القراءة كوكبٌ ينير مستقبل أطفالنا منذ نعومة أظافرهم

 

القراءة مجلس جميل للروح قبل الفكر و العقل، تتجلى فيها كل المعاني من ثقافة و توسع فكري و معرفي و غيرها، قد نعتقد أن القراءة تقتصر على الكبار و لا يستطيع الصغار القراءة، لكن حتى الجنين بإمكانه سماعك و أنت تقرأ؛ لذلك القراءة للطفل كوكبٌ علينا الغوص في تفاصيله، هذه المقالة تعطينا نبذة عن أهمية القراءة للطفل و الكتب المناسبة له.

أهمية القراءة


القراءة كوكبٌ في هذا العالم يشع بالطاقة التي تبني الدماغ لبنةً لَبِنة، و تغذيه لينمو نمواً سليماً طويلاً، القراءة للطفل منذ تكونه جنيناً في رحم الأم فهو يبدأ بسماع الأصوات و تمييز صوت أمه في الأسبوع العشرين من الحمل، البدء في القراءة للطفل تساعده على بناء ذاكرة سمعية جيدة، و بناء حصيلة لغوية وذاكرة لغوية تفيده في تطوره فيما بعد، تعويد الطفل على القراءة و سماع صوت الشخص القارئ يجعل منه طفلاً هادئاً بوتيرة أعصاب متطورة، في بعض الأحيان عند ولادة الطفل إذا كان منزعجاً و قرأتي له كتاباً كنتِ تقرأينه له و أنتِ حاملاً به قد يهدأ على الفور. أما بعد ولادة الطفل فإن المرحل الأولى من حياته تتشكل فيها أعصابه و تنمو و تطور بشكلٍ كبير و متسارع؛ لذلك تنشيط و تشجيع هذه الأعصاب على النمو من خلال القراءة أمرٌ ضروري، تعد القراءة عاملاً مهماً في تطور الطفل اللغوي أيضاً و تطور مهارات ما قبل اللغة عند الطفل من التواصل المشترك، و التواصل البصري، و فهم السبب و النتيجة و غيرها، و يساعد الطفل على فهم طريقة تشكيل الحروف مع بعضها البعض و ربطها ما يساعد في تطوره الأكاديمي على المدى البعيد، أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يقرأون تقل نسبة إصابتهم في الزهايمر أو فقدان الذاكرة، فالقراءة تساهم في تعزيز و بناء الذاكرة. القراءة كوكب معلق في عالمنا علينا قطف ثماره و جنيها نحن و أطفالنا لنستفيد كامل الاستفادة منها.

كيف أختار الكتب المناسبة لطفلي؟


تحتار بعض الأمهات في اختيار الكتب المناسبة لطفلها الرضيع أو جنينيها، كوْنه صغيراً و في بدايات اكتشافه الحياة، لكن عند اختيارنا الكتب المناسبة للطفل علينا أن نراعي أهم النقاط التي يتطور بها الطفل في هذه المرحلة العمرية، مثلاً في المرحلة العمرية الأولى وفي الشهور الأولى من حياة الطفل نختار الكتب ذات اللونين الأبيض و الأسود، وعدد قليل من الكلمات، فيها تسلسل أحداث واضح؛ لأن الطفل في هذا العمر يميز اللونين الأبيض و الأسود، نجعله يرى ما في صور نصفها له و بإمكاننا روي القصة بطريقة محببة أكثر بالغناء، ثم نتطور أكثر في الأشهر المتقدمة باستخدام كتب و قصص ذات طابع ملون و فيها كلمات أكثر، نفضل أن تحتوي على أجسام ذات ملمس مختلف، بعض الكتب يصورون مثلاً الأرنب بملمسه، فنمسك بيد الطفل و نجعله يتبع على الصور بوضع اصبعه و لمس المجسمات الموجودة داخل القصة، لمساعدته على التعرف على ملمس الأشياء و تعزيز حاسة اللمس عنده، ثم نختار القصص التي تناسب تطور الطفل لغوياً في المراحل المتقدمة فنختار قصص أكثر ألواناً وكلمات، فتح صفحة أو باب من صفحة يؤدي لاكمال الصفحة فيربط الطفل ما بين السبب و النتيجة، كلما تطور الطفل أكثر نطور باختيارنا للقصص أكثر. القراءة قبل النوم للطفل وجعله يختار القصة بنفسه أمر غاية في الأهمية، يساعدنا في معرفة ماذا يريد الطفل وما هي مشاعره و غيرها.

كيف أجعل طفلي يحب القراءة؟


تعاني الكثير من الأمهات عند القراءة لأطفالهن أو إذا قررن أن يساعدن الطفل على حب القراءة في مراحل متقدمة من عمره، لكن يا ماما إليكِ بعض النصائح لمساعدتك في جعل طفلك يحب القراءة:
١-اتركِ طفلك في المراحل العمرية الأولى يلمس الكتاب و يقلبه و يتحرك ويبدي ردات فعل عما تقرأينه له، حتى لو كان هذا الأمر يزعجك فهو يعبر عن سعادته بما تقرأينه له.
٢-إذا شعرتي أن الطفل مَلَّ أو لا يريد المزيد من القراءة أو شعر بالنعاس، توقفي عن القراءة و أكملي فيما بعد حتى لا يفقد الطفل متعة القراءة.
٣-اجعلي طفلك حتى لو كان لا يتجاوز السبعة شهور يختار كتابه بنفسه و قصته بنفسه، بإمكانك عرض الخيارات و وضعها أمامه ليختار منها.
٤-إذا كان طفلك في مرحلة المدرسة و قررتي من هذه اللحظة بتعليمه حب القراءة، فلا تضغطي عليه و اجعلي من القراءة متعة له من خلالكِ أولاً، اقرأي للطفل ثم ساعديه ليقرأ بنفسه.
٥-قراءة قصة للطفل ما قبل النوم سواء في مرحلة المدرسة أو في المراحل السابقة، يشعر الطفل بمدى قربكِ منه و يجعله تواقاً للمزيد.
٦-مكافأة الطفل و تعززيه واصطحابه إلى المكتبة و جعله يختار الكتب التي يريدها ويريد أن يقرأها.
٧-ابدأي بالتسلسل مع الطفل في القراءة، من القصص البسيطة إلى القصص الأكثر طولاً .
المهم أن لا نجعل موضوع القراءة فرضاً أكثر مما هو شغفاً و حباً للقراءة، فإذا أحب الطفل القراءة أبحر في عالمها و لم يمل، اختاري ما هو مناسب لطفلك و تطوره دوماً.

 

القراءة كنزٌ و كوكبٌ دُري علينا تقديره و عدم الاستغناء عنه، و خلق شعباً قارئ منذ نعومة أظافره، في كل بيت عند وجود نبتة جديدة ستثمر في المجتمع يجب أن تكون قارئة، عندها من الوعي و الفصاحة ما يساعدها في جني محصول يفيد المجتمع كاملاً، فلا تستهينوا بالقراءة، لا تأخذ أكثر من نصف ساعة من وقت الأهل، تعاونوا معاً لجعل طفلكم طفلاً قارئاً.

للمزيد سجلوا معنا.

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments