الذاكرة الغيمة المنغرسة في الدماغ

ندخل إلى فضاء الدماغ الرحب معكم في هذه المقالة، المليء بالأشياء المعقدة و المنظمة التي تعمل ضمن قاعدة بيانات لا يوجد بها نسبة خطأ صغيرة، و في سيرنا في أفق الدماغ نصل إلى مكان مهم جداً يدعى الذاكرة هذه الغيمة التي ترافقنا في الحياة، و نحاول تمرينها قدر المستطاع ولا نستطيع الاستغناء عنها و إلا ضعنا. فما هي الذاكرة؟ و ما هي أنواع الذاكرة؟ وكيف يمكن تنشيطها؟

الذاكرة

الذاكرة هي جزء مهم من العمليات الإدراكية، هي المقر الذي نخزن به كافة المعلومات و المعرفة الجديدة التي نتعرض لها من شتى الأماكن في مختلف الأوقات، و التجارب المختلفة التي نخوضها، نحن بحاجة لمكان تخزن به المعلومات لنسترجعها وقت الحاجة، تجاربنا الحياتية بحاجة للاسترجاع و التجمع، وتحط في مكان مهم من دماغنا يدعى الذاكرة. مثلاً عند حفظ و تخزين معلوماتنا الدراسية نكتبها على ورق و نحتفظ بها في مجلدات و ملفات، ثم نستعيدها عند الدراسة أو الإمتحان، كذلك يتم حفظ المعلومات و المعرفة و التجربة الحياتية في غيمة الذاكرة.

أنواع الذاكرة

تساءلنا يوماً هل للذاكرة أنواع؟ أم أنها محطة و غيمة واحدة تتجمع فيها كافة المعلومات أياً كانت هذه المعلومات؟ فعلياً إن الذاكرة تضم ثلاث أقسام رئيسية

 أولاً :الذاكرة قصيرة المدى؛ وهي الذاكرة التي تخزن بها المعلومات لمدة أربع وعشرون ساعة، ثم تحوَّل لمحطة أخرى، و التخزين يعتمد على المقصد وراء المعلومة المستخدمة، فمثلاً شخصان في حوار و طلب أحدهما رقم هاتف، فأجابه الآخر و عندما استخدم رقم الهاتف نسيه بعدها، أما إذا كان هدفه تخزين الرقم وعدم نسيانه لاستخدامه في المرات القادمة ، يبقى و يخزن لديه في الذاكرة وقت أطول. و هناك جزء من هذه الذاكرة يتم من خلاله تخزين المعلومات مدة قصيرة إلى حين إسترجاعها أو استخدامها.

ثانياُ:الذاكرة طويلة المدى: الذاكرة  طويلة المدى من اسمها، يتم تخزين المعلومات التي نخزنها أكثر من أربع و عشرون ساعة و تبقى مدة أطول إلى حين استرجاعها أو استخدامها، تنتقل معظم المعلومات لتخزن في أرشيف الذاكرة طويلة المدى، لو أدرجنا المثال السابق، فرضاً الطرف الآخر من المحادثة قال لك لا تنسى الرقم و احفظه جيداً، حفظته و استخدمته بعد مدة و أكثر من مرة بالتالي يخزن في ذاكرتك الطويلة.

كما أن هناك أنواع مختلفة للذاكرة، بناءً على الهدف من استخدامها. قد نستخدم الذاكرة لتخزين حدث ما مثل سفر أو أحداث حفلة، وهناك عدد من المهارات اليومية التي نقوم بها دون الانتباه لاستراتيجيات القيام بها، لكنها فعلياً مخزنة بالذاكرة وهي التي تساعدنا على ترتيب الطرق الحياتية، مثلاً عندما تقدم رخصة السياقة، فإنك تدرس المواد و تقوم بتطبيقها وقت الامتحان العملي، مع حفظ الطريقة العملية واسترجاعها وقت الحاجة، كمان أن هناك ذاكرة تخزين الحقائق عن الأشياء و أخرى للمفردات اللغوية التي نتعلمها.

أمراض تصيب الذاكرة

بما أن الذاكرة جزء من وظائف الدماغ و التي تساهم في عدد من العمليات الإدراكية مثل العمليات التنفيذية، فهي تساهم بشكل أساسي في إتمام العمليات التنفيذية، قد تتعب و توهن الذاكرة نتيجة عدد من الأسباب أو الأمراض، ومنها ما يصيب الذاكرة بشكل مباشر، وشق آخر تصاب الذاكرة به بشكل مترافق مع المشكلة الأساسية، و من هذه الأمراض و الأسباب:

١- إصابة الدماغ جراء حادث ما أو ضرر معين كالإصابات، و الجلطات، و التهابات الدماغ المختلفة و أثر على منطقة الذاكرة و المناطق الإدراكية.

٢-مرض الزهايمر و الديمنسيا، فكلاهما مرضان عصبيان إدراكييان؛تأثيرهما بشكل مباشر على الذاكرة و الأمور الإدراكية، الشخص ينسى كل ما يخص الآن وربما يعيش في عالم الماضي أو ما تبقى من ذاكرة، لدرجة أنه ينسى الطعام بفمه أحياناً .

٣-التقدم بالعمر، مع التقدم بالعمر يفقد الشخص الذاكرة بشكل تدريجي، نظراً إلى وهن و ضعف الخلايا العصبية عند الكبار بالعمر.

٤-فقدان عناصر غذائية مهمة مثل فيتامين ب١٢

وبذلك نكون قد أجملنا عدد من الأسباب و الأمراض التي بإمكاننا تجنبها.

كيف نغذي الذاكرة ؟

معظم الأهل يسعون إلى تنمية ذاكرة أطفالهم أو حتى ذاكرتهم، كوْن الذاكرة كما أسلفنا سابقاً تلعب دوراً هاماً في عدد من الجوانب الحياتية، بإمكاننا تغذية الذاكرة و تنشيطها من خلال القراءة، الدراسات أثبتت أن الناس الذين يقرأون أقل عرضة للإصابة بالزهايمر، كما أن هناك عدد من الألعاب التي تنشط الذاكرة مثل البطاقات و إخفاءها ثم التذكر ماذا كان داخل البطاقة؟ بإمكننا أيضاً تفعيل الذاكرة من خلال تعلم لغات جديدة كونها تنشط الدماغ و عدد من العمليات المعرفية، التغذية أيضاً مهمة في تنشيط الذاكرة فهناك عدد من الأطعمة و الأعشاب التي تعزز الذاكرة.  كذلك من خلال خوض تجارب جديدة بإمكاننا وضع ملفات جديدة في الذاكرة، حاولوا دوماً تنشيط ذاكرتكم و ذاكرة أطفالكم.

 

سافرنا في هذه الغيمة و تعرفنا عليها، لكن ما يحدث أعمق من ذلك من عمليات حيوية و انتقال إشارات عصبية و تحليل وسريان دموي وعصبي، لكن بالمجمل عرفنا طرق مهمة لتغذية الذاكرة و ما أهميتها؛ لذلك علينا أن نهتم بذاكرتنا و ننميها .

إليك أكثر الأخصائين خبرة لمساعدتك سجل الآن          

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments