متلازمة أسبرجر أعراضها وعلاجها

عالم قوس قزح المليء في الألوان و الاختلافات، الذي يحتوي عدد من الأنواع، عالم التوحد المفعم في الاختلافات الجميلة البناءة في أنواعه المختلفة، و التي يندرج تحتها لون جميل نتتطرق له من خلال هذه المقالة وهو أسبرجر.

ما هي متلازمة أسبرجر Asperger؟


مظلة التوحد بأنواعها المتفاوتة و المختلفة، و أشكالها و صفاتها المتنوعة تتشكل ضمنها نوع ” أسبرجر”، قد يتساءل أو يلاحظ البعض وجود علامات ذكاء واضحة عند طفل أسبرجر، أو سمات مختلفة. متلازمة أسبرجر: “هي إضطراب نمائي يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة بسبب عوامل عصبية جينية، يصنف تحت مظلة التوحد حسب ال DSM-5، في هذا النوع من التوحد يكون عالي الأداء، كذلك فإن طفل متلازمة أسبرجر ناطق، معدل ذكائه متوسط أو أعلى من المتوسط، تكون لديه استقلالية ذاتية ، طفل أسبرجر يواجه صعوبة في التفاعل الاجتماعي، ذكي، نمطي، لا يستطيع التعبير عن ذاته و التكيف. ” هذه هي متلازمة أسبرجر و طفل أسبرجر الجميل.

أعراض متلازمة أسبرجر


أطفال أسبرجر تظهر عليهم عدد من الأعراض التي تميزهم عن أنواع التوحد الأخرى مثلاً من هذه الأعراض:
١- صعوبات تكوين صداقات: أطفال أسبرجر يواجهون مشاكل واضحة في التفاعل الاجتماعي، وكيفية بدء حوار و تكوين الصدقات، و التفاعل مع المحيطين و الأقران؛ لأنهم يفتقدون القدرة التكيفية مع المحيط.
٢-صعوبة عمل حوار: أطفال أسبرجر يعانون من مشاكل في اللغة الاجتماعية؛ لذلك من الصعب عليهم أن يبدؤون في محادثة أو حوار صغير مع الآخرين.
٣-صعوبة القدرة على التخيل و فهم الاتجاهات: فلا يستطيعون معرفة ما الخطوة التالية للأمور؛ لذلك يواجهون مشكلة واضحة في وجودهم في محيط مزدحم أو مثلاً قطع الشارع وغيرها، ولا يستطيعون التخيل وعليهم رؤية الشيء بأعينهم حتى يفهموا المقصود.
٤-يواجهون صعوبة في فهم الذي يفكر به الآخرون: طفل أسبرجر يواجه مشكلة واضحة في معرفة ما يفكر به الآخرون من مشاعر و أحاسيس أو حتى فكرة حول موضوع معين.
٥- القلق الاجتماعي: يواجه أطفال أسبرجر صعوبة في فهم و تفسير تعابير الوجه، فهم المشاعر، وردود الأفعال، ما يجعلهم يفضلون الإنطواء و عدم الإنخراط الاجتماعي قلقاً من هذه المشكلات.
٦-صعوبة التواصل البصري: وهي تقريباً نقطة مشتركة و واضحة عند معظم أنواع التوحد، لا يستطيعون التواصل بصرياً مع الشخص الذي أمامهم، و التواصل البصري أمر مهم في التفاعل الاجتماعي و مهارة من مهارات قبل اللغة المهمة.
٧-التركيز الشديد على إهتمامات محددة: يكون عندهم تركيز على شيء يحبوه و يفضلوه، مثلاً إذا كان طفل أسبرجر يحب القراءة فهو يعطي كامل تركيزه و يقضي وقتاً في عالم القراءة و يعطي جُل تركيزه فيها.
٨-العادات الروتينة: يميل أطفال أسبرجر للروتين فلا يستطيعون التكيف مع أي تغيير على حياتهم، ويقومون كل يوم بنفس الروتين، ترتيبهم كافة أمور حياتهم روتيني بشكل ملحوظ.
٩-اتباعه نمط معين في كل شي: أطفال أسبرجر مثلاً عند ترتيبهم أغراضهم مثلاً يرتبوها في نمط معين إذا تغير يشعرون أن زلزالاً أصاب الكوكب، مثلاً يرتبون الكتب حسب الترتيب الأبجدي بطريقة معينة، مثلاً يصنفون الأشياء حسب ألوانها. ويتبعون أنماط معينة في حياتهم.
١٠-اهتمامهم في التفاصيل الصغيرة و عمل تكبير و تحليل في دماغهم بصورة خاصة للأشياء: يركزون على أصغر التفاصيل ، مثلاً قد نرى نحن دودة على الأرض نتركها و نذهب بينما أسبرجر يغمد نظره كامل فيها مدة من الوقت، ربما يصل في تحليلاته لأصغر عضو في جسم هذه الدودة.

هذه مجموعة من الأعراض التي تميز أسبرجر و تكون واضحة عندهم.

الفرق بين أسبرجر و التوحد 

نتساءل :”لماذا وضعنا متلازمة أسبرجر وحدها كونها جزء من التوحد مثلاً؟” فعلياً لنجيب على هذا السؤال علينا التنويه إلى بعض النقاط، حسب ال DSM-4 كان هناك تصنيف لما يسمى الاضطرابات النمائية التطورية و التي تضم التوحد بعينه، متلازمة ريت، متلازمة أسبرجر، الاضطرابات النمائية التطورية الغير محددة، ومشاكل التواصل الاجتماعي. حتى أجريت بعض التعديلات و الدراسات و وجد تقسيم جديد حسب ال DSM-5، و الذي يشمل فقد التوحد، أسبرجر، و الاضطرابات النمائية التطورية غير المحددة، وتم تضمينها كلها تحت مظلة واحدة تدعى مظلة التوحد ASD أو فيما يسمى طيف التوحد، أي أن كل لون في هذا الطيف لديه ميزاته المختلفة عن اللون الآخر، فالتوحد له أنواع مختلفة و سمات منها ما هو مشترك ومنها ما هو غير مشترك مع أسبرجر ، من السمات المشتركة ضعف التواصل البصري و الاجتماعي و سوء استخدام اللغة الجسدية وفهمها، لكن التوحد قد يكون غير ناطق و يواجه صعوبات لغوية، كلاهما مثلاً لا يستطيع فهم الإطراء و النكات، لكن الأعراض المذكورة سابقاً هي علامات مميزة لمتلازمة أسبرجر، و ما ذكرناه في إحدى مقالاتنا هي علامات مميزة للتوحد.
هذه بعض المميزات فيما يخص كلاهما .

علاج متلازمة أسبرجر 


ذكرنا في البدايات أنها اضطراب نمائي تطوري، وهي متلازمة بالتالي ليس هناك علاج بالشكل الكامل لها يعيد الشخص طبيعياً، هذا الشخص وُلِد بها و نمت معه؛ لذلك هناك بعض الطرق التي تساعد طفل أسبرجر على التكيف مع هذه الحياة في وجود هذه الاختلافات، يحتاج طفل أسبرجر إلى:
١-علاج سلوكي تكيفي و معرفي.
٢-علاج النطق و اللغة الذي يساعد الطفل في التفاعل الاجتماعي و استخدام اللغة إلى جانب التفاعل الاجتماعي بطريقة صحيحة ، التواصل البصري و فهم تعابير الوجه و اللغة غير المنطوقة.
٣-استخدام أسلوب التحليل التطبيقي.
٤- بعض الأدوية التي تساعد في التغلب على الاكتئاب و الاضطرابات النفسية إن وُجدت.

كما نقول دوماً العلاج ليس بدواء سحري ولا عشبة العلاج. إنما في الحب و التقبل، و المساعدة على إتمام العلاجات المطلوبة لمساعدة الطفل.

طفلك يا ماما و يا بابا بحاجتكما في حياته، وأنتم محط أمان و قرب له، تساعدوه في التكيف و السيطرة على هذه المشاكل، كونوا  بالقرب منه احتضنوا اختلافه بكل وُدٍ وحب ،كونوا فخورين فيه دوماً .

سجلوا معنا للإستفادة من المزيد.

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments