طفلي تجري في دمه الحركة، يقفز هنا و هناك من فرط حركته أكاد أجزم أنه سيصل عنان السماء، يسرق انتباهه أي تفصيل عابر مر قربه، يذهب نظره خلف هذا التفصيل متنقلاً بين كل الأشياء المحيطة. أنتِ يا ماما مثل الغيمة المصاحبة طفلك في قفزه هذا، أعلم أن داخلك أحياناً يشعر بالإحراجِ من المحيط، الجميع يشتكي من طفلك ” شو هاد ابنك ما بيقعد” أو ” بدك تيجي علينا أهلاً وسهلاً بس لو ما تجيبي ابنك الشقي” ، وهكذا تصفعكِ الكلمات، تجدين نفسك جالسةً في حيرة تفكرين ما هذا الشيء الخارق الذي لمس طفلك وجعله هكذا؟ لذلك سآخذكِ معي للدخول في هذه النجمة و التعرف إليها عن كثب.
ماهية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه
نهر جارٍ صابه اضطراب ما ونتج عنه العديد من الخصائص و الميزات، التي بنظر البعض نقمات. اضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه :” هو اضطراب يؤثر على قدرة الطفل على التحكم في الانتباه و السلوكيات بطريقة طبيعية و تكيفية ” وكما يظهر من العنوان “اضطراب فرط حركة و تشتت انتباه” له شقيْن، و هما عدم القدرة على الانتباه و التشتت و الشق الثاني هو زيادة الحركة و النشاط و الاندفاعية، إما أن يكون عند الطفل شق واحد مثلاً تشتت انتباه أو فرط حركة أي أنهما منفصلان عن بعضهما البعض، أو يكون الشقيْن مجتمعين عند الطفل؛ لذلك عند تقسيمها فإن الأطفال الذين لديهم تشتت انتباه تظهر لديهم :
١-قلة الانتباه.
٢-مشاكل في التركيز.
٣-كثرة التشتت بين الأشياء الموجودة.
٤-ضعف مهارات التنظيم.
٥- صعوبة إتمام نشاط كامل دون تشتت أو دون وجود مراقبة مع الطفل تؤكد عليه التركيز على النشاط.
أما عندما يكون عند الطفل فرط حركة فإنه سيكون :
١- منطلق دائماً.
٢- يقاطع كثيراً و يتكلم أكثر.
٣-يتصرف دون تفكير و بشكل مندفع .
فإذا اجتمع كلاهما في طفلٍ واحد فإن خصائص فرط الحركة و تشتت الانتباه تكون موجودة عند الطفل ويجمع ما ذُكر سابقاً من نقاط. كما أن الدراسات أثبتت أن نسبة إصابة الذكور في هذا الاضطراب أكثر من الإناث ، وهذه النسبة تعادل ٣:١.
متى يمكن الحكم على الطفل باضطراب الحركة و تشتت الانتباه؟
من الضروري جداً التنويه إلى نقطة غاية في الأهمية وهي: ليس كل طفل لديه حركة زائدة، أو طفل شقي، أو طفل يصنع الفوضى حيثما حلّ يعد طفل اضطراب حركة؛ لأن هذا الموضوع كما نلاحظ في الآونة الأخيرة أصبح “كالموضة ” ، لكن عزيزي الأب عزيزتي الأم لتشخيص الطفل في فرط الحركة و تشتت الانتباه هناك شروط:
أولاً: يجب أن تظهر الأعراض على الطفل على الأقل ستة شهور متواصلة، أي أن الطفل مثلاً لم يتعلم الشقاوة مدة شهر لمصاحبته طفل شقي، اذاً هو مصاب باضطراب الحركة.
ثانياً: هذه الأعراض تكون قد بدأت قبل عمر الاثنتا عشرة سنة .
ثالثاً:أن تكون هذه الأعراض ثابتة في المنزل و المدرسة، أي أن الطفل تظهر لديه هذه الأعراض في البيت نفسها في المدرسة أو أي مكان آخر.
الخصائص العقلية و اللغوي لأطفال فرط الحركة و تشتت الانتباه
أطفال فرط الحركة و تشتت الانتباه مستوى الذكاء لديهم يتراوح ما بين الطبيعي خاصة في الجانب الغير لفظي، و غير طبيعي إذا كان مصاحباً فرط الحركة و تشتت الانتباه التخلف العقلي مثلاً، من المعروف أيضاً أن هؤلاء الأطفال لديهم مشاكل في الانتباه و العمليات التنفيذية اللذان ينطويان تحت العمليات العقلية أو الإدراكية، و هذه الأشياء مجتمعة تؤثر على المهارات اللغوية، بالنسبة للخصائص اللغوية عند أطفال فرط الحركة و تشتت الانتباه، فإن لديهم مشاكل في إخراج الأصوات الكلامية بطريقة صحيحة، كما أن هناك صعوبة في تحليل المثيرات السمعية في الدماغ، بالاضافة إلى ضعف قدرتهم على استخدام و معرفة المصطلحات الجديدة، أو ربط الكلمات في بعضها، بالاضافة لضعف القدرة على فهم النكات أو اللغة المجازية أو فهم الاستهزاء و غيرها. استخدام اللغة في التفاعل الاجتماعي عند أطفال اضطراب الحركة فيه مشكلة واضحة، من خلال عدم معرفتهم كيفية البدء في محادثة و مقاطعتهم المستمرة، و الحفاظ على الموضوع. ويصاحبهم أيضاً مشاكل في القراءة واضحة، و هذا مجمل الخصائص العقلية و الإدراكية بالإضافة إلى الخصائص اللغوية.
علاج فرط الحركة و تشتت الانتباه
كثيراً ما نسمع أمهات الحركة الزائدة و تشتت الانتباه يبحثن عن الحل ” مشان الله طيب لاقولي حل لهالولد” و اكتشاف وجود مشكلة ومعرفتها مع التشخيص عند الشخص المخول بذلك، وغالباً هو فريق طبي كامل يتكون من ( طبيب أعصاب،طبيب أطفال، أخصائي نطق، تربية خاصة، أخصائي سلوك ..) و بتجميع الخصائص من كل مختص يخرج التشخيص، الذي يسوقنا إلى نقطة مهمة وهي نقطة العلاج، العلاج يشمل :
١- الأدوية : هذه الأدوية المنشطة أو المنبهة، تعزز الناقلات العصبية (المواد الكيميائية في الدماغ التي تساعد في نقل الأوامر الصبية المتمثلة بالسيال العصبي) فتؤدي إلى توازن النواقل العصبية وتحسن من العلامات و الأعراض. فيهدأ الطفل عند أخذها.
٢- العلاج السلوكي : من خلال تعديل السلوكيات المصاحبة لهذا الاضطراب
٣-الخدمات الاستشارية و التثقيفية
٤-النظام الغذائي و الطب البديل: بالابتعاد عن الأغذية معززة النشاط، واستخدام غذاء صحي متوازن و القيام في التمارين الرياضية بالإضافة لليوغا.
٥-العلاج الأسري: يكون في إعطاء الطفل المزيد من الاحتواء و الحب، وسماعه دوماً ومساعدته في مشكلته.
يمكن لهذا العلاج التخفيف من الأعراض المصاحبة لكن لا تعالجه بشكل قطعي ويبقى مع الشخص .
حلق مع طفلك المندفع في الهواء و اسحبه من وسط الهبات، احتويه و لا تتذمر مما يفعل من فوضى، أحياناً هذا الأمر ليس بيده، ساعده و خذ بيده إلى طريق العلاج الصحيح علَّه يخفف من الأعراض التي يواجهها، و تذكر أن لهذه المشكلة أيضاً حل فهي لن تنتهي في بكائك بسبب عدم قدرتك على السيطرة على طفلك و لا بعدم سيطرته على نفسه.
سجل معنا لعلاج طفلك