كيف أتعامل مع الكذب عند طفلي وما هي دوافعه؟

يكذب الأطفال في بعض الأحيان لأغراض و أهداف مختلفة، قد يمرون في مرحلة ما من حياتهم يكذبون فيها أو يظهر سلوك الكذب عندهم كسلوك سيء، لكن عندما يعتاد الطفل على الكذب و لا نوقفه عنه يتحول الأمر إلى مشكلة كبيرة تؤثر عليه و على الأهل، خاصةً عندما يتبع الأطفال منهج الكذب منهجاً سهلاً حتى يتخلصوا من الأمور التي لا يرغبون بها، ما يزيد الأمر سوءاً. في هذه المقالة نتعرف أكثر على الكذب عند الأطفال و دوافعه.

دوافع الكذب عند الأطفال

يكذب الأطفال لدوافع معينة تساعدهم في مواقفهم، فإذا عرفنا دوافع الكذب عند الأطفال فإن ذلك يساعدنا في مساعدتهم على التخلص من الكذب. من هذه الدوافع:

أولاً: اختبار سلوك جديد يعتقدون أنه جيد؛ قد يكتشف الأطفال سلوك الكذب و يعتقدون أنه طريقة جديدة و سهلة تساعدهم ويتبعوها كسلوك.

ثانياً: احترام ذواتهم؛ يعتقد الطفل أنه عندما يكذب فإنه يثير إعجاب الآخرين به و يجعل من نفسه محط أنظار لهم ما يعزز احترامه لذاته أكثر.

ثالثاً: الكذب الدفاعي و الذي يستخدمه الطفل حتى يهرب من الحماية الزائدة التي يفرضها الأهل عليه بسبب قلقهم الزائد.

رابعاً: تحقيق هدف معين من خلال الكذب.

خامساً: الهروب من العقاب الذي يفرضه الأهل على الطفل بإقناعهم أنه لم يقترف خطأ.

هذه الأسباب و غيرها من الأسباب و الدوافع تدفع الطفل لاستخدام الكذب.

كيف أعتبر كلام طفلي كذباً؟

يتبع الأطفال في بعض الأحيان في كلامهم مسار الحكايات الخيالية؛ لذلك على الأهل أن تميزوا بين ما يعد كذباً و ما يعتبر خيالاً، و ذلك يعتمد على عمر الطفل أيضاً، هناك ٣ مراحل للكذب عند الطفل، في عمر السنتين إلى ست سنوات فإن الأطفال يتميزون في هذا العمر في الخيال المنطلق و لا نسمي خيالات الطفل كذباً، لكن نساعده على قول الحقيقة و تسمية الأشياء بمسمياتها، فمثلاً نخبر الطفل أن ما يقوله يعتبر خيالاً أو قصة و غيرها، المرحلة الثانية و هي الكذب الغير مقصود و يبدأ من عمر ٦-٩ سنوات في هذه المرحلة يكذب الطفل دون أن يفهم ذلك حتى يهرب من فعل شيء أو يدافع عن نفسه؛ لذلك في هذه المرحلة نتعامل مع الطفل دون الغضب منه و نتفهمه بشكلٍ جيد، أما مرحلة الكذب المتعمد و فيها يكذب الطفل عن قصد و هو مدركاً ذلك، في هذه المرحلة علينا الانتباه أكثر على سلوك الطفل و معاملته على أساس إدراكه كذبه و تعمده في استخدام هذا السلوك، وذلك حسب المراحل التي يمر بها الطفل من مراحل الكذب المرتبطة بتطور دماغه و تطور المهارات التنفيذية و الإدراكية عنده خاصةً الخيال.

كيف نساعد الطفل على التوقف عن الكذب ؟

توقف الكذب عند الطفل قبل أن يصبح إعتياداً أمراً هاماً، هناك عدد من الإجراءات على الأهل اتباعها حتى يوقفوا الكذب عند الطفل، لكن قبل ذلك علينا أن ندرك المرحلة الموجود بها الطفل، لأن هذه المرحلة قد تكون طبيعية أو قد يكون الكذب عند الطفل مجرد خيال لا كذباً كما ذكرنا سابقاً، إليك بعد الطرق التي تساعد في توقف الكذب عند الأطفال:

١- نجعل قول الحقيقة في حياتنا و حياة الطفل قاعدة من الضروري اتباعها، عند وضع قوانين و قواعد للبيت على أفراد العائلة اتباعها و قاعدة قول الحقيقة من ضمنها، ومن الضروري أن تطبقها أولاً أمام أطفالك ليقلدوك.

٢-تجنب الكذب على الطفل فعند ذهاب الأهل للعمل يخبروه بذلك دون تغيير الحقيقة بقولهم أن الأهل ذاهبون للطبيب مثلاً.

٣- تعزيز الطفل و الثناء عليه عند قول الحقيقة و الصدق حتى لو كان الموضوع يزعجك مثلاً يخبرك أنه أوقع غرض من أغراض البيت، أثني عليه لقوله الحقيقة و لا تركز على الخطأ الذي قام به.

4- اجعل الطفل يشعر معك بالشعور الذي تحسه عندما يكذب الطفل أمامك و أن ذلك من شأنه أن يزعزع العلاقات فيما بينكما.

5- ابتعد عن أساليب العقاب و الضرب لتعليم الطفل البعد عن سلوك الكذب؛ لأن ذلك من شأنه أن يزيد من استخدام الكذب كسلوك عند الطفل.

6- ابتعد عن وصف الطفل بالكذاب إنما حاول فهم السبب و الدافع وراء استخدامه أسلوب الكذب، و وضح له مخاطر الأمر بالطريقة الصحيحة و أنك تستطيع فهمه.

7- نشرح للطفل عواقب الكذب كفعلٍ غير صحيحة بطرق معينة من تجارب و قصص و غيرها تجعله يقتنع أكثر و نحذره منه.

هذه الطرق تساعدك على تعديل سلوك طفلك عندما يكذب، كونوا حذرين في التعامل مع الطفل عند الكذب و لا تفرضوا عليه بالضرب و غيرها من الطرق الخاطئة، الأمر يحتاج القليل من الصبر.

 

الكذب عند الطفل عندما يصبح سلوكاً معتمداً علينا تعديله بأسرع وقتٍ ممكن و لا نهمله حتى لا يتتطور في شخصية الطفل أكثر، كما و علينا اكتشافه بشكلٍ سريع. أما إذا كان طبيعياً بحسب المرحلة التي يمر بها الطفل فعلينا أن نعيش هذه المرحلة معه و نحاول أن نوضح النقاط له و ما يمر به. إذا تركنا الطفل يعيش في عالم من الكذب و الخيال فإن ذلك يرافقه حتى المستقبل و يؤثر على شخصيته و على تعامله مع الآخرين فكونوا حذرين.

 

للمزيد سجلوا معنا. 

 

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments