أطفالنا عندما يرون شعاع النور في هذه الحياة يكونون كالصفحة البيضاء، لا يشوه عقولهم شيء و يحملون أسمى معاني البراءة و الطهر، الأهل يتحملون المسؤولية في تعليم أطفالهم و غرس الأفكار السليمة في عقولهم لبقاء هذه الصفحة بيضاء، لوجود طفل فعال في المجتمع منتج تاركاً آثاراً إيجابية فعالة فيه. و تعتبر الثقافة الدينية من أهم الثقافات التي يتوجب على الأهل تعليمها بحذافيرها للطفل، حتى يسوقوه نحو طريق الهدى و النور و لا يقع في طريق الباطل و الطريق السيء في هذه الحياة، يتسائل الأهل حول كيفية تعليم الأمور الدينية و من أين نبدأ، هذه المقالة تساعدكم في تعليم الثقافة الدينية لأطفالكم.
الثقافة الدينية المطلوبة للأطفال
الثقافة الدينية المهمة و المطلوبة للطفل تجيب عن الكثير من أسئلته أهمها، الخالق الذي خلق هذا الكون باستشعار عظيم نعمه وعجائب قدراته و إبداعه في خلقه، و اتصافه سبحانه بصفات الكمال، و نغرس به العقيدة السليمة الصحيحة و المعاني الإيمانية العميقة بما يتناسب مع عمره و عقله الصغير، معرفة الطفل بالفعل السليم و الفعل الخاطيء بما يتناسب مع الثقافة الدينية و الأسباب التي تمنع أشياء و تبيح أشياء و الحكمة خلفها، يعرف الطفل أيضاً أن نبيه و رسوله محمد (صلى الله عليه و سلم) يفهم سيرته وسيرة الصحابة و قصصهم لأخذ العبرة و العظة في هذه الحياة، البدء مع الطفل في سماع كتاب الله ثم قرائته و فهم معانيه، ليست مجرد قراءة و حسب. و ننوه إلى أن أمر تعليم الثقافة الدينية للأطفال قد يكون صعباً قليلاً على الآباء كونهم سيبتكرون طرقاً لتعليم طفلهم الثقافة الدينية بطريقة بسيطة.
أهمية غرس الثقافة الدينية في عقول الأطفال
مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يتعلم بها الفرد الكثير من الأشياء و تساهم في تشكيل شخصية الطفل و ترك آثاراً كبيرة يمشي عليها في مستقبله؛ لذلك من المهم أيضاً تعليم الطفل الثقافة الدينية منذ الطفولة المبكرة له أهمية كبيرة تتشكل بِ:
1- مرحلة الطفولة تعتبر مرحلة صفو فكر و استيعاب تام للمعلومات، و خلو القلب من التشوهات و العقل أيضاً ما يسنح الفرصة لزرع الخصال و حفرها في الطفل؛ لتكون حياته سليمة.
2- الطفل ذكي و يفهم و يستوعب دوماً من خلال طرحه للأسئلة المختلفة التي ترغمه على تتبع الإجابة و معرفة السبب؛ لذلك من المهم إجابة الطفل دوماً بما يتناسب منطقه و عدم تجاهله بالقول “بس تكبر بتفهم”
3- الثقافة الدينية و الأمور الدينية هي طريق مستقيم في الحياة إن اتبعها الطفل في حياته المستقبلية يسعد و يعرف كيف يتعامل مع الأمور.
4- غرس القيم الصحيحة في عقل الطفل منذ الطفولة المبكرة من شأنه أن يساعد الطفل في ظل هذا العالم المليء بالأشياء الجديدة و الاختلافات و العولمة.
و المزيد من الأمور المهمة التي تتشكل في حياة الطفل، جميعها تصب في مصب واحد و هو جعل حياة الشخص أفضل.
وسائل و طرق تساعدك في تعليم طفلك الثقافة الدينية
تعليم معلومة دينية لشخص بالغ كبير تختلف بكل تأكيد عن تعليم طفل معلومة دينية، تختلف بالأساليب و الطرق حتى تصل الفكرة بالشكل السليم و يستفيد الطفل و تحفر المعلومة في دماغه، البدء مع الطفل و هو جنيناً في رحم الأمور بسماعه لآيات القرآن الكريم، و بعد ولادته فهو يتعلم بالتقليد و سماع الأمور التي تحفر في دماغه، فقراءة القرآن و الحلقات الدينية حول الطفل تساعده على تخزين الأمور الدينية، كما أن القراءة مهمة جداً للطفل فاختيار الكتب المناسبة الملائمة لعمر الطفل التي تتحدث عن قصص الأنبياء بصورة مبسطة، هناك أيضاً أشرطة مسجلة خاصة بالأطفال و تعليمهم الأمور الدينية بإمكاننا مشاركتها مع الطفل و متابعتها معه و التأكيد عليها بتفهيمها للطفل، الألوان و الألعاب الجذابة التي تتضمن مسابقات و أمور دينية، بالإضافة لأغاني الأطفال سهلة الحفظ التي تروي قصص و تفسيرات للقرآن، من الممكن أيضاً عمل مسابقة بين الأبناء في حفظ سور قصيرة من القرآن و التدرج معهم، و عندما يصبح الطفل قارئاً تخصيص مكتبة له تتضمن قصصاً دينية بسيطة لعمره، قضاء فقرة دينية مع الطفل في نهاية الأسبوع مثلاً و تعليمه الأمور الدينية بالفعل و التقليد، كون الأهل هم قدوة الطفل الأولى، فإذا أردنا تعليمه فضل الصدقة نبدأ معه من تلقين و فيديوهات و قصص و ألعاب و غيرها، ثم ننطلق للتنفيذ العملي من الممكن أخذه معنا عندما نتصدق و في المرة المقبلة نجعله يجمع صدقته حتى لو كانت شيئاً زاهداً بسيطاً.
تربية الطفل ليست رحلة سهلة، علينا أن نكون دقيقين و حذرين في هذه الرحلة و لا نجعلها تمر و نحن لم ننجز في أطفالنا الكثير من الأمور المهمة لطفلنا. كما نعلمه و نربيه على الثقافات المختلفة نجعل الثقافة الدينية من الأولويات التي تساعد الطفل في السير نحو طريق مستقيمة يميز فيها الحق من الباطل.
للمزيد سجلوا مع المستكشف.
