إعادة التأهيل الطريقُ إلى الشمس

 

نقابلُ غيمةً في حياتنا مزروعةً في سماء عالم كبير ، تأخذنا إلى أحضانها نحوَ طريقٍ جديد لمْ نكن نعلمه يومياً، نقفُ برهةً من الزمن نتساءل لماذا نحن هنا في هذا العالم ؟

تعريف إعادة التأهيل و التأهيل

عالمٌ جميلٌ يحتاجُ منا الكثيرَ من التحدي، الإرادة و المتابعة، عالمُ إعادةِ التأهيل و التأهيل.
إعادةُ التأهيلِ حسب منظمة الصحة العالمية: “هي عمليةٌ تضمُ مجموعةً من التدخلاتِ المُعدّة لغرضِ تحسين الأداء والحد من الإعاقة لدى الأفراد الذين يعانون منْ حالاتٍ صحيةٍ في تفاعلهم مع بيئتهم” . أمّا بالنسبةِ للتأهيل ” فهوَ عمليةٌ تضمُ مجموعةَ تدخلاتٍ لتحسين الأداء و الوظائف عند الأشخاص الذين وُلِدوا مع حالاتٍ صحيةٍ لمساعدتهم في التفاعلِ مع بيئتهم” . و هذا ما يتضحُ عند النظرِ إلى إعادةِ التأهيل فهذا يعني أنَّنا نحاول إعادة الوظيفة المفقودة نتيجة إصابة ما أو حادث إلى عملها أو الإبقاء على الوظائف الفعالة.

الفرق بين التأهيلِ و إعادة التأهيل

عمليةُ التأهيل كما أسلفنا سابقاً هي عمليةٌ مهمةٌ عندَ ولادةِ طفل يعاني من حالةٍ صحيةٍ ما ( كالشلل الدماغي، الإعاقة العقلية، ضعف السمع وغيرها من الحالات التي وُلد الطفل بها) في هذه الحالةِ متابعةُ الطفلِ منذُ الولادةِ و الكشفُ المبكر هما مفتاحان لطريقٍ نهايته نور، بمساعدةِ الطفل على إتمامِ حاجاته و إنخراطه في المجتمع.

أمّا إعادة التأهيل فهي طريقٌ جديدٌ فُتِحتْ مساعيه نتيجة التعرض لحادثٍ أو إصابةٍ أو حتى التقدم في العمر ما أدى إلى فَقْد وظيفة معينة، في هذه الحالةِ إنَّ هذه العمليةِ تتمُّ من خلالِ إستغلال مرونة الخلايا العصبية الأخرى في الدماغِ و تمرينها و تدريبها المستمر على تعويضِ الوظيفة التي فُقدت.

أهميةُ إعادة التأهيل و التأهيل 

هذه الغيمةُ الكبيرةُ التي لَبَّتْ نداءَنا فأخذتْنا إلى أحضانِها و رَبَتَتْ على أكتافنا، تُطمئنُنا أنَّ ما فقدناه لنْ يُفقدنا حياتنا، و وظائفنا المهمة في الحياةِ منها الإجتماعية و البيئية و أنْ نكونَ مستقلين بذواتنا، وهذا ما يسعى إليْه الإنسان الاستقلال. تنزلُ الصواعقُ على رأسِ الإنسان من الصدمةِ التي تلقَّاها جرّاء حادث أو إصابة أفقدته القدرة على الحركة مثلاً، و التغيرُ الجديد الذي دخل حياته جعلَ وضعه النفسي ينحدرُ للأسوأ، لكنْ من خلال عملية إعادة التأهيل إنَّ التدريبات المستمرة تساعدُ في إعادة الوظيفة أو إعطاء المصاب وسائل بديلة تمكّنه من ممارسةِ حياته بالشكلِ الطبيعي.

الترابط بين المناحي التطورية

عنْد التفكيرِ من ناحيةٍ أخرى هل التطورُ الحركي مثلاً له علاقة بالتطور اللغوي ؟ نستغربُ وهلةٍ منْ العلاقة ولكنَّها علاقةٌ قائمة حيث أنَّ التطور الحركي يجعلُ الطفلَ قادراً على التنقلِ و الانخراطِ ضمن مجموعة و يساعده على اللعب، و كما نعلمُ أنَّ اللعب مهمٌ للتطور اللغوي من خلاله يتعلمُ الطفل مهارات ما قبل اللغة المهمة لاكتساب اللغة، إذا لمْ يقمْ الطفل في هذه الأشياء و كانت أرضية التواصل الاجتماعيّ و اللعب لديه ضعيفة بالمقابل فإنَّ التطورُ اللغويّ سيكونُ ضعيفٌ أيضاً، بالتالي فإنَّ عملية التأهيل مهمة جداً للطفل لتمكّنه من السير على وتيرةٍ تطوريَّةٍ مناسبة. وحتى نمسك بشعاعِ الأمل الذي يغذي دماغَنا بفكرةٍ تجعلنا نرى طفلنا يسيرُ بمنحى مستقلٍ في حياته و أنْ لا نكونُ كظله دوماً.

ما التخصصات التي تشملها عملية إعادة التأهيل؟

هناك مجموعة من التخصصات المهمة في هذه العملية المتناغمة، النجومُ المنثورةُ في هذه السماء تشملُ؛ طبيب إعادة التأهيل وهو قائد المجموعة الذي يقومُ في إجراء و طلب الفحوصات اللازمة، و إعطاء الأدوية المناسبة، إجراء العمليات إنْ كان بحاجة و كل ما يخص المهنة الطبية، و بوجود المهن الطبية المساندة الأخرى و أهمها التمريض الذي يقومُ بمتابعة المريض، إعطاءه الدواء بناءً على الجرعات المطلوبة، تزويدُ باقي المهن بمهماتهم في هذه الحالة الصحية و المتابعة معهم ،و مساعدة المريض على القيام في مهماته اليومية( كالأكل،الشرب،إرتداء الملابس،استخدم الحمام) و توفير وضع مناسب للمريض، بالإضافة إلى إعطاء الأهل الإرشادات و المعلومات المهمة حول المريض، أمّا باقي النجوم هم؛ أخصائي النطق و السمع و البلع و الذي يقوم في تقييم  تشخيص و علاج المشاكل المترافقة المتعلقة في جوانب اللغة و النطق كذلك إنْ وُجِدَتْ مشكلة سمع و مشاكل البلع الناتجة عن الإصابة. العلاجُ الوظيفيّ و الذي يقومُ في العملِ على العضلاتِ الصغيرة في الجسم المهمة للقيام بالأنشطة الدقيقة و الحياتية، أمّا العلاج الفيزيائي المسؤول عن العضلاتِ الكبيرة في الجسم المهمة للمشي، الجلوس، الركض، السباحة وغيرها. الأخصائي النفسي الذي يتابعُ حالة المريض النفسية و التي كما أسلفنا أنَّ هناك مشكلة، تحدي، و تَغَيُر طرأ على حياة الشخص ما يجعله يعيشُ دوامة من الأفكارِ التي قد تكونُ سلبية بالتالي فهو بحاجة وجود أخصائي نفسي ،و غيرهم من التخصصات الأخرى (خبير إجتماعي، علاج وظيفي،مهندس أطراف صناعية وغيرهم).

 

بالإرادةِ و التصميم نصلُ إلى طريقِ الشمس، ومساعدةِ هذه الغيمة على حملنا نحوَ ما ظنناهُ مستحيلاً، لا تترددُ يومياً في الإنسجامِ في عمليةِ إعادة التأهيل إنْ كنت بحاجة لها، الدواء و العمليات الطبية ليستْ كفيلة دائماً بإتمامِ علاجك، ضعْ يدك بيدي و لنقمْ بالتدريبِ المستمر و المكثف لننشطَ خلايا دماغنا و نستغلها أحسنَ استغلال لتعوّضنا .

للمزيد سجلوا معنا 

 

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments