الصدمة النفسية و آثارها على الطفل

 

الأطفال كما الكبار أيضاً  عُرضة للصدمات النفسية التي من شأنها أن تترك آثارها عليهم أثناء تطورهم و تفاعلهم مع المجتمع، هذه الصدمات النفسية قد تحدث لعدد من الأسباب و التجارب الحياتية المؤلمة التي تؤدي إلى اضطرابات نفسية كما أن تعرض الطفل للصدمات النفسية في هذا العمر المبكر الغير مهيأ للتعامل معها يجعله عرضة لاضطرابات ما بعد الصدمة التي تظهر على الطفل و تؤثر على سير تطوره بالشكل الطبيعي، في هذه المقالة سنتعرف على أهم الأعراض و الآثار للصدمات النفسية.

 

الصدمة النفسية

الحياة مليئة بالتحديات و الصعوبات التي تواجه الأفراد في مختلف المراحل العمرية، و تصل إلى الأطفال فتفاجئهم ظروف و آلام ليست مناسبة لنعومة أظافرهم، خاصة بالوقت الحالي الذي نعيش فيه المليء بالظروف الصعبة من ظروف حرب و ظروف معيشية و غيرها من الظروف، فالصدمة النفسية تمثل الآثار النفسية السلبية التي تنتج عن تعرض الطفل لضغوطات سواء كانت هذه الضغوطات إقتصادية، معنوية أو نفسية ينتج عنها استجابة كردة فعل  فتبقى في نفس الطفل آثار من قلق و خوف و غيرها. فالصدمة النفسية هي حدث مفاجئ و غي متوقع و غير محسوب يأتي دون سابق إنذار، فينتج عنه إنفعال نفسي هذا الانفعال من المحتمل أن يتحول إلى اضطراب نفسي أو اضطراب سلوكي، يحتاج فيما بعد عناية خاصة.

 

أسباب الصدمة النفسية عند الأطفال

الصدمة النفسية كحدث مباغت و مفاجئ تتنوع أسباها ما بين أسباب نفسية و أسباب جسدية إلى أسباب ليس للأهل و الطفل علاقة بها إنما أسباب سياسية أو حتى مجتمعية، كلها بمجملها من أسباب بيئية لها آثارها على الطفل، من الأسباب التي تؤدي لدخول الطفل في صدمة نفسية:

1-تعرض الطفل للإيذاء و العنف الجسدي؛ كالضرب المبرح.

2-الاعتداء الجنسي أو اختطاف الطفل، سمعنا كثير من قصص الأطفال الذين تعرضوا للتحرش أو الاغتصاب من النفسيات المريضة الأخرى.

3-ظروف الأسرة التي يعيش بها الطفل يسودها التعنيف الزوجي متمثلاً بتعنيف الزوج لزوجته خاصة أمام الطفل.

4- فقد الطفل أحد أبويه خاصة إذا كان الفقد أمام عينيه.

5-تعرض الطفل لمواقف كبيرة في المدرسة و الشارع مثل التنمر.

6-الحروب السياسية في الدولة التي يعيش بها الطفل فيكون هو و عائلته ضحايا لهذه الحروب.

7-ترك إحدى الوالدين للطفل فيعيش مع واحد منهما أو دونهما.

8- البعد العاطفي عن الطفل و تعذيبه نفسياً من قبل الأهل.

هذه الأسباب و غيرها من الأسباب التي تؤثر على نفسية الطفل و تترك أثراً فيه من شأنها ان تسبب صدمة نفسية للطفل.

 

أعراض الصدمة النفسية على الأطفال

الاضطراب و الأزمة النفسية لها أعراض تتنوع  حسب الصدمة النفسية و شدتها، فالأعراض من الممكن أن تظهر على الطفل كآثار نفسية أو آثار جسدية تظهر على جسد الطفل نتيجة وجود صدمة نفسية من هذه الأعراض:

1-الخوف الشديد و الرعب.

2-التبول اللإرادي و اضطرابات النوم.

3-مشاكل و أمراض نفسية كالاكتئاب.

4-مشاكل جسدية كألم المعدة و ضعف الجسد ونحوله.

5-نوبات من الصراخ و البكاء غير معوفة السبب.

6-تظهر على الطفل سلوكيات فرط الحركة.

7-ظهور بعض السلوكيات العنيفة على الطفل.

8-تظهر عليه بعض المشاكل العاطفية مثل شعوره بالكره لمن حوله و محاولة الانتقام منهم دوماً.

9-دخول الطفل في حالة من التوتر و القلق المستمر و أحياناً العصبية و الانزعاج من أشياء عادية لكنها تبدو له بشكل مختلف عن الآخرين.

10-دخول الطفل في حالة من الانعزال و فقد التواصل مع المحيط و وجود مشاكل و صعوبات في التعبير.

أعراض الصدمة تتفاوت و تختلف بحسب المسبب للصدمة و الآثار الناتجة عن هذا المسبب التي تترك في نفس الطفل سلوكيات واضحة كرد فعل على طبيعة الحدث الذي جرى و أدى لحدوث صدمة نفسية عند الطفل.

 

علاج الصدمة النفسية عند الأطفال

الصدمة النفسية لها آثارها الكبيرة المجملة بما يتراوح ما بين آثار جسدية و آثار اجتماعية و انفعالية و نفسية، كما أن هذه الآثار الباقية من شأنها أن تؤثر على سيرورة التطور السليم عند الطفل، فعلى الأهل و المحيط متابعة الطفل دوماً و كشف الأحداث التي تجري معه لانقاذه من أي أثر نفسي سلبي يترك بصمة في نفس الطفل، و عند اكتشاف المشكلة يجب أن يخضع الطفل للعلاج الفوري الذي يحتاجه كالعلاج النفسي، و مناقشة أحوال الأسرة التي يعيش فيها الطفل و البدء منها، كما أن تعاون الأسرة مع المعالج و الأخصائي النفسي لمساعدة الطفل في التخلص من الصدمة النفسية و المشاعر السلبية الناتجة عنها أمر في غاية الأهمية، و التركيز على شعور الطفل الدائم بالحب و الحنان من قبل أفراد الأسرة و القرب المستمر له، دمج الطفل في اللعب الجماعي و المهارات الاجتماعية، نقدم للطفل طرق و وسائل ليستطيع التعبير من خلالها و تفريغ مشاعره السلبية بالطريقة الصحيحة، و الاستماع المستمر للطفل و عدم إهماله لأي سبب كان. في نهاية المطاف علينا أن نركز على دور الأهل و المحيط في اكتشاف المشكلة و التوجه بشكل مباشر للمكان المناسب حتى يتم علاج المشكلة و الحد من آثارها.

احموا أطفالكم و احتضنوهم دوماً، حاولوا أن تبعدوا عنهم أي مؤثر من شأنه أن يكون سبباً لجعل الطفل يعاني من صدمة نفسية، كونوا قريبين من طفلكم و استمعوا له و لما يجول بدواخله و عما يجري معه من المحيط، كونوا محط قوة و أمان له و ساعدوه على التطور الصحي و النفسي السليمين.

 

للمزيد سجلوا معنا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments