يمر على حياة الإنسان أحداث مفاجأة، قد يمر على الطفل حوادث تجعله عُرضة لإصابات الدماغ، يكتسب الطفل اضطرابات سواء كانت في الحركة، النطق، اللغة و غيرهاز من ضمن هذه الاضطرابات الأفيزيا الكلامية (الحبسة الكلامية). سنتعرف في هذا المقال على الأفيزيا و ماهيتها، أسبابها و كيف تحدث.

ماهية الأفيزيا (الحبسة الكلامية)

نستغرب عند سماعنا عن الأفيزيا و ماهيتها، خاصةً عند الأطفال ربما سمعنا بها بين الكبار بالعمر لكن لم نسمع عنها كثيراً عند الأطفال، إذاً ما هي الأفيزيا ؟ الأفيزيا أو الحبسة الكلامية “هي اضطراب لغوي ينتج بسبب تعرض مناطق اللغة بالدماغ لخلل ما، لعدة أسباب منها التعرض لإصابات أو أمراض مختلفة تؤثر على الدماغ .” ما يؤدي لحدوث مشكلة في مناطق اللغة في الدماغ و خاصةً منطقتي بروكا (Broca’s area ) و  ويرنيكي (wernike’s ). ينتج عنها عدد من المشاكل في جوانب اللغة التعبيرية و الإستقبالية خاصةً و تترتب بعدة أنواع، بذلك نكون تعرفنا على ماهية الأفيزيا، لنلقي نظرة على أسبابها .

أسباب الأفيزيا

كما ذكرنا سابقاً فإن الأفيزيا ناتجة عن وجود خلل في مناطق اللغة في الدماغ نتيجة تعرض الدماغ لإصابة ما، و إصابات الدماغ و الإصابات العصبية تحدث لعدة أسباب تؤدي للأفيزيا منها :

١-الجلطات الدماغية التي يتعرض لها الأطفال.

٢-الحوادث البيئية و حوادث السير المؤدية لوجود خلل في منطقة الدماغ.

٣- الأورام الدماغية .

٤-التهابات في منطقة الدماغ .

٥-انتفاخ الرأس بسبب سائل الدماغ و الحبل الشوكي.

هناك عدد من الأسباب خاصةً التي تصيب منطقة الرأس و الدماغ و تؤثر على الأعصاب أو الشرايين المغذية لمناطق اللغة فتؤثر عليها و ينتج عنها أفيزيا .

أنواع الأفيزيا

هناك أنواع للأفيزيا بناءً على المنطقة المصابة في الدماغ، فمنها ما تكون الطلاقة الكلامية فيها جيدة ومنها ما تكون الطلاقة الكلامية سيئة، فالطلاقة الكلامية مثل:

١-أفيزيا ويرنيكي (Wernik’s) و يتميز هذا النوع بالطلاقة الكلامية، أي أن الشخص يتكلم كلام كثير لكنه كلام فارغ، غير مترابط، غير مناسب للموضوع، و فيه تكرار لبعض الكلمات و الضمائر، تتمركز المشكلة الرئيسية في الفهم و الإدراك السمعي للكلام، أي أنك مهما تحدثت معه لا يفهم محتوى كلامك. يواجه المصابون في ورنيكي أفيزيا أمراض نفسية، فهم غير مدركين لاخطاءهم اللغوية و يعتقدون أن ما يقولونه صحيح .

٢-بروكا (broca’s) أفيزيا، و تتمركز المشكلة في استخدام الكلمات على عكس الورنيكي أفيزيا، الطفل الذي تشكلت اللغة عنده يواجه صعوبة في استرجاع الكلمات، مثلاً يعرف الشيء لكن يواجه صعوبة في استرجاع اسمه، مع وجود مشكلة أقل بكثير من الورنيكي أفيزيا في الفهم الاستيعابي، يواجه بعض المصابين بالبروكا مشاكل نفسية وسلوكية، وغالباً ما يترافق معها مشاكل حركية كالشلل النصفي، كلامهم ناقص و جملهم قصيرة و معظمها تحتوي على كلمات محتوى و قلةً ما يكون بها كلمات وظيفية. مع إدراك الشخص المصاب بروكا لأخطاءه اللغوية. و محاولة إصلاحها قدر المستطاع .

هناك أنواع أخرى من الأفيزيا لكن أهمها النوعين المذكورين سابقاً، من هذه الأنواع؛ الأفيزيا أو الحبسة الكلامية منها(الحسية، الكلية، الحركية، النسيانية، التوصيلية، و المختلطة) لكن من هذه الأنواع طريقة في التعامل بناءً على الآثار المترتبة عليها.

آثار الأفيزيا على الشخص المصاب.

حسب نوع الأفيزيا فلها تأثيراتها المتنوعة المصاحبة لحياة الطفل أو الشخص المصاب و التي تغير الكثير من الأشياء في حياته من هذه الآثار:

١- مشاكل لغوية في الفهم و الاستيعاب.

٢- مشاكل في تسمية الأشياء المحيطة.

٣-مشاكل و أمراض نفسية .

٤-مشاكل سلوكية .

٥-الانعزال عن المجتمع.

٦-مشاكل حركية مصاحبة لبعض الأنواع و ذلك حسب المنطقة المصابة .

٧-صعوبات في القراءة و الكتابة. هذه الآثار مجتمعة تزرع طريقاً صعباً في طريق الطفل فيجب مراقبتها و العمل عليها .

علاج الأفيزيا (الحبسة الكلامية)

الأفيزيا هذه الحالة التي تؤثر على اللغة التعبيرية و الإستيعابية عند الشخص؛ لذلك فإن إختصاصي النطق و اللغة هو الذي يقوم بتشخيص وعلاج الأفيزيا ومساعدة الشخص في الجوانب اللغوية المتضررة، يقوم بتقديم جلسات علاجية يتم من خلالها علاج مشاكل اللغة المترافقة مع الأفيزيا، عند تعرض طفلك للأفيزيا عليك عرضه على أخصائي نطق و لغة للتشخيص، العلاج المبكر تكون نتائجه متقدمة أكثر.

الإصابات التي يتعرض لها الأطفال تؤثر عليهم في مختلف الجوانب الحياتية، من الضروري متابعتهم و العمل معهم على جوانب الضعف التي تشكلت، ساعد طفلك على هذا التغيير الذي حصل في حياته ليقاومه، في هذه الطريق الصعبة أنتم و العلاج المبكر نوراً لهم.

سجل معنا لنساعدك ونساعد طفلك .