بناء شخصية الطفل منذ الصغر من خلال التركيز على أهم المهارات اللازمة في الحياة و التي تُسهل عليهم و على الأهل الحياة، شخصية الطفل تتشكل منذ اللحظات الأولى في حياته لذلك علينا الاهتمام ببناء شخصية طفل سليمة و قوية، الذكاء العاطفي يعد من المهارات أو من أنواع الذكاء المهمة التي يحتاجها الطفل بحياته و على الأهل الاهتمام بهذا النوع من الذكاء، فالدارج أن الأهل يهتمون عادةً في الذكاء الأكاديمي و اللغوي و غيرها و لا يعزون الذكاء العاطفي تلك الأهمية، من خلال هذه المقالة سنتعرف أكثر على الذكاء العاطفي و كيف نعلمه لطفلنا و أهميته.
ما هو الذكاء العاطفي عند الأطفال؟
الذكاء العاطفي كما يوحي الاسم فالمقصود به ” هو القدرة على التعامل مع المشاعر سواء مشاعر الطفل نفسه أو المشاعر الصادرة من الأشخاص المحيطين، فعندما تتشكل عند الطفل القدرة على التعامل مع المشاعر يستطيع فهم نفسه و فهم الآخرين و التعامل معهم و مع مشاعرهم بسهولة أكبر و التصرف بناءً على هذه المشاعر بطريقة ذكية” فمعرفة الذات و المشاعر الخاصة بالطفل و بالآخرين يساعد الطفل على التفكير السليم و ضبط نفسه و التعامل معها و مع الآخرين بشكلٍ أفضل، بالإضافة لسهولة حل المشكلات و المساعدة في العمليات الإدراكية الأخرى. يتطور الذكاء العاطفي مع تطور الطفل و يكتسب الطفل مع الوقت المهارات المهمة للذكاء العاطفي، لكن ينصح بأن يتم مساعدة و تعليم الطفل الذكاء العاطفي من عمر السنتين إلى عمر الثلاث سنوات. يتضمن الذكاء العاطفي عدد من الأجزاء أيضاً.
أجزاء الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي الذي يتشكل عند الطفل مع الوقت يتضمن أجزاء معينة تتواجد عند الطفل من هذه الأجزاء:
1- الوعي الذاتي : و الذي يتمثل من خلال قدرة الطفل على فهم، تصنيف و وصف المشاعر، إذا كان الشخص الذي أمام الطفل سعيد حزين أو غاضب فيستطيع الطفل التمييز من خلال نبرة الصوت و لغة الجسد يفسر الطفل مشاعر الآخرين.
2-التنظيم الذاتي : قدرة الطفل على التعامل مع الموقف بالتحكم المناسب للمشاعر و إدارتها يتحكم بوقت التصرف و متى يمكن التصرف .
3-الدافع: الطفل يحقق من خلال الدافع ما يريد رغم وجود المشاعر السلبية و المشتت من حوله.
4-التعاطف: بفهم مشاعر الآخرين و التعاطف معها و لا يعني ذلك الشفقة إنما إبداء شعور حول مشاعر الآخرين.
5-المهارات الاجتماعية : التي تتجلى بقدرة الطفل على ربط السلوك بنوع العاطفة، فمثلاً الصراخ يدل على الغضب و الضحك يدل على السعادة.
هذه الخمسة أجزاء التي تتجلى فيها أجزاء الذكاء العاطفي و التي يستخدمها الطفل لتوظيف ذكائه العاطفي.
كيف أعرف أن الطفل الذي أمامي يملك ذكاء عاطفي؟
بإمكاننا فهم الطفل الذي أمامنا إن كان كان يملك ذكائاً عاطفياً أم لا من خلال عدد من الصفات فالطفل الذكي عاطفياً تظهر عنده بعض الصفات المتمثلة في سهولة التحدث معه، عند التحدث مع الطفل حول مشاعر الآخرين أو مشاعر المتحدث يفهم الطفل هذه المشاعر، سهولة التكيف مع المواقف و الأشخاص الجدد و الأماكن الجديدة، يسهل على الطفل أيضاً تكوين صداقات، بالإضافة لثقة الطفل بنفسه الواضحة نظراً لسهولة تواصله مع الآخرين، الطفل الذي يمتلك ذكائاً عاطفياً يعرف متى يقدم المساعدة ومتى يطلبها. عند ملاحظات هذه الصفات على الطفل يساعدنا في معرفة ما إذا كان الطفل ذكي عاطفياً أو لا.
أهمية الذكاء العاطفي عند الأطفال
اتصاف الطفل في الذكاء العاطفي له أهمية كبير، حيث أنه يساعد الطفل و ينمي شخصيته أكثر. بناء شخصية الطفل منذ الطفولة المبكرة على أنواع متعددة من الذكاء أهمها الذكاء العاطفي يبني في الطفل شخصية قوية واثقة ليست هشة، للذكاء العاطفي فوائد و أهمية كبيرة منها:
1- زيادة مستوى الذكاء عند الطفل، الأطفال الذين يملكون ذكاء عاطفي يحصلون على علامات في مقياس الذكاء عالية.
2- سهولة تكوين العلاقات الاجتماعية و الصداقات، الأطفال الذين يملكون ذكاءً عاطفياً يسهل عليهم الكثير في حياتهم الاجتماعية، الزوجية و المهنية مستقبلاً بقدرتهم على فهم مشاعر الآخرين و التعامل معها.
3-تحقيق نجاحات كبيرة في مستقبلهم في مرحلة الشباب و سن البلوغ، حيث أن تنمية مهارات الذكاء العاطفي منذ الطفولة المبكرة يساعد الطفل على النجاح في المستقبل و الحصول على شهادات عليا.
4-الأطفال الذين يملكون ذكائاً عاطفياً أكثر صحةً و سعادة، حيث أنهم أقل عُرضة للمشاكل و الأمراض النفسية و العقلية.
5- سهولة حل المشكلات و تنمية المهارات الإدراكية عند الطفل.
6- الذكاء العاطفي يساعد الطفل على احترام مشاعره و مشاعر الآخرين بالتالي تقدير الذات و إعطاء مشاعر الآخرين قيمة ما يعزز من ثقة الطفل بنفسه أكثر.
أهمية الذكاء و غيره من أنواع الذكاء مهمة و لها فوائد كبيرة؛ لذلك من الضروري محاولة تعزيز مهارات الذكاء العاطفي عند الطفل منذ الصغر.
طرق لتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال
كما ذكرنا سابقاً لتنمية الذكاء العاطفي أهمية كبيرة على حياة الطفل و يساعد في تشكيل شخصيته بالمنحى الإيجابي؛ لذلك على الأهل محاولة تنمية الذكاء العاطفي عند طفلهم، هناك طرق متنوعة لتنمية الذكاء العاطفي منها :
1- مساعدة الطفل و إعطاءه المساحة الكافية للتعبير عن مشاعره.
2- احترام مشاعر الطفل و تقبلها و عدم إهمالها لأي سبب كان، بذلك نساعد الطفل على فهم الحياة العاطفية أكثر.
3- اللعب و الاحتكاك بالمجتمع و الأطفال الآخرين يساعد الطفل و يعلمه الكثير.
4- تعريف الطفل على المشاعر المختلفة و المواقف التي تظهر فيها هذه المشاعر و كيفية التعامل معها مما يساعده بمعرفة أن هذه المشاعر طبيعية.
5- مساعدة الطفل بجعله متحملاً لمسؤولية بعض الأمور التي يستطيع القيام بها.
6- عرض على الطفل بعض المشاعر الصعبة التي من الممكن أن نمر بها و بالمقابل كيفية السيطرة و التعامل مع هذه المشاعر، و أن نكون قدوة للعمل أمامه لأنه يقلد ما يراه في محيطه.
7- بإمكاننا قراءة بعض القصص للطفل التي تتضمن مشاعر مختلفة و نركز في قرائتنا على هذه المشاعر.
8- مساعدة الطفل في تفريغ مشاعره بالطريقة الصحيحة المليئة باللعب و المرح و الضحك بعيداً عن الكبت و الصراخ.
9- تدريب الطفل على تقمص شخصية الآخرين بمشاعرهم و إن كان الطفل مكان هذا الشخص ماذا سيشعر، و نعلمه أيضاً استراتيجات حل المشكلات.
10- تعليم الطفل باستخدام إشارة المرور، مثلاً في موقف معين تذكر متى تقف و متى تستعد للكلام و التعبير عن المشاعر و متى تنطلق بالقانون و بالطريقة الصحيحة.
هذه الطرق و غيرها تساعد الطفل في التدريب على احترام عواطف الآخرين و عاطفته بالتالي التعامل مع المواقف المختلفة بالذكاء العاطفي الذي ننميه عند طفلنا و نشجعه عليه دوماً.
لا تركزا في تربية أطفالكم على نوع واحد من أنواع الذكاء كالذكاء الأكاديمي إنما هناك أنواعٌ أخرى يحتاجها الطفل في حياته كالذكاء العاطفي، علموا طفلكم كيف يتعامل مع مشاعره و مشاعر الآخرين و يحترمها، و يتعامل مع الموقف و يحل المشكلة بالطريقة الصحيحة، فمعظم المشاكل التي نواجهها مع الآخرين يكون سببها أحياناً صعوبة في فهم مشاعرهم أو فهمها بطريقة خاطئة.
للمزيد سجلوا معنا.