نلاحظ منذ نعومة أظافر أطفالنا سيلان اللعاب من الفم لديهم، بعض الأهل يصيبهم يقلقون معتقدين أن سيلان اللعاب غير طبيعي، ويبدون إزعاجهم  كوْنهم يروْن اللعاب على الملابس على الأرض أحياناً أو حتى على ملابسهم، من خلال هذه المقالة نفهم مع بعضنا البعض كيف يحدث سيلان اللعاب ولماذا هو مهم و متى يكون غير طبيعي ؟

اللعاب و دوره 

البشر جميعاً يفرزون اللعاب بكميات معينة، يتراوح إفرازنا للعاب بشكل يومي من نصف لتر إلى لتر و نصف، و ذلك يتم من خلال وجود غدد لعابية في الفم بمواقع مختلفة تقوم بإفراز اللعاب، كوْنه مهم في عدد من الجوانب منها:

١- ترطيب الفم

٢- القضاء على البكتيريا الضارة حماية الفم و الأسنان.

٣-يلعب دوراً كبيراً في عملية البلع، من تشكيل اللقمة و جعلها رطبة و تسهيل عملية سيرها .

٤- يساهم في عملية الهضم لاحتوائه على أنزيمات مهمة في هضم بعض المواد و تحليلها لجزيئتها كالنشويات.

٥- يحمي الأسنان و يمنعها من التآكل.

٦-يحمي اللثة من الالتهابات.

كلنا نفرز اللعاب نظراً لأهميته المذكورة في الأعلى لكن في بعض الحالات يكون هذا الإفراز غير طبيعي للعاب مما يؤدي لحدوث سيلان .

التطور الطبيعي لإفراز اللعاب و سيلانه.

الطفل في مراحل حياته المبكرة، تكون عضلاته و قدرته على التحكم فيها و في جسمه ضعفية، كوْن سير جسمنا في طريقه للنمو وفق تناغم متقن و رائع، من الطبيعي أن تزيد نسبة سيلان اللعاب في حالات التسنين، الحبو على الأرض كوْن وضعية جسم الطفل تساعد على سحب اللعاب بإتجاه الجاذبية، فعلياً الأطفال ينتجون القليل من اللعاب قبل عمر الثلاثة شهور؛ لأنهم لا يحتاجونه كثيراً في هذه المرحلة العمرية، بينما في الأعمار المتقدمة عندما يبدأ الطفل بعملية الطعام خاصة الصلب، يحتاجها بكل تأكيد ويزيد استخدامه لها وذلك تقريباً في عمر ٤-٦ شهور، في عمر الستة شهور يستطيع الطفل التحكم بسيلان اللعاب، لكن إذا تعرض لوضعيات بإتجاه الجاذبية مثلاً من الممكن أن تساعد في السيلان، في عمر التسعة شهور أيضاً يستطيعون التحكم في السيلان كون المهارات العضلية الغليظة تبدأ في هذه المرحلة بشكل واضح، ما لم يكونوا في مرحلة تسنين، في عمر السنة و ثلاث شهور من الممكن أن يزيد سيلان اللعاب كوْن الأطفال يركزون أكثر على المهارات العضلية الدقيقة، كلما كان الطفل في مرحلة تركيز على المهارات العضلية الدقيقة يكون سيلان اللعاب عندهم بنسبة أكبر، عند وصولهم لعمر السنتين من المتوقع أن يقل سيلان اللعاب بنسبة كبيرة أو يختفي، فيما بعد عمر الثلاث إلى أربع سنوات من غير الطبيعي أن يكون عند الطفل سيلان في اللعاب. هذا فيما يخص تطور إفراز اللعاب وسيلانه في المراحلة العمرية المختلفة.

المشاكل المترتبة على اللعاب

سيلان اللعاب الغير طبيعي في مراحل حياة الطفل من شأنه أن يؤدي إلى عدد من المشاكل منها :

١-مشاكل في البلع و صعوبة تشكيل اللقمة و خروجها من الفم أو خروج بقاياها.

٢-مشاكل إجتماعية ونفسية، كثرة سيلان اللعاب تسبب الاحراج للطفل و يخجل أن يتكلم، أو أن يظهر بالمجتمع خوفاً من سيلان اللعاب على ملابسه و على الأجسام .

٣- مشاكل في منطقة الفم و الأسنان.

٤- صعوبات في نطق بعض الأصوات.

هذه النتائج و غيرها تتشكل بفعل الأسباب التي أدت إلى سيلان اللعاب .

أسباب سيلان اللعاب

أسباب سيلان اللعاب الغير طبيعي كثيرة، تتنوع ما بين مشاكل عضوية، تنفسية، أمراض و غيرها، من هذه الأسباب :

١-ضعف في عضلات الوجه و الفك و الفم ما يؤدي لعدم وجود قدرة كافية على السيطرة على اللعاب وبلعه.

٢-ضعف القدرة على التنفس من الأنف بسبب تضخم اللحمية مثلاً أو بسبب حساسية أو الجيوب .

٣- عدم القدرة على إحساس و إدراك سيلان اللعاب بسبب مشاكل حسية، و قد نجد ذلك عند أطفال الشلل الدماغي و التخلف العقلي .

٤- الوجود بوضعيات تساعد الجاذبية على سحب اللعاب و التركيز بالألعاب و المهارات الدقيقة، بعض الأطفال يعانون من إنحناء الأكتاف و الظهر و الجسم  إلى الأمام مما يساهم في عملية السيلان .

5-مشاكل الفم التركيبية، بعض الأطفال يكون عندهم سوء إطباق في الأسنان ما يؤدي لعد إطباق الشفاه. التهابات  الأسنان من الممكن أن تزيد السيلان .

6- بعض الأدوية تزيد من إفراز اللعاب، خاصة الأدوية التي تعمل على إسترخاء العضلات.

7- بعض الاضطرابات و الأمراض  يتواجد عندهم سيلان اللعاب مثل : الشلل الدماغي، التخلف العقلي، مشاكل في الجهاز الهضمي كالالتهاب المريئي، وغيرها .
إذا تمكنا من إيجاد و معرفة السبب و السيطرة عليه هذا من شأنه أن يساعد في العلاج.

علاج سيلان اللعاب 

ننظر في البداية إلى المسبب، فإذا كان التهاباً، أو مشكلة طبية تستدعي تدخل طبي علينا مراجعة الطبيب، يجب التوجه إلى أخصائي النطق و اللغة و البلع الذي يقوم بعمل التقييمات المناسبة و التمارين المناسبة لعضلات الوجه و الفك  و الفم، وهذا ضمن نطاق عمل أخصائي النطق و اللغة و البلع، حيث يقوم بإعطاء بعض التوصيات أيضاً للأهل بعمل بعض التمارين مثل النفخ على الشمعة، نفخ بالون، عمل تمارين معينة، إنتاج المقاطع الصوتية ( ا و ي ) بأطول فترة و غيرها. علينا أن لا نهمل مشكلة سيلان اللعاب و التوجه للشخص المناسب في أقرب وقت .

 سيلان اللعاب ليس أمراً سهلاً على الطفل و على الأهل؛ لذلك مهم جداً مراقبة تطور الطفل مع أخذ بعين الاعتبار أي نقطة غير طبيعية عند الطفل و التوجه به للمكان المناسب، لا تفكر يوماً ما أن مشكلة سيلان اللعاب تحل وحدها أو عندما يكبر الطفل، قدم له العلاج المناسب و لا تهمل المشكلة حتى لا تتفاقم .

لمساعدتكم في المزيد سجلوا معنا .