أطفالنا الذين سلب منهم ضعف السمع سمعهم منذ الصغر و لم يتشكل عندهم ذاكرة سمعية بعد ، فمصطلحاتهم اللغوية لم تتشكل بعد ؛لذلك فإن السماعات الطبية وحدها تساعدهم على سماع الأصوات بشكلٍ واضح ،لكن ماذا عن اللغة ؟
إعادة التأهيل السمعي .
التأهيل السمعي بعد تركيب السماعات الطبية ، كوْن السماعات الطبية عند تركيبها كشيء جديد و جهاز على الأذن للمساعدة في سماع الأصوات بوضوح ؛ لذلك من الضروري عمل جلسات إعادة تأهيل سمعي للطفل ضعيف السمع،تتم جلسات إعادة التأهيل السمعي في البدايات من خلال مساعدة الطفل على تمييز الأصوات سماعياً ، من أصوات بيئية و ستكون مؤلوفة للطفل و التعرف عليها . مثل صوت العصافير ،صوت الشجر ،صوت الباب و الجرس…إلخ . كوْن الطفل يتعرف عليها سماعياً لأول مرة، كما ذكرنا أن السماعة الطبية تساعده على سماع الأصوات بوضوح ، لكن الطفل لا يملك ذاكرة سمعية تعرفه على ماهية الأصوات التي يسمعها . بعد تجاوز هذه المرحلة من التعرف على الأصوات البيئية و المحيطة نبدأ مرحلة التعرف على الأصوات الكلامية.
إعادة التأهيل السمعي النطقي.
نبدأ في هذه المرحلة بخطوة أكبر لنبني هرم اللغة عند الطفل، يتعرف الطفل على الأصوات الكلامية و يميزها سماعياً ، ليتعلم نطقها فيما بعد ، ثم يشرع في تعلم اللغة الاستقبالية ثم التعبيرية، فيتعلم عدد من المفردات الجديدة و المحيطة به من خلال سماعها ،لمسها و رؤيتها و التعامل معها ،لتتخزن في ذاكرته و نساعده على إنتاجها فيما بعد، نبدأ في المجموعات مثل مجموعة الخضروات و الفواكة ،الحيوانات،الأثاث، و غيرها ، فيما يخص الأصوات الكلامية فيتعرف عليها كما ذكرنا سماعياً في مواضع مختلفة و بإمكاننا الاستعانة بكلمة و جمل مختلفة . هذا فيما يخص الاستقبال و بناء ذاكرة سمعية تميز سماعياً ما تسمعه.
تعلم اللغة التعبيرية.
الطفل ضعيف السمع الذي يسمع الأصوات من خلال جهاز قوقعة أو سماعة طبية، كلها أجهزة مهما بلغت دقتها لا تجعله يسمع الأصوات كما يسمعها بشكلٍ طبيعي؛لذلك في البدية علينا التنويه لنقطة هامة و هي عدم زيادة مستوى التوقعات أعلى من المطلوب مع الطفل، تحقيقه ما يقارب ٩٠-٨٠٪ من نطق الكبار يكون رائعاً، قد نلاحظ بعض الأخطاء في نطقه للكلمات خاصة الأصوات عالية الترددات مثل صوت (س،ش..) و الأصوات المفخمة و المرققة مثل (ك،ق) بسبب سماعه لها بطريقة خاطئة فيحاول كيفما سمع يطبق، في الخطوات السابقة بدأنا بتعريف الطفل للغة بشكل استقبالي، و بنينا عنده محيط لغوي جيد، الآن سنساعد الطفل على نطق هذه الكلمات، أيضاً لا نتوقع من الطفل أن يكون مع أطفال جيله باللغة مع محاولتنا الكاملة بسد الفجوة الزمنية ما بين عمره الزمني و عمره اللغوي ، لأن تعلمه للغة و الأصوات البيئية سماعياً يأخذ وقتاً ، تعلم اللغة التعبيرية يتم من الأساسيات أيضاً ، نبدأ بتعليمه المجموعات كيف يسميها ، نعرض أمامه مجموعة الخضروات بعدما عرفناه عليها و نطلب منه تسميتها مثلاً ، بالنسبة للأصوات الكلامية أيضاً نبدأ بتعليمه نطقها أولاً على مستويات ( لوحدها،في مقطع،في كلمة،في جملة،في محادثة) ، لتسهل عليه إنتاج اللغة . بذلك نكون ساعدنا الطفل في تعلم اللغة و سماع الأصوات .
لماذا يحتاج الطفل إلى إعادة تأهيل سمعي نطقي؟
الطفل منذ تشكله جنيناً في رحم أمه ،في الأسبوع العشرين يبدأ الطفل بسماع الأصوات ثم تمييز صوت الأم عن الأب و تشكيل ذاكرة سمعية ، منذ لحظة ولادته يبدأ في عملية التواصل و يستمر بتخزين ما يسمعه أيضاً؛لذلك نوصي الأمهات بالقراءة لطفلهن و هو جنيناً في رحمهن ، أما الطفل ضعيف السمع -الذي وُلد و عنده ضعف سمع-لم تتشكل عنده الذاكرة سمعية و لم يخزن لغة ليتم إنتاجها و استخدامها في التواصل ،حتى أننا نلاحظ أنه يناغي في المرحلة العمرية الأولى بعدها يتوقف تماماً لأنه لم يسمع تفسه كتغذية راجعة لتشجعه على الاستمرار . بعد اكتشاف ضعف السمع و المهم جداً اكتشافه مبكراً لتتم عملية إعادة التأهيل مبكراً ، ثم تركيب السماعات الطبية المناسبة أو زراعة قوقعة حسب احتياج الطفل ، هذه الأجهزة وحدها تجعله مستقبلاً يسمع الأصوات فقط لكن لا يستطيع تمييزها و معرفة ماهية هذه الأصوات دون التأهيل السمعي ، و الذي من المهم أن يبدأ في عمر الستة شهور ،كلما كانت عملية إعادة التأهيل و اكتشاف ضعف السمع مبكرة كلما استفاد الطفل أكثر .
نوصي دائماً بالكشف المبكر عن أي شيء خاصةً ضعف السمع لنكسب المزيد من الوقت و نساعد طفلنا أكثر، ابدأوا من اللحظات الأولى من وجود المعين السمعي بجلسات إعادة التأهيل السمعي النطقي، لتساعدوا طفلكم و تخففوا عنه الكثير من المشقات و تجعلوه فعالاً ، و حتى يستفيد من المعين السمعي بشكل كامل .
سجلوا معنا لمساعدتكم .