يتساءل الأهل حول تعليم طفلهم في المراحل المبكرة لغة ثانية غير اللغة الأم، أو إذا كان الطفل يعيش مع أهله في بلاد أجنبية يتحدثون فيها غير اللغة الأم في هذه المقالة سنوضح أكثر مفهوم الطفل ثنائي اللغة و نتعرف أكثر على هذا الموضوع.
الطفل ثنائي اللغة
الأطفال يتطورون لغوياً منذ اللحظات الأولى في حياتهم، يستطيعون التمييز في الشهور الأولى بين اللغة الأم و لغات أخرى، ثم تبدأ ركائز اللغة الأم تُبنى و تتشكل في دماغهم، النظريات تختلف بالنسبة للطفل ثنائي اللغة، فالطفل ثنائي اللغة “هو الطفل الذي يتكلم أكثر من لغة في نفس الوقت و يستخدمها في التواصل.” البعض يعتقد أن الدماغ خلق ليتعلم لغة واحدة، و إذا تعلم أكثر من لغة في آنٍ واحد فإن ذلك من شأنه أن يشتت تطوره اللغوي، على العكس تماماً فإن الدماغ يتميز بمرونة عالية على التعلم، بعض الأمهات اللواتي يسعين لتعليم طفلهن لغة ثانية يبدأن في الحديث معه باللغة الثانية إلى جانب اللغة الأم منذ نشأته و نعومة أظافره، لكن أثبتت الدراسات أنه يفضل البدء باللغة الثانية في مرحلة متقدمة من تطور اللغة عند الطفل حتى تتثبت اللغة الأم، و لا يتأخر الطفل في إخراج الكلمة الأولى أو يأخذ وقتاً أطول في إظهار اللغة. بمجمل الأمر فإن ثنائية اللغة لا تسبب تأخر لغوي، في أول خمس سنوات من الممكن أن تكون هناك فجوة بين الطفل و أبناء جيله لكنها تتقلص مع الوقت، ماذا عن فوائد ثنائية اللغة ؟
فوائد و ميزات تعليم الطفل أكثر من لغة
تعليم الطفل أكثر من لغة في نفس الوقت و اكتسابه لغتين أو أكثر يستخدمهما في حياته، من شأنه أن يعود على الطفل بالكثير من الفوائد و الميزات مستقبلاً و في حياته اليومية من هذه الفوائد و الميزات:
1-فوائد اجتماعية في التواصل مع مختلف الثقافات و تعلم ثقافات جديدة، بالإضافة لتوسيع حلقة التواصل.
2-قدرات ذهنية عالية، تعلم لغة جديدة من شأنه أن يمرن الدماغ مما يزيد من مرونة التفكير و نشاط الدماغ.
3-بعض الأبحاث أظهرت أن تعلم لغة جديدة من شأنه أن يقلل من فرص الإصابة بالزهايمر و التقليل من من التأخر الذهني عند الكبر.
4- العالم في وقتنا الحالي يتجه نحو العولمة، و استخدام أكثر من اللغة في الجانب الأكاديمي سواء في المدرسة أو الجامعة و غيرها، فوجود خلفية كافية عند الطفل يساعده في التطور الأكاديمي و الاستفادة الأكاديمية و يوفر عليه الكثير من الوقت
و الكثير من الفوائد و الميزات التي تعود على الطفل بالفائدة الكبيرة مستقبلاً نظراً لتعلمه لغة ثانية بجانب اللغة الأم.
هل تسبب ثنائية اللغة اضطرابات لغوية؟
السؤال السابق يدور في عقول الأهل دوماً فيجعلهم يخافون إن عاشوا في منطقة أجنبية أو إذا كانت لديهم الرغبة في تعليم طفلهم لغة جديدة بجانب اللغة الام، لكن فعلياً فإن ثنائية اللغة لا تؤثر على الطفل و لا تجعله متأخراً لغوياً أو يعاني من إضطراب لغوي، هناك العديد من الأسباب للتأخر اللغوي و ثنائية اللغة لا تعبتر سبباً بكل تأكيد، وجود طفل متأخراً لغوياً و ثنائي اللغة ربما سيكون متأخراً في اللغتين و ليست لغة واحدة على حساب الأخرى، فإذا ظهر التأخر اللغوي عند طفلك ثنائي اللغة فاعلم أن اللغة الأخرى ليست هي السبب.
إذا كنتم ترغبون بتعليم طفلكم لغة جديدة بجانب اللغة الأم فلا تترددوا باستخدام الوسائل المختلفة بالوقت المناسب، فجلوس الطفل لساعات أمام التلفاز على قناة أجنبية لا يعني أنه بهذه الطريقة سيتعلم اللغة الجديدة، كونوا حذرين في اختياركم للأدوات وساعدوا طفلكم في تعلم اللغة الجديدة دون التشتت مع اللغة الأم.
للمزيد سجلوا معنا.