطفال الأصغر سناً، ليست لديهم القدرة على الانتباه لفترة طويلة، سلوكهم الاجتماعي غير مناسب لعمرهم الزمني. إن اضطرابات الشخصية من مسماها لديهم قلق، شعور بالدونية، انسحاب اجتماعي، اكتئاب و شعور بالتعاسة، أخيراً الجنوح الاجتماعي متمثلاً بالانضمام لرفاق السوء، السرقة و سلوكيات غير مرغوبة أو جانحة أخرى. ما يميز أطفال الاضطرابات السلوكية هو وجود السلوك العدواني والانسحاب بشكل واضح، قد يؤدي لإيذاء الآخرين أو إيذاء الذات.
تصنف اضطرابات السلوك أيضاً حسب الشدة إلى : بسيطة، متوسطة، و شديدة. الاضطرابات البسيطة و المتوسطة تُعرف بالحالات العُصابية أما الشديدة فتعرف بالاضطرابات الذهانية أو الفصام.
أسباب الاضطرابات السلوكية
الكثير من الأهل يُفكرون بعدد من الأسباب التي جعلت طفلهم مضطرب سلوكياً، ويهمسون بسرهم ” احنا مش مشكلجين ياربي، ولا بنضربه حتى وبنتعامل معه بكل هاللطافة، شو ضل نعمل يعني !؟” ولكن هناك أسباب تساهم في رسم سلوكيات مضطربة لطفلك و تنفيذها، فيمكن تصنيف الأسباب المقترحة لمجموعتين :
• مجموعة الأسباب العضوية
• مجموعة الأسباب النفسية
بالإضافة لذلك فإن مجموعة عوامل قد تتحوصل معاً لتساهم في زراعة اضطرابات سلوكية ومنها: العوامل البيولوجية: وهذه تشمل العوامل الجينية، العصبية و البيوكيماوية، لو فكرنا لوهلة ما علاقة ذلك كله في السلوك؟ قد يبدو غريباً لكن هناك علاقة ما بين الجسد و السلوك، وغالباً يعزى ذلك لقضية (المزاج الموروث).
•العوامل النفسية: والتي تتمثل في أحداث حياتية و أسرية مرتبطة بحياة الطفل فتأثر على سلوكه.
•العوامل الأسرية: أحياناً تكون الأسرى هي محط التدمير بدلاً من كونها محط أمان، فالأخصائيون يحمعون على أن المشكلات الانفعالية للأطفال هي نتاج للعلاقة بين الآباء و الأبناء.
طفلي لديه اضطرابات سلوك أين أتوجه؟
معرفة المشكلة أو إدراكها هو نصف الحل، بقي فقط التوجه للشخص الصحيح وهو الأخصائي النفسي و أخصائي تعديل السلوك و معلم التربية الخاصة، بالإضافة لمراعاة مشكلة الطفل وعدم إهماله في البيت والمدرسة، التوجه للمكان المناسب و غرس بذرة بالطريق نحو تعديل السلوك وعلاج المشكلة يخرج منها ثمرة كبيرة.
أشعر بشعورك حق الشعور، لكن طفلك بحاجتك دوماً فلا تزيد عليه ما يعانيه، وساعده للتخلص من هذه السلوكيات الخاطئة، حتى ترتاح من شكاوي المحيطين. معالجتك للمشكلة لا تشعر بالإحباط الذي شعرت به في المرات الأولى التي ظننت فيها أن كل صعوبات التربية التي واجهتها مع طفلك تلقي بك في مهب الهواء ، ظناً منك أنه طفل “قليل أدب” . ابدأ بالعلاج وتعديل السلوك من هذه اللحظة.
للمزيد سجلوا معنا