كيف نستغل الحياة اليومية في تعليم الطفل مفردات لغوية جديدة؟

 

الأطفال في مرحلة تطورهم  و خاصة مرحلة تطورهم اللغوي يحتاجون لدعم و مساعدة الأهل حتى يتمكنوا من تجاوز هذه المرحلة بحصيلة لغوية كبيرة، خاصة إذا كان الطفل يعاني من تأخر لغوي أو أي مشكلة أدت لحدوث التأخر اللغوي عند الطفل. بعض الأهل يواجهون صعوبة في متابعة تطور طفلهم اللغوي بسبب ضيق الوقت أو عدم  سيطرتهم على أطفالهم، من خلال هذه المقالة سنساعدك في زيادة المخزون اللغوي لطفلك من الأحداث اليومية.

 

اللعب الوظيفي

اللعب مع أطفالنا لتطوير مهاراتهم لا يحتاج أحياناً لبيئة منظمة و مرتبة و ألعاب معتمدة و مميز حتى يتم، أو لتعليم الطفل المهارات اللغوية أو أية مهارات أخرى، فالحياة عبارة عن تجارب وظيفية جديدة؛ لذلك بإمكاننا استغلال اللعب الوظيفي أيضاً لتعليم الطفل مهارات مختلفة. فاللعب الوظيفي ” هو عبارة عن توظيف للبيئة المحيطة و ما يتخللها من مواد متاحة لتعليم الطفل مهارة جديدة”. بإمكاننا استغلال أي حركة يقوم بها الطفل أو نقوم بها نحن لتعليم الطفل و زيادة مخزونه بوجود مؤثر معين، بذلك نكون قد جسدنا الأمر بصورة أكثر واقعية و ساعدنا الطفل على تعميم ما يتعلمه على بيئته المحيطة و جعلناه يكتسب مفردات لغوية جديدة بمهارات حركية و و إدراكية جديدة أيضاً. هناك بعض الأنشطة أو الأمور اليومية بإمكاننا استغلالها لتعليم الطفل مفردات لغوية.

 

أنشطة يومية في تعليم الطفل مفردات لغوية جديد

يومنا و يوم الطفل يكون عادةً حافل بالكثير من الأحداث من استيقاظ و نوم و تناول الطعام و الاستحمام و تبديل الملابس و غيرها؛ و هذه الأحداث الروتينية يتخللها المزيد من الأحداث كالزيارات و التسوق و الخروج بنزهة، إذاً كيف يمكننا تعليم طفلنا من خلال هذه الأحداث؟

1-أحداث الاستيقاظ من النوم؛ من خلال الحديث مع الطفل عن الخطة اليومية و إلقاء تحية الصباح عليه، ثم الخطوات التالية من غسل الأسنان و الوجه و اليدين، من خلال هذه الخطوات نكون قد عرفناه على تحية الصباح، أعضاء الجسم، و المكونات اللازمة لغسل الأسنان و الوجه و اليدين. و كل هذه الخطوات يتخللها وصف وشرح من قبل الأهل.

2-أحداث الفطور أو تناول الطعام، من خلال مشاركة الطفل في إعداد الوجبة و تعريفه على المكونات المستخدمة و تصنيفاتها ( فواكه، خضراوات، أدوات مطبخ…إلخ) و وظائف الأشياء  مثلاً السكين لتقطيع الفواكه و الخضار، الملعقة حتى نتاول بها الفواكه و الخضار و هكذا، يفضل تخيير الطفل و حثه على الكلام حتى لا تصبح عملية الوصف المستمرة مملة، مثلاً ” بتحب توكل لبنة أو حمص؟”.

3-شراء أغراض البيت من فواكه و خضروات أو أي مستلزمات اخرى لا تترددوا بدمج أطفالكم في هذه الأنشطة المختلفة و تساعدوهم على اكتساب مهارة التخطيط و التنفيذ و تصنيف الأشياء لمجموعاتها و أشكالها و ألوانها.

4- عند تبديل ملابس الطفل، يُفضل أن نقوم بهذا الأمر بالكثير من الوصف و الكلام،من خلال تمييز الملابس، أنواعها و ألوانها و متى نلبسها، بإمكاننا ربط اللعب التخيلي أيضاً بالأمر من خلال إحضار ملابس مختلفة لألعاب الطفل و جعله يقوم بتلبيسها و تسمية الملابس بأشكالها و ألوانها.
5- حتى من خلال مشوار السيارة بإمكاننا استغلاله لوصف البيئة المحيطة و تخيل القصص من الشارع نفسه.
6- من المهم استغلال وقت النوم في تبادل القصص مع الطفل، ليس بالقراءة فقط إنما بإمكاننا إعطاء الطفل فكرة مثلاً ” افرض أنك حصلت على فرصة لرحلة ماذا ستفعل؟” مع قراءة قصص مختلفة للطفل.
هذه الأنشطة المختلفة بإمكاننا القيام بها يومياً مع الطفل؛ بذلك يحصل الطفل على خزينة لغوية و إدراكية جيدة.

أهمية اللعب الوظيفي

اللعب أنواع منه اللعب الوظيفي و التخيلي، فاللعب الوظيفي الذي لا يتطلب بيئة منظمة و مجهزة له أهمية كبيرة على الطفل؛ فاللعب الوظيفي:
١- يعزز المهارات الإدراكية و التنفيذية و مهارات حل المشكلات.
٢- يزيد من المخزون اللغوي للطفل المهم لتطور الطفل.
٣- يفتح للطفل مجالات متعددة في التعرف على البيئات المحيطة و طرق التعامل معها.
٤- يقوي العلاقات أكثر و يجعلها أكثر متعة بين الطفل و الأهل.
٥- يدمج الطفل في أنشطة مختلفة تجعله متعاوناً أكثر. و غيرها من الفوائد المختلفة التي تعود على الأهل و الطفل. نوعوا باللعب مع أطفالكم، و استخدموا اللعب الوظيفي.
بإمكانكم استغلال اللعب الوظيفي أيضاً في حال كنتم لا تجدون وقتاً مناسباً للعب مع الطفل. استغلوا الظروف و المواقف دوماً لتعليم طفلكم.
للمزيد سجلوا معنا

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments