هل طفلي مصاب بالتوحد بسبب الأجهزة الالكترونية؟

كثيراً ما نسمع الأهل أو المحيط يعتقدون أن الأجهزة الالكترونية تسبب توحد، ونسمع أحدهم يقول للأم : “ما تتركي ابنك على هالتلفون هيو صار طفل توحد من هالتلفون” ، و أصبحت هذه الفكرة سائدة أن الأجهزة الالكترونية تسبب التوحد، دعونا في هذا المقال نتعرف أكثر هل الأجهزة الالكترونية  تسبب توحد؟ أم أن الأجهزة الالكترونية بريئة وليس هناك علاقة بين التوحد و الأجهزة الالكترونية؟

 

الرابط بين الأجهزة الإلكترنية و التوحد

أصبح أطفالنا في الآونة الأخيرة لا يتركون الأجهزة الالكترونية من أيديهم،  طالما أن الطفل جالس هادئ و دون أن يشغل الأهل فيستمرون في تعريض الطفل للأجهزة الالكترونية، ثم يبدأ الأهل باكتشاف مشاكل مختلفة تظهر على طفلهم، و تخرج بعض الغمغمات من المحيط “شوفي ابنك ليكون معه توحد”، وهنا تشرع الصراعات تغتال دماغ الأهل، لكن لا داعي للقلق من أن طفلك أصبح طفل توحدي، فالأجهزة الالكترونية لا ينتج عنها توحد ، الذي يحصل فعلياً أن هناك مظاهر تظهر على سلوك الطفل تشبه سلوكيات و مظاهر التوحد و هذا هو الرابط بينهما، الأجهزة الالكترونية لها مخاطرها و تأثيراتها و نواتج الغرق في بحر إدمانها، و التوحد عالم ملون بحد ذاته له خصائصه الفاصلة القاطعة فهو (اضطراب نمائي ينتج عنه مشاكل في التفاعل الاجتماعي و التواصل ) .

العلامات المشتركة بين التوحد و إدمان الأجهزة الالكترونية

قضاء الطفل وقت طويل على الأجهزة الالكترونية و التلفاز، يجعله يفقد مهارات مهمة للتعلم الطفل لا يخوض التجارب و لا يكتشف الأشياء المحيطة المهمة ، بجلوس الطفل أمام الأجهزة الذكية يجعله أكثر عرضة لموجات “المايكرويڤ Microwave” أثبتت الدراسات أن هذه الموجات لها تأثير على دماغ الطفل عندما يتعرض لها بنسبة كبيرة ، فدماغه الصغير القابل للتعلم له قدرة على امتصاص هذه الموجات الخارجة من الأجهزة الالكترونية و التي لها تأثيرات جمة على تركيبة الدماغ نفسها وعلى الخلايا العصبية ما يؤثر على وظائفها أيضاً و يحد من عملها؛ لذلك إهمال الأهل الطفل و قضاءه وقت طويل على الأجهزة الالكترونية يؤثر بشكل مباشر على دماغه المسؤول عن عدد من الوظائف التي تتأثر أيضاً في حالات اضطراب التوحد . الأعراض المشتركة بين إدمان الأجهزة الالكترونية و التوحد هناك عدد من الأعراض و الخصائص المشتركة الظاهرة للعيان، والتي تجعل الأهل و المحيط يشك و يخلط بين كلاهما، يتأثر عند أطفال التوحد التواصل سواء اللفظي أو الغير لفظي و التفاعل الاجتماعي، ويكون لديهم ضعف تواصل بصري، زيادة أو نقصان في الأحاسيس، ضعف باللغة و الكلام أو لا يستخدمون اللغة، من الممكن أن تنادي على طفل التوحد ولا يستجيب لندائك. و هذه جوانب مشتركة مع إدمان الأجهزة الالكترونية والتي تؤفر على الدماغ ولا تعمل على تحريك وظائف الإ نسان، وقلة تعرض الطفل للمثيرات المحيطة و الحسية خاصة في عمر مبكر يجعل تركيزه أقل فتنادي عليه ولا يرد، ليس لأن لديه ضعف سمع اذا كان سمعه سليم، إنما دماغه لم يتعرف على آلية استقبال المثيرات، ويتأخر في إستجاباته، تعرضه للمثيرات الحسية خاصة من ألعاب و غيرها يكون أقل، و قلة اللعب تجعله لا يعرف مهارات تبادل الأدوار، و التواصل المشترك، اللعب الرمزي وكلها مهمة في العمليات التعليمية وفي تعلم اللغة، فقد يكون لدى الطفل تأخر واضح باللغة وكل هذه الأمور مجتمعة تزيد من شك الأهل علينا الانتباه لها و الحد منها .

تشخيص التوحد 

كثير من الحالات تراجع العيادات و المراكز ظناً أن حالة طفلهم توحد، فعلياً يقوم طبيب الأعصاب و فريق طبي كامل يشمل مختلف التخصصات كلٌ يبدي خصائص ومظاهر خاصةً بمهنته بتشخيص طفل التوحد ،و التشخيص ليس بهذه السهولة، تشخيص التوحد يحتاج وقت، أما إذا ظهرت على الطفل علامات و أعراض شبيهة بالتوحد لا يعني أنه طفل توحد فعلاً، لكنها بعض السلوكيات و المظاهر يقوم بها الأهل و الأطفال علينا تعديلها لمنع تفاقم مشاكل على الطفل بإمكاننا تجنبها .

توصيات مهمة للأهل

نقدم لكم بعض التوصيات لتجنب ظهور علامات مشابهة للتوحد على طفلك :

١- منع الطفل من استخدام الأجهزة الالكترونية و إعطاءه الفرصة للاستكشاف و التعلم.

٢- يمنع الأهل من إعطاء أو عرض الأجهزة الالكترونية على أطفالهم في عمر الأشهر.

٣- إعطاء و عرض الطفل على الألعاب المختلفة المهمة لتشكيل جوانب مختلفة من المهارات المهمة لتطور الطفل ( كاللعب الرمزي،التواصل المشترك، التواصل البصري …)

٤-قضاء وقت أطول مع الطفل بدلاً من استخدام الأجهزة الالكترونية و مساعدته في مختلف الجوانب الحياتية و النفسية و مساعدته على التعلم و تنشيط الدماغ .

أطفالنا بدأوا مراحل حياتهم و لديهم نشاط كبير في الدماغ و في الخلايا العصبية، استغلال هذا التطور و النشاط للدماغ و الخلايا العصبية في عملية التطور، والتعلم، والاستكشاف أمر غاية في الأهمية يختصر علينا عدد من الجوانب كالتأخر اللغوي و الأكاديمي وقلة الانتباه وغيرها، اجعل بيئة طفلك بيئة آمنة خالية من الملوثات الالكترونية.

لمساعدتك على المزيد سجل معنا الآن و ساعد طفلك

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments