تتناوب الجدات عادةً في محاولة إطعام الطفل أو تذويقه بعض أنواع الأطعمة، ثم تقفز علامات الاستفهام و الاعتراضات من البعض “بس ما بيصير تطعميه بعده صغير” طفلنا الصغير يُزرَع في هذا العالم و أول ما يعرفه هو حليب الأم ثم يبدأ باستكشاف كل شيء في هذه الحياة ومن ضمن هذه الأشياء الطعام، متى أبدأ بإطعام طفلي ؟ و بماذا أبدأ وما الكمية التي أبدأ بها؟ كيف أعرف أن طفلي لديه مشكلة في الطعام؟ كل ذلك ستجدينه في هذه المقالة.
رحلة الطفل مع الغذاء
يولد الطفل مفطوراً على الرضاعة ويوضع على صدر الأم ثم يَهُمُّ بإشباع معدته الصغيرة، مثلاً لو فكرنا لماذا الطفل لا يولد و مباشرةً يأكل الطعام بدلاً من الحليب؟ فعلياً إن تركيبة جسم الأطفال مختلفة عن الكبار، بدايةً بالنسبة للرأس مثلاً فإن اارأس أكبر عند الأطفال مقارنة بحجم الجسم، و تركيبة أعضاء البلع عنده مختلفة فمثلاً الطفل يولد دون أسنان، الخدود مليئة و اللسان حجمه كبير يملأ الفم، سقف الحلق اللين متوجهاً للأسفل و اللهاة متوجهة للأسفل بالقرب من لسان المزمار، و الحنجرة مرتفعة للأعلى، فهذه التركيبة مجتمعة تحمي الطفل و تسيطر على البلع لديه نظراً لأن الطفل لا يستطيع التحكم و السيطرة على نفسه؛ لذلك فإن جسمه يكون مهيأً للرضاعة فقط، ويبدأ الطفل بالرضاعة من خلال حركة واحدة وهي حركة للداخل و الخارج، تساعده على التعرف على الأشياء و الاعتياد عليها، و ينزل الحليب إلى معدته من خلال هذه التجاويف المتقاربة، تستمر هذه الحركة عنده إلى عمر الأربعة شهور وبعدها تكون الحركتين معاً. و إلى هنا نكون قد مشينا مع الطفل في لحظات حياته الأولى مع الطعام .
المرحلة الثانية بعد الأربعة شهور في رحلة تناول الطعام عند الطفل
بعد أن تجاوز الطفل الأربعة شهور، يبدأ باستخدام حركة جديدة مع الحركة الداخلية و الخارجية، وهذه الحركة هي حركة “المص” والتي تكون إلى الأعلى، ثم إلى الأسفل، اليمين ثم الشمال، وتصبح العملية مترابطة و مجتمعة ما بين حركة داخلية و خارجية ثم حركة في كافة الاتجاهات، من ناحية الغذاء بعض المنظمات الصحية توجه عملية التغذية بالبدء من عمر الأربعة شهور، وبعض المنظمات لا تنصح بذلك، قد نسمع البعض يقول “ييي الحلو صار عمره ٤ شهور خليه يتذوق ” و في هذه الحالة الحركة المستخدمة هي حركة للداخل و الخارج، إذا اتبعنا نظام المنظمات الصحية التي تحث على بدء عملية التغذية في عمر الأربعة شهور، فينصح بإعطاء وجبة واحدة تتراوح كميتها ثلاث ملاعق فقط، لكن هناك نقطة يجب التنويه لها أن إعطاء الطفل الغذاء بهذا العمر يعتمد على طبيعة الطفل أيضاً، وقدرته على إسناد نفسه بالجِلسة الصحيحة. هذا فيما يخص التغذية في عمر الأربعة شهور .
تغذية الطفل في عمر الستة شهور فما فوق
كما ذكرنا سابقاً فإن القسم الثاني من المنظمات ينصح بالبدء بإطعام الطفل على عمر الستة شهور، في هذا العمر تستمر العمليات السابقة من حركات داخلية و خارجية، و حركة المص. لكن الطفل يصبح أكثر إعتماداً على حركة المص و يستخدم الحركة الداخلية و الخارجية للتعرف على الأشياء الجديدة بالإضافة للسوائل الكثيفة، في عمر السبعة شهور مثلاً قد يبدأ الطفل بالمضغ، ينصح بإعطاء الطفل حتى في عمر الأربعة شهور يومياً نفس الصنف لمدة ثلاثة أيام حتى نتأكد أن الطفل ليست لديه حساسية من هذا الصنف مثلاً، و بإمكاننا خلط أكثر من نوع، في هذا العمر بإمكاننا إطعامه (سيرلاك، و أرز،و بيض) في عمر السبعة شهور حتى عمر السنة نبدأ بإعطاء الطفل ثلاث وجبات كل وجبة تتكون من ثلاث إلى أربع ملاعق، من الممكن إعطاءه منتجات الألبان، الحليب المبستر بعد هذا العمر، أيضاً إعطاءه أشياء يمكن مسكها لأنه يتحكم بمسكة يده لكن يفضل أن تكون بالطول وليس بالعرض حتى لا يضعها مرةً واحدة في فمه و يتعرض للاختناق. يمنع إعطاء الطفل الحليب غير المبستر و العسل قبل عمر السنة. يستمر الطفل في التطور في هذه المرحلة العمرية من ناحية الطعام و بإمكاننا أن نعطيه الأطعمة الصلبة و ننوع في الطعام، كوْن أعضاءه تبدأ بالتطور بعد هذه المرحلة العمرية .
كيف أجعل طفلي يحب الطعام ؟
سحتاج أطفالنا أن يحبوا الشيء و يرغبون به، مثلاً بإمكاننا أن نجعل فقرة الطعام أكثر متعة للطفل، وعدم تعذيبه حتى يأكل الطعام، ولا يعتاد على الأكل إلا بوجود الأجهزة الالكترونية، هناك بديل بكل تأكيد، مثلاً نرسم الطعام رسماً بصحن طفلنا و نجعل له أشكال و نزينه حتى يحبه أكثر، بإمكاننا تنمية المهارات اللغوية عند الطفل و زيادة مخزونه اللغوي من خلال فقرة الطعام، وتسمية الطعام، طريقة صنعه،لونه،شكله وكل ما يخصه. هناك حوار طويل بإمكان الأم فتحه مع الطفل أثناء الطعام؛ لذلك اجعلي فقرة الطعام فقرة حب لطفلك .
الإهتمام الجيد بتغذية الطفل منذ الصغر ،يعد أهم نقطة في حياته،كون التغذية الجيدة تتدخل بتطور جيد للدماغ و مختلف الوظائف، كل ما يحتويه الغذاء من مواد مهمة لسير حياة أطفالنا، اصنعي الحب بالغذاء لطفلك و أعطيه المكونات اللازمة دوماً .
للمساعدة أكثر سجلي معنا