الأبراكسيا الكلامية مشاكل نطقية عصبية

يمر أطفالنا في انتكاسات لغوية و نطقية مختلفة، منهم من يكون إنتاجه اللغوي أقل من عمره فيكون متأخر لغوياً و منهم من يكون لديه مشاكل نطقية في مخارج الأصوات المختلفة فينتجها بشكلٍ غير صحيح ما يؤثر على مفهومية كلامه. المشاكل اللغوية و النطقية كلاهما يتمثل في عدة صور، فمثلاً من المشاكل النطقية الأبراكسيا الكلامية التي سنتعرف عليها في هذه المقالة.

ما هي الأبراكسيا الكلامية؟

الأبراكسيا الكلامية هي اضطراب في الكلام و النطق ناتج عن وجود خلل في التسلسل العصبي الحركي الذي يأتي من الدماغ لأعضاء النطق، أي أن عضو النطق يكون سليم فسيولوجياً لكن المشكلة تكمن برمجة الأوامر من الدماغ لعضو النطق لإنتاج الأصوات المختلفة، بالتالي ينتج مشكلة في إخراج بعض المقاطع و الأصوات و الكلمات. و الجدير بالذكر أن الأبراكسيا الكلامية تختلف عن عسر التلفظ (dysarthria) في هذه النقطة المفصلية، حيث أن عسر التلفظ تكون المشكلة في العضلة نفسها المسؤولة عن إخراج المقاطع الصوتية، و مشكلة في التحكم في العضلات بشكل متكامل. و كلاهما تعتبران من المشاكل النطقية العصبية أي الناتجة عن وجود خلل في الجهاز العصبي أدى لحدوث المشكلة النطقية و هذا الخلل يحدث لأسباب مختلفة.

أعراض الأبراكسيا الكلامية

يصعب أحياناً التمييز بين مشاكل النطق المختلفة، هل هي مشكلة نطقية في بعض الأصوات و المقاطع أم أنها أبراكسيا كلامية، لكن هناك سمات و أعراض واضحة تدل على الأبراكسيا الكلامية تجعلنا نقطع الشك في اليقين من هذه الأعراض:
١-تتميز الأبراكسيا الكلامية في عدم ثبوتية الأخطاء النطقية فمن الممكن أن يخطئ الشخص في إنتاج صوت ال”س” مثلاً في كلمة معينة في مرة من المرات لكن المرة المقبلة ينتجها بطريقة صحيحة.
٢-يصعب فهم كلامه فتكون مفهومية الكلام عنده ضعيفة
٣-يصاحبها مشاكل بلع عند الأطفال.
٤-الأخطاء النطقية تشمل الإبدال و الحذف.
٥-قد يتأخر الأطفال في إنتاج الكلمة الأولى. هذه أهم الأعرض لكن النقطة المهمة هي عدم ثبات الخطأ النطقي فهذه علامة مميزة من علامات الأبراكسيا الكلامية.

أسباب الأبراكسيا الكلامية

الأبراكسيا الكلامية بشكلٍ عام قد تكون مكتسبة أو تطورية. تطورية يولد بها الطفل و تظهر عليه عندما يبدأ مرحلة الإنتاج اللغوي و قد يكون سببها وراثي، و مكتسبة بسبب تعرض الشخص أو الطفل لإصابة دماغية في منطقة اللغة و النطق أدت لحدوث الأبراكسيا، من أسباب الأبراكسيا الكلامية المكتسبة:
١-إصابات الدماغ المختلفة.
٣-صدمة أو ضربة على الرأس.
٤-التشنجات المختلفة.
٥-الإصابة بفايروس أو بكتيريا تؤثر على الدماغ.
و بالمجمل أي إصابة تؤثر على الدماغ و على منطقة الإنتاج اللغوي و النطقي بالتحديد المنطقة الحركية في الفص الأمامي من الدماغ.

علاج الأبراكسيا الكلامية

 تبدأ أهمية العلاج منذ لحظة الكشف المبكر عن وجود مشكلة، فالأبراكسيا الكلامية تحتاج لعلاج نطقي لغوي مكثف بحسب ما تشير إليه الدراسات أن الجلسات المكثفة لعلاج الأبراكسيا أفضل من الجلسات المتباعدة، يقوم أخصائي النطق و اللغة بالتركيز في الجلسات العلاجية على تحسين قدرة الطفل على التخطيط و التنسيق لإنتاج الأصوات المطلوبة، و التمارين النطقية لا تفيد في مثل حالات الأبراكسيا لأنه المشكلة لا تتمحور بالعضلة إنما في برمجة الدماغ، بالتالي استخدام الحواس المختلفة في تحسين إنتاج الصوت يعد نقطة مهمة لمساعدة الشخص أو الطفل. و سيرورة العلاج تتم بحسب البرتكول التقليدي فنبدأ بصوت ثم مقطع ثم كلمة من مقطع واحد ثم مقطعين ثم جملة ..إلخ.
من الضروري عند ملاحظة وجود أي مشكلة نطقية التوجه إلى أخصائي النطق و اللغة في أقرب فرصة حتى يساعد في عملية التقييم و التشخيص و العلاج فكلما كان العلاج في وقت مبكر كانت النتائج أفضل. لا تنسوا دوماً متابعة نطق أطفالكم و عدم الاستهانة بأي خلل أو خطأ في الإنتاج اللغوي والنطقي، راجعوا أخصائي النطق و اللغة و استمروا بمساعدة طفلكم في البيت.
و لمساعدتكم أكثر؛ سجلوا مع المستكشف الصغير.

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments