طفلنا الصغير الذي تفتحت عيناه على هذا العالم، رأسه الصغير الغير مكتمل بعد. و الذي يتطلب عناية كبرى، تدحرج كائن حي دقيق و أصاب طبقات السحايا المحاطة في هذا الدماغ اللطيف، ثم قلب الموازين ولم يعد شيئاً كما كان سابقاً للأسف، تذرف دموع الأهل لكن بالنهاية هم القوة الداعمة. سمعنا كثيراً بالتهاب السحايا من خلال هذا المقال نسير بين هذه الطبقات لنتمعنها جيداً.
طبقات السحايا
أكثر ما يخيف الأهل عند ارتفاع حرارة الطفل هو إصابته بالسحايا، ويحاولون حمايته و خفض درجة حرارته ، كون التهاب السحايا أمر خطير، دماغنا هذا العضو الرهيب الذي يسيطر على جسمنا بالكامل و هو القائد في هذا الجسم، يحتاج لحماية قصوى، والذي يقوم بحمايته وحماية الحبل الشوكي هذه الطبقات تدعى السحايا، وهي عبارة عن ثلاث طبقات من الأغشية :
١-الأم الجافية (الطبقة الخارجية) التي تفصل الدماغ عن الجمجمة.
٢-الغشاء العنكبوتي(الطبقة الوسطى) ويكون ما بين الأم الجافية و الأم الحنون.
٣- الأم الحنون؛( الطبقة الداخلية) و التي تحمي الدماغ و الحبل الشوكي بشكل مباشر. وبذلك تعرفنا على طبقات السحايا المهمة.
ما هو التهاب السحايا ؟
كما ذكرنا سابقاً فإن طبقات السحايا التي تحمي الدماغ و الحبل الشوكي، من الممكن أن تمرض للأسف. تصيبها بكتيريا، فايروس، أو فطريات، ما يسبب التهاباً بها، و يؤثر هذا الالتهاب على عملها و عمل الدماغ وينتج عنها أعراض و آثار كبيرة، كوْن الإصابة في طبقات الدماغ الحامية، مع التنويه إلى أن هذا الالتهاب قد يحدث نتيجة عدوى بهذه الكائنات الحية الدقيقة، أخطر نوع من أنواع العدوى هو التهاب السحايا البكتيري، قد يكون قاتل في بعض الأحيان،ليس بالضرورة أن يصيب الفايروس الأغشية مباشرة، قد تكون الأسباب الإصابة في الجيوف الأنفية، أو الحلق أو الأذنين وينتقل الفايروس للطبقات. و بهذا يصل الكائن الحي لطبقات السحايا ويختل عملها.
أعراض التهاب السحايا
تظهر أعراض التهاب السحايا متشكلة بالآتية:
١-ارتفاع درجة الحرارة.
٢-ألم في الرأس، كون الإصابة في طبقات محيطة في الدماغ.
٣-شد في عضلات الرقبة
٤- تشنجات، فمعظم الإصابات التي تصيب الدماغ تسبب تشنجات.
٥-ضعف عام في الجسم.
٦-شعور بالنعاس الدائم.
٧- قلة وعي و إدراك المحيط، نظراً لتأثر الدماغ.
٨-طفح جلدي، و يظهر هذا العرض في حالة التهاب السحايا البكتيري.
هذه الأعراض الخطيرة و التي قد تقتل الجسم، تظهر في حالات التهاب السحايا.
الآثار الناتجة عن التهاب السحايا
ينتج عن الإصابة بالتهاب السحايا عدد من الآثار التي تغير حياة الطفل أو الشخص،
ومن ضمن هذه الآثار :
أولاً:ضعف السمع : يعد التهاب السحايا من أكثر أسباب الإصابة بضعف السمع الحسي العصبي، بسبب تأثر العصب و الشعيرات السمعية، و إذا حدث ضعف السمع في عمر مبكر من حياة الطفل قبل اكتساب اللغة يؤثر على اكتسابه اللغة، ويحتاج المعينات السمعية لمساعدته.
ثانياً: الإصابة بالصرع، نظراً لحدوث خلل في عمل الدماغ و الأعصاب نتيجة الالتهاب لهذه الطبقات الحامية ما أدى إلى زيادة عدد الشحنات وينتج عنه الصرع.
ثالثاً:مشاكل في الذاكرة، لأن الدماغ فيه مركز التخزين وهي الذاكرة فإذا تأثر قد تتأثر.
رابعاً: تلف الدماغ، قد يحدث تلفاً في الدماغ و ضعف به و بعمله بالتالي يؤثر على معظم خلايا الجسم الحيوية.
و هذه الآثار بها متابعتها الخاصة و علينا علاجها، كوْن تأثيرها على جودة حياة الطفل أو الشخص كبير و على مناحي حياته المختلفة.
علاج التهاب السحايا
عند حدوث التهاب السحايا يجب مراجعة المستشفى على الفور، و عمل فحوصات الرنين المغناطيسي للدماغ، فحوصات دم، أخذ نخزة من السائل الشوكي لتحديد نوع الالتهاب، وبناءً على الفحوصات يتم إعطاء المريض العلاج المناسب، من مضادات حيوية و أدوية مختلفة؛ وبذلك يتم علاج التهاب السحايا وكلما تأخرنا على العلاج تفاقمت النتائج.
يجب أن نساعد الطفل في منع تدحرج هذا الكائن الصغير لطبقات دماغه، وحمايته و إذا حدث أي التهاب نسارع الى أقرب مركز صحي كي لا نفاقم الآثار، و علاج الآثار الناتجة أمر مهم للتطور الطبيعي، طفلنا بحاجتنا دوماً و بحاجة متابعتنا.
تابع وسجل معنا كل تستفيد وتفيد.