الاستقلالية في حياة الطفل و كيف نربي طفلاً مستقلاً؟

تعتقد بعض الأمهات أن عليهن القيام في كل أمور أولادهن، حتى يكبروا و يكونوا قادرين على القيام فيها. يعتبر هذا الأمر مرهق على الأم و يبني شخصية إتكالية عند الطفل. والأطفال منذ صغرهم يبدؤون في اكتشاف العالم و ردود الأفعال المختلفة و التعامل معها؛ لذلك الطفل عادةً يراقب أفعالك بالنسبة له و يبني عليها ردود أفعال مختلفة. ومن المهم أن تحاولي بناء شخصية طفل مستقلة و معتمد على نفسه، في هذه المقالة نتعرف أكثر على طرق تربية طفل مستقل و أهمية هذا الأمر.

 

 

الأسس المهمة في تربية أطفال مستقلين

أطفالنا يخلقون في هذه الحياة و يبدؤون في اكتشافها و تعلم أشياء جديدة خاصة من خلال الأهل و أفعالهم، ويجربون معهم مختلف الطرق التي تريح الطفل نفسه و تناسبه و هنا يكمن تدخل الأهل في تعليم طفلهم الأشياء التي من الصعب التوصل لها بشكلٍ مستقل مثل مفهوم الاستقلالية. مفهوم الاستقلالية لا يتوصل إليه الأطفال وحدهم في مرحلة اكتشافهم إنما يتطلب الأمر مجهوداً من الأهل منذ الطفولة المبكرة حتى يعلموا الطفل مفاهيم الاستقلالية لأن الطفل في هذه المراحل العمرية يعتمد بشكلٍ كامل على الأهل. و هذه التربية المستقلة تعود على الطفل في حياته المستقبلية و تسهل عليه الكثير من الأمور الحياتية. من أهم المكونات و الأسس التي تساعد الطفل على اكتساب الاستقلالية:

1-منح الطفل الحب و الاحترام و التقدير.

2-تعزيز ثقة الطفل في نفسه و قدراته.

3-إخبار الطفل و جعله يشعر و يتحمل المسؤولية الكاملة وأنه المسؤول عن حياته و يملك القدرة الكاملة في التحكم بها.

4-توجيه و إرشاده و وضعه في تجارب مختلفة لمساعدته على اتخاذ قراراته وحده و إبداء تصرفات صحيحة.

تعتبر هذه الأسس و المكونات مهمة قبل البدء في البحث عن طرق في تربية طفل مستقل، الطفل الذي يعتمد على نفسه و يكون شجاعاً في التصرف و قادر على تحمل المسؤولية بالشكل الكامل.

 

طرق تربية طفل مستقل

تربية الطفل بشكلٍ عام من الأمور الصعبة و المراحل الصعبة في حياة الأهل و التي تحتاج إلى صبر كبير من الأهل و اتباع طرق صحيحة أثناء تربية طفلهم، كذلك أثناء مرحلة التربية من المهم التركيز على ما ينفع مستقبل الطفل و حياته كما نركز على اللحظة الحاضرة؛ لذلك علينا أن نجعل أطفالنا مستقلين غير معتمدين على الأهل كمحرك و محور أولي بالنسبة لهم خاصة في مراحلهم الأولى و التي يعتقدون فيها أن اعتمادهم يكون على الأهل، إليك بعض الطرق التي تساعدك في تربية طفل مستقل:

1-مدح الطفل عندما يتطلب الأمر أو الموقف؛ فمدح الطفل من شأنه أن يعزز ثقته بنفسه أكثر إن كان هذا المدح على شيء مجدي و يستحق أن يمدح عليه، بالمقابل فإن المدح الزائد يفقد من قيمة التشجيع و لا يساعده في تمييز الأمر الذي نجح به و أنجزه.

2-دمج الطفل في المهام و المسؤوليات المناسبة لعمره، يجب التركيز على اكساب الطفل أهم المهارات الحياتية الأساسية من خلال الاعتماد الكلي على نفسه في ترتيب أموره و ألعابه و غرفته لا الاعتماد على الأم، كذلك إعطاء الطفل الحرية مع مساعدته في اتخاذ قراراته الشخصية من اختيار ملابسه و نظام غرفته و غيرها.

3-الطلب من الطفل القيام ببعض المهام المنزلية البسيطة و التعاون مع أفراد العائلة في أمور المنزل و غرس المسؤولية لديه اتجاه الأمور المنزلية بشكلٍ عام.

4-إدراك الأهل و الطفل أن لا أحد كامل و كلنا معرضين للنواقص و الضعف، فكما أن الطفل يملك نقاط قوة فهو يملك نقاط ضعف أيضاً عليها معرفتها و عدم توقع المزيد هذا من شأنه أن يجعل الطفل يفهم قدراته و يحترم قدرات الآخرين أيضاً.

5-ترك الطفل و إعطائه مساحة خاصة به، بجعله مسؤول عن المشاكل التي يتعرضلها و يحاول حلها و إصلاحها وحده مع مساعدته في التفكير على حل المشكلة أو التخلص منها، كذلك فإن تواجد الأهل المستمر حول الطفل يجعله يلجأ لهم و يلغي خيار التفكير بالأمر وحده؛ لذلك من المهم أن نترك للطفل حرية حل المشكلات و اكتشاف الأشياء و الطرق الفعالة للأمور من حوله.

6- يفضل جعل الطفل يمر في كافة المواقف سواء مواقف فشل أو خيبة ليعرف أن الحياة ليست وردية و أنه سيتعرض للكثير من المواقف الحياتية فعليه أن يكون دقيقاً في التعامل مع هذه المواقف الحياتية.

7- مساعدة الطفل في بناء المهارات الاجتماعية و التواصلية التي تفيده في خطوات حياته و استقلاليته.

8- إعطاء الطفل فرصة على اتخاذ القرارات و تحمل المسؤولية و المساهمة في القرارات التي يستطيع التعبير عنها و المساهمة بها.

هذه الطرق من أهم الطرق في تربية طفل مستقل لما لها من أهمية قصوى في خلق طفل مستقل بدلاً من وجود طفل إتكالي، يجعله يمارس اتكاليته في المستقبل على عائلته و على الآخرين و يقلل من مسؤوليته تجاه أي أمر.

 

 

 

لا تجعلوا عاطفتكم تسيطر عليكم و حبكم لطفلكم و مساعدته هي العامل الأساسي و المحرك لكم إنما يحتاج طفلكم مساعدتكم أيضاً في جعله طفلاً مستقلاً معتمداً على ذاته قادراً على تحمل المسؤولية الكاملة دون الحاجة لأحد منذ صغره و في مرحلة متقدمة من حياته، اخلقوا أفراداً فعالين و مستقلين لا اتكاليين و غير فعالين.

للمزيد سجلوا معنا.

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments