العلاج الوظيفي طريقٌ الإستقلالية و زيادة الإنتاجية

نيزك هبط وضرب نظام كامل جعله متزعزعاً، لم يعد كما كان و فقد عدد كبير من خصائصه و مكوناته، لكن بوجود فريق متكامل بالإمكان إعادة كل قطعة مكانها، في عالم إعادة التأهيل نسعى دوماً إلى تعويض الوظيفة المفقودة، أو إعادتها لمساعدة الشخص على الإستقلالية و إعادة الأمور إلى مجراها، كما سبق في إحدى مقالات عالم التأهيل تحدثنا عن فريق إعادة التأهيل و أهم العلاجات المقدمة، ومن ضمن هذه العلاجات العلاج الوظيفي. لندرس هذا المبحث دراسة مفصلة.

تعريف العلاج الوظيفي

يتبادر إلى أذهاننا عدد من المصطلحات و المفاهيم عند ذكر مفهوم العلاج الوظيفي، البعض يأخذه فكره نحو العضلات و حركتها و وظيفتها، و بعض آخر قد يفكر في جانب تعويض وظيفة معينة مهما كانت. و بشكلٍ عام إن الوظيفة جزء لا يتجزأ من حياتنا، فهي تعطي الحياة معنى من خلال ممارستنا اليومية عدد من الوظائف التي تشعر الشخص في منتوجه من الثمار، و الإستقلالية. لنتعرف على العلاج الوظيفي علينا أن نعرف الوظائف :” فالوظائف هي الأنشطة الرئيسة التي يقوم فيها الإنسان و التي تشمل أنشطة إنتاجية و ترويحية و سلوكيات إبداعية وهي نتيجة عملية متطورة للعوامل البيولوجية و النفسية و الاجتماعية التي تأتي استجابة للإحتياج إلى الأنشطة الترويحية و الانتاجية” كما أن الوظيفة تعرف : “على أنها أنشطة أو مهام تتطلب موارد شخصية من الوقت و الحماسة و بالخصوص مثل العناية الذاتية، الإنتاجية، و الترويح”، الإنسان يتعلم التكيف في تلبية إحتياجاته الشخصية. أما بالنسبة لتعريف العلاج الوظيفي حسب الجمعية الأمريكية للعلاج الوظيفي ” هو استخدام الأنشطة الهادفة مع الأفراد الذين لديهم محدودية في الأداء بسبب إصابة جسدية، مرض، قصور نفسي إجتماعي، إعاقات نمائية و تعليمية، الفقر أو الاختلافات الثقافية، أو بسبب التقدم في العمر و ذلك بهدف زيادة الاستقلالية و منع نشوء الإعاقة و الحفاظ على الصحة”.

وظائف أخصائي العلاج الوظيفي

أخصائي العلاج الوظيفي حزء من عائلة إعادة التأهيل أو التأهيل، وهو يكمل اللوحة ويساعد باقي الأخصائيين في مجاله أما بالنسبة لعمله فهو قائم على:

١- دعم انخراط المنتفعين في أنشطة مصممة لتعزيز استعادة الوظائف.

٢- المساعدة في الاستخدام بأكبر شكل ممكن للوظيفة بهدف مساعدة هؤلاء الأشخاص على تلبية متطلبات بيئة عملهم الخاصة أو بيئتهم الاجتماعية، و الشخصية، و المحلية.

٣- المساعدة في المشاركة في أنشطة الحياة المختلفة بأقصى قدر ممكن.

٤-دعم الأشخاص في استعادة وظائفهم الرئيسية بما يتطلبه من تدخل على عدة مستويات ( جسدية، اجتماعية، نفسية، أو بيئية).

٥- مساعدة الأشخاص على تحسين إدارك الذات كأحد المكونات النفسية.

٦-دعم الأشخاص ذوي الإعاقة ليطوروا أكبر قدر من الاستقلالية و الإنتاجية.

متمثلاً في كل هذه الوظائف فإنه لا بد من وجود معالج وظيفي في العملية العلاجية، لتحقيق الهدف المرجو من إعادة التأهيل، و المساعدة في عملية الاستقلالية و إسترجاع الوظيفة المفقودة.

أهداف العلاج الوظيفي

هناك عدد من الأهداف المرجوة وراء العلاج الوظيفي، لكن الهدف الرئيسي للعلاج الوظيفي في الصحة النفسية هو دعم تطوير مهارات الأفراد و ضمان حصولهم على الدعم المطلوب من أجل الاستقلالية، و إنتاجية أكبر قدر ممكن، و تقليل وقت المكوث في المستشفى و تحسين جودة الحياة، ومن الصعب جداً فقدان وظائف معينة و فقدان شعور الاستقلالية، وطبيعة الإنسان تصبو لسعيه نحو الاستقلال؛ لذلك إن العلاج الوظيفي يزيل المعيقات و يمكن الفرد من السيطرة على بيئته و تحسين جودة حياته و تحقيق المشاركة المجتمعية. والعلاج الوظيفي بأهدافه يسمو الفرد على سلم الاستقلالية و المساعدة الفعالة في المجتمع رغم العقبات.

مفهوم الأداء الوظيفي

االأداء الوظيفي هو المحرك لتشغيل عملية العلاج الوظيفي، فهذا المحرك يقسم إلى ثلاث أقسام رئيسة :

أولاً : موضوع أو مجال الأداء: و الذي يختص في عدد من أنشطة الحياة اليومية و التي تضمن ( النظافة الشخصية، العناية بالفم، الاستحمام، استخدام المرحاض، الرعاية بالأحهزة الشخصية، ارتداء الملابس، تناول الطعام، العناية في الصحة، الأنشطة الاجتماعية، الاتصال الوظيفي ،وظيفة الحركة،وظيفة التنقل،الاستجابة للطوارئ، و التعبير العاطفي). تشمل أيضاً العمل و الأنشطة الإنتاجية مثل إدارة المنزل، التسوق، القيام في إجراءات الأمان، العناية بالآخرين و التنظيف)، كما أنها تشمل اللعب و الأنشطة الترفيهية ( كاستكشاف والقيام باللعب و الأنشطة الترفيهية.)

ثانياً: مكونات الأداء و التي تتكون من المكون الحس حركي والذي يشمل ( الوعي بالإحساس، عمليات الإحساس، إدارك الإحساس) أما المكون العصبي العضلي العظمي و الذي يضم( المدى الحركي، النغمة العضلية، القوة، التحمل ،التحكم في وضع الجسد، اعتدال الجسد، سلامة الأنسجة الرقيقة.) الحركي ( تناسق العضلات، التحكم في الحركة و الاستجابة للحركة وغيرها)، المكونات الإدراكية و التي تتضمن ( درجة الاستيقاظ، الوعي ، إداراك الأشياء، درجة الانتباه، بدء النشاط، إنهاء النشاط، التذكر، التسلسل، التصنيف، حل المشكلات…) أخيراً المهارات الاجتماعية و المكونات النفسية الاجتماعية التي تركز على ( القيم، الاهتمامات، مفهوم الذات، أداء الأدوار، اللياقة الاجتماعية، التعبير عن الذات، مهارات التكيف، إدارة الوقت و التحكم بالذات).

ثالثاً: محيط الأداء و الذي يشمل عناصر مؤقتة مثل ( العمر، التطور، دورة الحياة، حالة الإعاقة) و البيئة( سواء المادية،الاجتماعية،الثقافية) البرنامج العلاجي لتحسين إدارك الذات يجب أن يراعي الوظائف الرئيسية و يتمها بشكل متوازٍ و تحسين مكوناتها للوصول مع الشخص إلى أقصى درجات الاستقلالية و إدراك الذات.

 

العلاج الوظيفي عنصر مهم من عناصر العملية العلاجية، الذي يساعد في إعادة بناء ما هدّه نيزك ضرب المكان فجأة، للأسف هناك إهمال لهذا الجانب أو قلة في التركيز عليه،لكن يجب التنويه إلى أن العلاج الوظيفي طريق تصل ما بين العديد من الأشياء و الوظائف المهمة لإتمام لوحة العلاج، وكل العلاجات مع بعضها البعض تشكل لوحة تسمو في المريض نحو إعادة بناء الوظيفة الفعال.

إليك أكثر الأخصائين خبرة لمساعدتك سجل الآن          

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments