الإعاقة الخفية التي لا نميزها بسهولة و نبحث في ميادينها، و نشك في طفلنا إن كان يعاني منها أو لا، وهي صعوبات التعلم و التي تتشكل بوجود مشاكلات في عدة  مجالات، يكون عند هؤلاء الأشخاص مشاكلات على المستوى التعليمي أكثر من الأمور الحياتية الطبيعية، و ما يترتب عليها من مشاكلات نفسية، أما الآن دعونا نتعرف أكثر على أشكال أو أنواع صعوبات التعلم .

أنواع صعوبات التعلم 

تتشكل صعوبات التعلم في عدة قوالب مختلفة قد يعاني الطفل من نوع واحد أو اثنين أو تكون مجتمعة، كما نعلم علينا أن نستبعد جميع الإعاقات الأخرى لنقول أن هذا الطفل هو طفل صعوبات تعلم. أنواع صعوبات التعلم المهمة و الأكثر وجوداً هي :

١- عسر القراءة dyslexia

٢- عسر الكتابة dysgraphia

٣- عسر الكلام dysphasia.

٤-عسر الحساب dyscalculia

سنتدرج في هذه الأنواع واحدة تلو الأخرى لنتعرف أكثر عليها .

 عسر القراءة dyslexia.

الأطفال الذين يعانون من عسر القراءة كما يشير الاسم تتشكل لديهم عدة صعوبات حسب درجة صعوبة التعلم أو عسر القراءة، هؤلاء الأطفال يقرأون بشكل بطيء جداً، تكون قراءتهم بالتهجئة و نقص المستوى الصفي، يكون الطفل في الصف السابع و يقرأ قراءة طفل في الصف الأول، بالإضافة لوجود صعوبة في تمييز الحروف فلا يستطيع الطفل تمييز الحروف المتشابهة مثلاً حرفي ال “ت”و ال “ث”، من الممكن أن يقرأ الطفل بالمقلوب و يبدأ عكسي بالقراءة، يقرأ بالتتبع و يتخطى السطور، أطفال عسر القراءة لا يستطيعون فهم النص المقروء كما هو، في الحالات المتطورة و الشديدة قد يروْن الحروف تتراقص على الورقة فلا يستطيعون القراءة، أو يألفون نصاً بناءً على العنوان. كما أنهم لا يقرأون الكلمة أو الجملة كاملة و يحذفوا نصفها، صعوبة في قراءة الكلمات الطويلة، إضافة حروف أو تشويه الكلمة، أو إبدال الحروف. هذا فيما يخص أطفال عسر القراءة و التي قد تكون أسبابها وراثية، جينية، أو مكتسبة. فيما يخص تشخيص صعوبات التعلم المذكور أننا نستبعد باقي الإعاقات للتشخيص، فإن الطفل الذي يعاني من عسر القراءة ليس لديه أي مشاكل سمع أو بصر.

عسر الكتاب dysgraphia.

كما أن هناك أطفال يعانون من عسر القراءة قد يتشكل عند أطفال صعوبات التعلم عسر بالكتابة أيضاً و الذي يكون على صورة:

١- وجود مشاكلات في الخط وعدم وضوحه و مشكلات في الإملاء.

٢- عدم وجود فراغات مناسبة.

٣- عدم التناسق في الحروف أثناء الكتابة .

٤- لا يلتزم طفل عسر الكتابة في الكتابة على السطر .

٥- صعوبة في مسك القلم مسكة صحيحة، قد يصل صف خامس مثلاً وهو يمسك القلب مسكة خماسية .

٦- الكتابة الفوضوية .

٧- الكتابة بشكل بطيء جداً.

٨- وجود الكثير من الأخطاء الإملائية .

هذه بعض العلامات التي تظهر على الأطفال الذين يعانون من عسر في الكتابة .

عسر الحساب dyscalculia.

عسر الحساب يتشكل في وحود مشاكل في العمليات الحسابية و فهم الأرقام ، فدماغ الطفل الذي يعاني من عسر الحساب لا يستطيع التعامل مع هذا المنحى من الأرقام و العمليات الحسابية و غيرها فمثلاً الطفل الذي يعاني من عسر الحساب ، لا يستطيع عمل مقارنات ما بين الكبير و الصغير، و استخدام الرموز ، لا يملك مرونة في التفكير ، ليست لديهم القدرة على تعلم المفردات الحسابية ، من جمع و قسمة ضرب و طرح، فالعمليات الحسابية تساعد في حل المشكلات فهؤلاء الأطفال يواجهون مشكلة واضحة في هذا الجانب، نلاحظ أنهم لا يميزون بين الأرقام مثلاً الرقم ٦ و الرقم ٢ . أداءهم من ناحية العد و العمليات الحسابية يشبه أطفال البستان و التمهيدي، بالإضافة لوجود مشكلة في إدراك العمليات الحسابية و مواد الرياضيات بأكملها حتى في الحياة العملية و اليومية. هذا فيما يتعلق في عسر الحساب .

عسر الكلام dysphasia.

اللغة مهمة جداً حتى يستطيع الفرد التعلم، بدون اللغة لا يستطيع القراءة و الكتابة و غيرها، أطفال صعوبات التعلم قد يظهر لديهم عسر الكلام، و الذي يكون على شكل  صعوبة في التعبير الشفوي و عدم القدرة على الحوار السلس، و  نطق بعض الأصوات بالصورة الصحيحة كذلك مشكلات التمييز السمعي  عند هؤلاء الأطفال، كما أنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم ويصلون مراحل متقدمة وهم متأخرين لغوياً؛ لذلك من الضروري علاج و متابعة الطفل في المراحل المبكرة حتى لا تتطور المشكلة لديهم بشكل أكبر.

هناك أيضاً أنواع أخرى لصعوبات التعلم مثل:

-خلل في التناسق.

-صعوبات التهجئة.

-صعوبة التركيز .

-فرط الحركة و قلة الانتباه. 

-مشكلة العتمة.

علاج صعوبات التعلم

يمكن مساعدة كل نوع على حدا حسب الخصائص الموجودة عند هذا النوع، و نقاط الضعف التي تحتاج تقوية، لكن بالمجمل من الممكن علاج صعوبات التعلم من خلال:

١- تدريب العمليات النفسية النمائية، مثل التمييز السمعي.

٢-استخدام الحواس المتعددة، باستخدام الحواس الخمس في التعلم حتى تُرسم الصورة بطريقة صحيحة في دماغ الطفل.

٣-بناء و خفض المؤثرات، من مؤثرات سمعية، صوتية وغيرها لجذب انتبه الطفل.

٤-تعديل السلوك المعرفي للطفل، وتنشيط الذاكرة.

٥-تجزئة المهام أو التحليل، فلا نعطي الطفل جميع المهام مرة واحدة مثلاً نقول له : ( خذ الطبشورة ،ثم روح على السبورة) و إعطائه واجبات صغيرة محزئة بدلاً من الواجبات الكبيرة.

 قد نجد واحدة أو أكثر  من أنواع صعوبات التعلم عند الشخص، يجب متابعته وتوفير الظروف المناسبة له مع تخصيص حصص صفية في غرفة المصادر لمساعدة الطفل أكثر، مع عدم إهمال مشكلته حتى لا تتفاقم، ساعدوا أطفالكم على التعلم و خذوا بطريقهم ، ساعدوهم على تجاوز هذه الصعوبات .

لنساعدكم سجلوا معنا و لا تتردوا.