تأثير الحرمان العاطفي على الأطفال

أطفالنا داخلهم الكثير من المشاعر التي يواجهوها و تخرج هذه المشاعر في المواقف المختلفة، لكنهم قد لا يميزون هذه المشاعر أو لا يعرفون أسمائها و كيف يستخدموها. و هنا يكمن دور الأهل في فهم مشاعر طفلهم و السيطرة على المشاعر السلبية منها و مساعدتهم في التعبير، لكن بعض الأهل لا يدركون مشاعر أطفالهم و يعتقدون أن واجبهم تجاه طفلهم متمثلاً في رعايتهم فقط، لكن المسؤولية أعظم من ذلك تتمثل أيضاً في جعل الطفل لا يحتاج العاطفة من أحد  في وجود الوالدين و سد المتسع العاطفي لديه، في هذه المقالة نتحدث أكثر حول الحرمان العاطفي عند الأطفال.

 

الحرمان العاطفي 

الأهل سواء كانت الأم أو الأب كلاهما مفعم بالعواطف المختلفة تجاه أبنائهم و هذا هو الطبيعي، لكنهم لا يستطيعون التعامل معها أحياناً و التعبير عنها في الصورة الصحيحة ما يجعل أطفالهم يفقدون عاطفة أحد الوالدين تجاههم و يشعرون بالحرمان العاطفي؛ الحرمان العاطفي” عدم شعور الطفل في الرعاية العاطفية الكاملة من قبل الأم أو الأب أو كليهما مع معاملة الطفل بشكل مسيء له و لشخصه، وتضحي رغبات الطفل العاطفية من حب و حنان وتقدير غير ملبية، و تترك بداخله فراغاً” ويعتقد الطفل حينها أن لا أحد يفهمه و أنه مستثنى من الجميع، ويبدأ في البحث عن طرق أخرى لتعويض هذا الحرمان العاطفي.

 

سلوكيات تظهر على الطفل الذي يمر في حالة حرمان عاطفي

تظهر بعض السلوكيات و التصرفات كطريقة تعويضية للحرمان و الفراغ الذي يشعر به الطفل، ويحاول أن يملأ هذا الفراغ باتباعه سلوكيات و طرق غير صحيحة، ومن السلوكيات و الطرق التي يتبعها الطفل:

1- العدوانية؛ يتصرف الطفل بطريقة عدوانية تجاه الآخرين و يتبع أساليب مختلفة  مثل الضرب، السرقة، السطو و السيطرة على ممتلكات الآخرين،  قد يستخدم الطفل بعض الشتائم و يقوم بالتقليل من شأن الرفاق و الآخرين من حوله.

2- يتبع الطفل أساليب العصيان و التمرد على الآخرين خاصة الكبار و أوامرهم نظراً لأنه يرى في هذا الأمر طريقة حتى يستفز الكبار و يثير غضبهم فيجد متعة في ذلك.

3- التأخر الدراسي و تراجع تحصيل الطفل الدراسي؛ لأن الطفل يكون مشتتاً و الوضع النفسي الذي يشعر به يميل نحو أفكار توحي بأنه شخص غير مرغوب و لا أحد يحبه.

4- التعلق و الميل للآخرين، فيحاول الطفل أن يبحث عن بدائل للأشخاص المحيطين، ويتعلق و يميل إلى أشخاص خارج العائلة. و قد يكونوا هؤلاء الأشخاص سيئين و يؤثرون على الطفل و تعلقهم في هؤلاء الأشخاص يجعلهم يقومون بأي شيء يطلبوه مقابل عدم تركهم وحيدين.

5- التعلق في الأجهزة الالكترونية و استخدامها بكثرة، حتى من الممكن أنهم يتعلقون في أشخاص معينين يتابعوهم  عبر وسائل التواصل المختلفة.   

6- فقدان الطفل الشعور بالأمان و اتباعه بعض السلوكيات الخاطئة.

هذه وغيرها من الطرق التي يستطيع الطفل من خلالها سد الفجوة  أو الفراغ العاطفي الذي ولده الحرمان.

 

طرق سد الفراغ العاطفي عند الأطفال

المسؤولية الكبرى في تحمل مسؤولية مشاعر الطفل تقع على عاتق الأهل، عليهم أن يفهموا مشاعره و يكونوا قريبين منه دوماً و في كل اللحظات. يوضحون له طبيعة هذه المشاعر و سببها و ماهيتها، عليهم أيضاً أن يكونوا أصدقاء أوفياء للطفل يسمعون مشاعره المختلفة مع المحافظة على ردود أفعالهم. “هذه المشاعر طبيعية يا ماما” “أنا معك دائماً” و ملئ وقت الطفل في أنشطة مختلفة واللعب معه و قضاء وقت كافٍ، حتى لا يضطر إلى اللجوء إلى طرق و أشخاص آخرين. احتضان الطفل و مشاركته أحداثه اليومية، مع التنويه على محاولة التعبير عن المشاعر الأبوية قدر الإمكان، كذلك تشجيع الطفل دوماً و التعبير عن الحب له في طرق مختلفة بالكلمات أو الهدايا التي يحبها. 

لا تجعلوا أطفالكم يمرون في شعور الحرمان أو الفراغ العاطفي إنما كونوا كريمين في العطاء العاطفي فالعطاء العاطفي لا يجعل من طفلك طفلاً “دلوعاً” كما يدعي البعض  إنما يبني شخصية قوية عند الطفل قادرة على مواجهة كافة المشاعر الإيجابية و السلبية دون اللجوء إلى طرق  أو أشخاص أو سلوكيات أخرى.

 

للمزيد سجلوا معنا.

شارك هذه المقالة:

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on email
Share on telegram
Share on whatsapp

التصنيفات

المقالات ذات الصلة

guest

0 التعليقات
Inline Feedbacks
View all comments